تجددت المواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وبين المتظاهرين الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948، فجر اليوم الأحد، في أماكن مختلفة؛ ففي كفر قرع في المثلث، كتب النائب جمال زحالقة، على صفحته على "الفيسبوك"، أن المواجهات في القرية اندلعت مجدداً، وأن الأنباء تحدثت عن حملة اعتقالات ووقوع إصابات بين المتظاهرين. كما كتب ناشطون في مناطق مختلفة في الداخل، تغريدات وتعليقات تفيد بتجدد المواجهات في بلداتهم.
وتجددت المواجهات مع الشرطة في كل من أم الفحم وكفر قرع وعرعرة، في المثلث، وفي الناصرة، وكفر مندا وعين ماهل وشقيب السلام في النقب. وتشهد مدينة شفاعمر هي الأخرى مواجهات مع الشرطة، بينما كانت مدينة حيفا شهدت تظاهرة نظممها الحزب الشيوعي الإسرائيلي ضد الممارسات الإسرائيلية، ورفع فيها المتظاهرون العلمين الإسرائيلي والفلسطيني.
في غضون ذلك، عقدت الشرطة، بعد ساعات الإفطار، اجتماعاً طارئاً مع رؤساء بلديات عربية في المثلث والجليل، مطالبة الرؤساء بضبط الأوضاع في قراهم وبلداتهم.
في المقابل أكد مواطنون فلسطينيون في بلدة نتسرات عيليت، أن متظاهرين من اليمين الإسرائيلي تظاهروا الليلة ورفعوا شعارات تدعو للانتقام من العرب، كما رددوا هتافات الموت للعرب.
وقال عدد من طلبة الجامعات العرب في الجامعات الإسرائيلية، إن ناشطين من اليمين دسوا تحت أبواب غرفهم في السكن الجامعي لافتات كتب عليها "الموت للعرب" و"ارحلوا إلى غزة".
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها كثفت من تواجدها عند مدحل أم الفحم وبلدتي عارة وعرعرة في المثلث، فيما تعمل بشدة لفض التظاهرات في عين ماهل والنقب.
وكان يوم السبت قد شهد تواصل التظاهرات الغاضبة في بلدات ومدن الداخل الفلسطيني، في الأراضي المحتلة عام 1948، احتجاجاً على استشهاد محمد حسين أبو خضير، على يد مستوطنين، وتبين أنه تم حرقه حياً. كما جاءت التظاهرات رداً على محاولات عصابات "جباية الثمن" اقتحام البلدات العربية في اليومين الماضيين.
وشهدت أراضي الـ48 سلسلة تظاهرات سلمية قمعها الاحتلال بالغاز المسيل للدموع. وجاءت تظاهرات، يوم السبت، استمراراً للاحتجاجات التي اندلعت ليل الجمعة.
وقامت الشرطة الإسرائيلية، منذ ساعات الصباح، بإغلاق السوق الرئيسي في مدينة الطيرة في المثلث. كما حشدت قوات كبيرة في ساعات الظهر عند مداخل مدينتي الطيبة وقلنسوة، ومنعت الوصول إليهما، خوفاً من توافد متظاهرين إلى البلدتين.
وقالت مصادر في مدينة الطيبة لـ"العربي الجديد" إن المئات تظاهروا في الشارع الرئيسي للمدينة، سلمياً، لكن شرطة الاحتلال قمعت المتظاهرين، فيما أفادت تقارير عن وقوع إصابات في صفوف متظاهرين في الطيبة وآخرين في بلدة قلنسوة.
وفي وادي عارة، نظّمت تظاهرة مشابهة قام خلالها المتظاهرون برفع الأعلام الفلسطينية وترديد الشعارات المناهضة لسياسة الاحتلال ولعصابات "جباية الثمن".
وتصاعدت الأوضاع في وادي عارة مع حشد قوات كبيرة للشرطة وإطلاق القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع. وقام المتظاهرون بإشعال النار في الإطارات وإغلاق الشارع الرئيسي فيما تحاول الشرطة قمع المتظاهرين وتنفيذ عمليات اعتقال واسعة في صفوفهم.
وفي الناصرة، فضّت الشرطة الإسرائيلية، مساء السبت، تظاهرة، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع. وشارك في التظاهرة النائبان في الكنيست حنين زعبي، وباسل غطاس.
واستخدمت شرطة الاحتلال كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية. وتصاعدت أعمدة الدخان في أجواء المدينة. كما قامت الشرطة بإغلاق الشارع المؤدي إلى الملعب البلدي في المدينة ومجمع البيغ في الناصرة.
وكتب عضو الكنيست عن "الحركة الإسلامية - الجناح الجنوبي"، مسعود غنايم، على صفحته في "فيسبوك"، "في هذه الظروف الحسّاسة التي نمر بها، لا بد من التّأكيد على حقّنا بالذّود عن كرامتنا وحقّنا في التّعبير عن رفضنا واستنكارنا للعدوان على أهلنا في الأراضي المُحتلّة الَّذِينَ يواجهون حملة عنصريّة دمويّة".
وأضاف "لكن ذلك يجب أن يتم بشكل مُنظّم ونضال مسؤول بعيد عن الانفلات والفوضى وتخريب الأملاك العامَّة، والاعتداء على الناس بسبب إشاعات وأنباء غير صحيحة، واجبنا التّحلّي بالوَعي والمسؤوليّة والحِكمة".
في غضون ذلك، صعّد وزير خارجية إسرائيل، أفيغدور ليبرمان، تحريضه المنظم ضد الفلسطينيين في الداخل، وكتب على صفحته في "فيسبوك" إن مكان المتظاهرين في وادي عارة ليس داخل (إسرائيل). في تلميح مبطن إلى ترحيلهم وفق دعوات الترانسفير التي ينادي بها. كما طالب بزج المتظاهرين في السجن.
واعتبر رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل (هيئة لكل الأحزاب والتيارات في الداخل) محمد زيدان، في تصريح له إن ما يحدث هو نتيجة حتمية للتصريحات العنصرية التي أطلقها المسؤولون في إسرائيل، وبفعل العداء الذي يبثونه ضد المواطنين الفلسطينيين في الداخل.
وأكد زيدان أن الفلسطينيين في الداخل لا يشعرون بالأمان في ظل هذه التصريحات، وفي ظل محاولات عصابات جباية الثمن تنفيذ اعتداءات في عدد من البلدات العربية منذ مطلع رمضان.