مع اقتراب إكمال القوات الروسية 22 شهراً من تدخّلها في سورية، استجابة لطلب النظام لدعم قواته في حربه ضد المعارضة، في تدخّل بدأ في سبتمبر/ أيلول من عام 2015 بعمليات جوية لتأمين الغطاء الجوي لقوات النظام والمليشيات الموالية له العاملة على التقدّم في مناطق المعارضة، بدأ الروس بالنزول من الجو إلى الأرض، بالتزامن مع تغيّر توجّهات موسكو، إذ بدأت تسعى لتقديم نفسها كوسيط للحل وضامن للمفاوضات والاتفاقيات بين النظام والمعارضة، بعد أن كانت شريكة للنظام في القتل والتدمير.
وبدأ الروس عملياتهم العسكرية في سورية باتفاق مع النظام وقِّع في 26 أغسطس/ آب 2015، وهو اتفاق أعطاهم قواعد عسكرية كمطار حميميم العسكري في مدينة اللاذقية كقاعدة عسكرية خاصة بهم. وذكرت تقارير إعلامية أنه خلال شهر سبتمبر/ أيلول 2015، كان للروس في حميميم نحو 21 طائرة هجوم أرضي، بالإضافة إلى 15 مروحية، كما تم إحضار 2 إلى 3 أنظمة دفاع، وطائرات من دون طيار، ترافقها 6 دبابات، و15 قطعة مدفعية و35 عربة جند مدرعة و200 من مشاة البحرية. ولا تتوفر معلومات دقيقة حول حجم القوات الروسية اليوم، فيما تفيد معلومات بأن الروس كانوا يستقدمون طوال الفترة الماضية أنواعاً جديدة من الأسلحة منها طائرات حربية متطورة وراجمات صواريخ وعربات مدرعة ككاسحة الألغام وعربات الجسور.
وتقول مصادر عسكرية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن الروس نزلوا إلى الأرض في النصف الأول من عام 2016، عبر مرافقة ضباط روس لقوات النظام والمليشيات، وسرعان ما أصبحت هناك مجموعات من القوات الروسية الخاصة والبحرية تقوم بعمليات خاصة من إنزالات جوية وكمائن بشكل مستقل، معيدة سبب ذلك إلى أن "قوات النظام والمليشيات كانت تخسر المناطق التي تتقدّم فيها بدعم الطيران الروسي".
في الفترة الأخيرة بدأت روسيا تعمل على تقديم نفسها كراعٍ لحل الأزمة السورية وليس كطرف، والحد من نفوذ بعض الدول الفاعلة في الأزمة وعلى رأسها إيران، كما يقول متابعون للوضع السوري، مشيرين في المقابل إلى أنها لا تزال تقدّم الدعم العسكري لقوات النظام في العديد من المناطق كالغوطة الشرقية والبادية الشامية، بحجة وجود "مجموعات إرهابية".
وترى مصادر معارضة في دمشق، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الروس اكتشفوا بعد نزولهم إلى الأرض أن الدولة السورية كانت تزول شيئاً فشيئاً، فهيبة الدولة والقانون في الحضيض، جيش النظام متآكل ومتهاوٍ وفَقَد كثيراً من عديده وعتاده والفساد مستشرٍ فيه، والكفة تميل باتجاه المليشيات التي تم إنشاؤها منذ عام 2012 بنصيحة إيرانية، في محاولة لاستيراد تجربة الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، إلا أن ما تم تشكيله كان أقل انضباطاً، إذ كانت عبارة عن مليشيات من المرتزقة أو الطائفيين الفاسدين".
وتلفت المصادر إلى أن الروس سعوا لكسب الشارع السوري، فأنشأوا مركزاً خاصاً لـ"المصالحات" في حميميم، وكانوا الضامن لتلك "المصالحات"، بما أن الثقة معدومة بين السوريين والنظام، موضحة أن "المباحثات مع قادة فصائل المعارضة المسلحة تستمر بشأن انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية في محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماه وحمص والقنيطرة، في حين لم يتغير عدد الفصائل التي أعلنت عن قبولها بتنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية وهو 228 فصيلاً".
اقــرأ أيضاً
كذلك قام الروس بإنشاء منصة خاصة بوقف العمليات القتالية في أستانة في نهاية عام 2016، وأصدرت مذكرة مشتركة حول إنشاء "مناطق تخفيف التوتر" برعاية روسيا وتركيا وإيران في 4 مايو/ أيار 2017. كذلك حاولت موسكو إظهار جانب إنساني لعملها في سورية، عبر تقديم مساعدات إنسانية إلى الأهالي في بعض المناطق السورية كحلب ودير الزور والقنيطرة، إضافة إلى توزيع مساعدات لعائلات قتلى قوات النظام.
سياسياً، سعت موسكو إلى خلق معارضات مقربة منها لتكون حاضرة في العملية الدولية لحل الصراع السوري، فأوجدت منصة موسكو، والتي تشارك في مباحثات جنيف، ومنصة أستانة ومنصة حميميم.
ونشر الروس نهاية العام الماضي قوى الشرطة العسكرية الروسية في أحياء حلب الشرقية، بعد أن تم تهجير أهلها، بمهمة "حفظ أمن" المنطقة المسيطر عليها وحماية المدنيين، وقامت بطرد عناصر المليشيات الموالية للنظام إضافة إلى قوات النظام، سيئة السمعة، والمعروفة لدى السوريين بأنها تقوم "بتعفيش" (سرقة ونهب) كل منطقة تسيطر عليها. كذلك أصبحت الشرطة العسكرية الروسية مسؤولة عن حل الصراعات في المنطقة بين السكان، وبدأت تستقبل شكاوى المواطنين حول مختلف القضايا، خصوصاً الخدمية.
كذلك قامت الشرطة العسكرية الروسية في حلب بتمشيط المناطق المسيطر عليها وإزالة الألغام والعبوات الناسفة، إضافة إلى إقامة دورات "دفاع مدني" لأهالي المنطقة. وفي درعا يُتوقع من الشرطة العسكرية الروسية مراقبة وقف إطلاق النار، ومراقبة السيارات الداخلة والخارجة بين منطقة النظام ومنطقة المعارضة، إضافة إلى الدور الإنساني الذي من المرجح أن تقوم به في محاولة لكسب الحاضنة الشعبية.
وفي الفترة الأخيرة، توصلت روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق حول "تخفيف التصعيد" في جنوب سورية المتضمن محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، بالتوافق مع قوى إقليمية على رأسها إسرائيل والأردن، وسط معلومات بأن هذه الاتفاقات في طور توسيعها لتشمل مناطق أخرى. وأخذت موسكو على عاتقها نشر قوة من الشرطة العسكرية في تلك المناطق لتكون "قوة فصل" بين قوات النظام والمليشيات من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى.
وبدأ الروس عملياتهم العسكرية في سورية باتفاق مع النظام وقِّع في 26 أغسطس/ آب 2015، وهو اتفاق أعطاهم قواعد عسكرية كمطار حميميم العسكري في مدينة اللاذقية كقاعدة عسكرية خاصة بهم. وذكرت تقارير إعلامية أنه خلال شهر سبتمبر/ أيلول 2015، كان للروس في حميميم نحو 21 طائرة هجوم أرضي، بالإضافة إلى 15 مروحية، كما تم إحضار 2 إلى 3 أنظمة دفاع، وطائرات من دون طيار، ترافقها 6 دبابات، و15 قطعة مدفعية و35 عربة جند مدرعة و200 من مشاة البحرية. ولا تتوفر معلومات دقيقة حول حجم القوات الروسية اليوم، فيما تفيد معلومات بأن الروس كانوا يستقدمون طوال الفترة الماضية أنواعاً جديدة من الأسلحة منها طائرات حربية متطورة وراجمات صواريخ وعربات مدرعة ككاسحة الألغام وعربات الجسور.
في الفترة الأخيرة بدأت روسيا تعمل على تقديم نفسها كراعٍ لحل الأزمة السورية وليس كطرف، والحد من نفوذ بعض الدول الفاعلة في الأزمة وعلى رأسها إيران، كما يقول متابعون للوضع السوري، مشيرين في المقابل إلى أنها لا تزال تقدّم الدعم العسكري لقوات النظام في العديد من المناطق كالغوطة الشرقية والبادية الشامية، بحجة وجود "مجموعات إرهابية".
وترى مصادر معارضة في دمشق، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الروس اكتشفوا بعد نزولهم إلى الأرض أن الدولة السورية كانت تزول شيئاً فشيئاً، فهيبة الدولة والقانون في الحضيض، جيش النظام متآكل ومتهاوٍ وفَقَد كثيراً من عديده وعتاده والفساد مستشرٍ فيه، والكفة تميل باتجاه المليشيات التي تم إنشاؤها منذ عام 2012 بنصيحة إيرانية، في محاولة لاستيراد تجربة الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، إلا أن ما تم تشكيله كان أقل انضباطاً، إذ كانت عبارة عن مليشيات من المرتزقة أو الطائفيين الفاسدين".
وتلفت المصادر إلى أن الروس سعوا لكسب الشارع السوري، فأنشأوا مركزاً خاصاً لـ"المصالحات" في حميميم، وكانوا الضامن لتلك "المصالحات"، بما أن الثقة معدومة بين السوريين والنظام، موضحة أن "المباحثات مع قادة فصائل المعارضة المسلحة تستمر بشأن انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية في محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماه وحمص والقنيطرة، في حين لم يتغير عدد الفصائل التي أعلنت عن قبولها بتنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية وهو 228 فصيلاً".
كذلك قام الروس بإنشاء منصة خاصة بوقف العمليات القتالية في أستانة في نهاية عام 2016، وأصدرت مذكرة مشتركة حول إنشاء "مناطق تخفيف التوتر" برعاية روسيا وتركيا وإيران في 4 مايو/ أيار 2017. كذلك حاولت موسكو إظهار جانب إنساني لعملها في سورية، عبر تقديم مساعدات إنسانية إلى الأهالي في بعض المناطق السورية كحلب ودير الزور والقنيطرة، إضافة إلى توزيع مساعدات لعائلات قتلى قوات النظام.
سياسياً، سعت موسكو إلى خلق معارضات مقربة منها لتكون حاضرة في العملية الدولية لحل الصراع السوري، فأوجدت منصة موسكو، والتي تشارك في مباحثات جنيف، ومنصة أستانة ومنصة حميميم.
كذلك قامت الشرطة العسكرية الروسية في حلب بتمشيط المناطق المسيطر عليها وإزالة الألغام والعبوات الناسفة، إضافة إلى إقامة دورات "دفاع مدني" لأهالي المنطقة. وفي درعا يُتوقع من الشرطة العسكرية الروسية مراقبة وقف إطلاق النار، ومراقبة السيارات الداخلة والخارجة بين منطقة النظام ومنطقة المعارضة، إضافة إلى الدور الإنساني الذي من المرجح أن تقوم به في محاولة لكسب الحاضنة الشعبية.
وفي الفترة الأخيرة، توصلت روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق حول "تخفيف التصعيد" في جنوب سورية المتضمن محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، بالتوافق مع قوى إقليمية على رأسها إسرائيل والأردن، وسط معلومات بأن هذه الاتفاقات في طور توسيعها لتشمل مناطق أخرى. وأخذت موسكو على عاتقها نشر قوة من الشرطة العسكرية في تلك المناطق لتكون "قوة فصل" بين قوات النظام والمليشيات من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى.