تأسيس شركة أميركية لبيع مزيد من غاز إسرائيل لمصر

23 فبراير 2018
تفاصيل جديدة عن دور حكومة السيسي بالصفقة (فرانس برس)
+ الخط -


يبدو أن توابع زلزال صفقة بيع الغاز الإسرائيلي المنهوب لمصر ما زالت مستمرة، حيث تتجه كل من القاهرة وتل أبيب نحو توسيع التعاون بينهما في مجال الطاقة وعدم الاكتفاء بالعقود المبرمة.

وكشفت صحيفة اقتصادية إسرائيلية أن هناك خططا لشراء المزيد من الغاز الإسرائيلي المنهوب من قبل مصر، مشيرة إلى أن شركة أميركية جديدة ستدشن قريبا لتقوم بشراء الغاز من حقلي "لوثيان" و"تمار" الإسرائيليين لصالح مصر، ولم توضح صحيفة "كالكيلست" الاقتصادية معلومات عن اسم الشركة أو رأسماله ومن يقف خلفها.

ووصفت الصحيفة في تقرير نشره موقعها قبل يومين، صفقة بيع الغاز لمصر بأنها "هزة أرضية" لسوق الطاقة الإسرائيلي.

ونوهت إلى أن الصفقة حولت إسرائيل عمليا إلى مصدّرة "إقليمية" للغاز، مشيرة إلى أنه سبق أن وقعت إسرائيل منتصف 2016 على صفقة لبيع الغاز للأردن بقيمة 10 مليارات دولار. وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن شركة دولفينوس المصرية تحتفظ بملاذ ضريبي في جزيرة "فيرجين" (العذراء) في البحر الكاريبي.

وأكدت الصحيفة أن الحكومة المصرية ساهمت مباشرة في المفاوضات مع شركتي "ديليك" و"نوبل إنيرجي" اللتين وقعتا العقد مع شركة "دولفينوس" المصرية.

وبخلاف ما صدر عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي نفى أي دور للحكومة في القاهرة في الصفقة، كشفت صحيفة "كالكيلست" الاقتصادية أن لقاءات جرت بين وزير الطاقة المصري مع رؤساء شركتي "ديليك" و"نوبل إنيرجي" قبل التوقيع على صفقة بيع الغاز".

وما يخفيه نظام السيسي يبدأ من تفاصيل ما جرى بين مصر وقبرص وإسرائيل في أواخر عهد مبارك، قبل ثورة 25 يناير كانون ثاني 2011، وتحديداً من عام 2004 عندما تم ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص وتقاسم المياه الاقتصادية بين البلدين بالتساوي، حيث سمحت هذه الاتفاقية لكل من قبرص وإسرائيل بالمسارعة لاستغلال حقول غاز طبيعي عملاقة في مناطق تؤكد تقارير جغرافية وملاحية مصرية وأميركية أن النقاط الحدودية للدول الثلاث "تتراكب فيها بما لا يعطي حق الملكية المطلقة لأي طرف".

وسارع الكيان الصهيوني، بعدما قام بترسيم منطقته الاقتصادية مع قبرص دون الاعتداد بحق مصر في مراجعة ذلك، إلى إعلان اكتشاف حقل ليفياثان العملاق شرق المتوسط (المصدر الرئيسي لتصدير الغاز اليوم إلى مصر) رغم ابتعاده مسافة 235 كيلومتراً من آخر نقطة ساحلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي حيفا، وابتعاده 190 كيلومتراً فقط عن ساحل رأس البر المصرية، بحسب دراسات أجراها الباحثان المصريان خالد عودة ونائل الشافعي.​




وشدّدت الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية على أن التدخل الحكومي المصري لعب دورا مهما في التوصل لهذه الصفقة.

وأوضحت الصحيفة أن الحكومة المصرية استدعت شركة "دولفينوس" للتغطية على الدور الرسمي المصري العميق فيها، منوهة إلى أن نظام السيسي يريد أن يظهر وكأنه لا علاقة له بالصفقة.

من ناحيته، الباحث في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي والمتخصص في الشأن المصري، أوفر فنتور، شكك في مساهمة الصفقة في تعزيز التطبيع بين إسرائيل ومصر. 

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها الصادر، أمس، عن فنتور قوله إنه من السابق لأوانه الحكم بأن مثل هذه الصفقة ستؤدي إلى تطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الصفقات التجارية السابقة التي تم توقيعها بين الحكومتين في القاهرة وتل أبيب لم تنجحا في دفع التطبيع قدما.

واستدرك فنتور قائلا إنه في حال واصلت الحكومة المصرية تشجيع شركات القطاع الخاص والأفراد على عقد الصفقات مع القطاع الخاص في إسرائيل فإن هذا يمثل تطورا "ممتازا".

وشدد على أن الصفقة يمكن أن تمثل قاعدة لتعزيز التعاون الإقليمي الذي يمكن أن يضم إلى جانب كل من مصر وإسرائيل: قبرص، اليونان، ودول أخرى في أوروبا.

وكانت شركة ديليك للحفر قد كشفت عن أن الشركاء في حقلي الغاز الطبيعي الإسرائيليين تمار ولوثيان وقعا اتفاقات مدتها عشر سنوات لتصدير ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي إلى شركة دولفينوس المصرية، وسيبلغ حجم توريدات الغاز طوال فترة التعاقد نحو 64 مليار متر مكعب، حسب بيان للشركة المصدّرة.

بدوره، قال الصحافي بن لينفايد إن نظام السيسي يبدي حساسية للانتقادات التي توجه للصفقة بوصفها تطبيعا مع إسرائيل، إلى جانب إدراكه لطابع التحذيرات التي تطلقها الكثير من النخب المصرية من خطورة أن تعتمد مصر في السلع الحيوية على "عدو".

ونقلت "جيروزاليم بوست" عن لينفايد قوله إن التطور الكبير على مستوى العلاقات بين مصر وإسرائيل في عهد السيسي انحصر حتى الآن بشكل خاص في مجال التعاون الأمني، مشيرا إلى التقارير التي تؤكد أن سلاح الجو الإسرائيلي ينفذ منذ سنوات غارات في عمق سيناء، إلى جانب تعاون جهازي المخابرات المصرية والإسرائيلية في مجال تبادل المعلومات.

في سياق متصل، سخر خبير اقتصادي إسرائيلي بارز من احتفاء السيسي بصفقة الغاز ودفاعه عنها. وفي تغريده نشرها، أول من أمس، على حسابه على تويتر، كتب مدير شعبة الاستراتيجيات والأبحاث في اتحاد المنقبين عن الغاز أمير فوست: "لم يخطر ببالي أن يبدي زعيم عربي كل هذا الفرح لمجرد أن وقع صفقة لشراء الغاز من إسرائيل، هذا انتصار كبير لنا".

وقال السيسي، أول من أمس: "ليس لدينا ما نخفيه في هذا الموضوع على الإطلاق، وإحنا جبنا جول (هدف) كبير أوي (قوي)، وهذا ستكون له إيجابيات كبيرة جداً".

وأضاف السيسي، خلال افتتاح مركز خدمات المستثمرين بمقر وزارة الاستثمار، أن "الموضوع (الصفقة) حاز على اهتمام كبير من جانب الشعب المصري خلال اليومين الماضيين، ولكن الأمر يتطلب ضرورة في الإلمام بكافة عناصره، واليوم مصر وضعت قدمها على طريق أن تكون مركزاً إقليمياً للطاقة في المنطقة، وهذا أحلم به منذ 4 سنوات".