في عددها الصادر أول من أمس الإثنين تناولت صحيفة "الغارديان" البريطانية المعارك الجارية في حلب والدور الذي تلعبه روسيا بوتين في استمرار نظام بشار الأسد رغم تآكله وفقدانه القدرة على السيطرة على جزء كبير من مساحة الأرض السورية. زاوية "رأي" عرضت تحليلاً للكاتبة الفرنسية المتخصصة في الشأن السوفياتي سابقاً والمراحل الانتقالية في دول أوروبا الوسطى ومديرة لوموند السابقة ناتالي نوغايريد، عرضت فيه الأسباب التي تدفع بوتين إلى إمطار مدينة حلب بالقنابل وإصراره على تسجيل انتصار عسكري فيها من أجل "استعادة كرامة روسيا".
افتتحت الكاتبة مادتها بالقول "بعد أيام من تدخل روسيا العسكري في سورية في سبتمبر/ أيلول الماضي، قال الرئيس الأميركي أوباما إنّ نظيره الروسي سيغرق في مستنقع سورية ولن ينجح في الخروج منه معافى. لا يكاد أحد يتذكر اليوم ما قاله أوباما حتى تاريخ إعلان بوتين عن زعمه سحب قواته من سورية في مارس/ آذار الماضي وبدا كلامه دعاية نظرية مثل "مستنقع" أوباما تماماً".
وانتقلت نوغايريد في القسم التالي من المقال لتشرح الأسباب التي تدفع بوتين للتدخل في سورية ولخّصتها في 7 نقاط رئيسية:
1- حساسية بوتين من الانتفاضات الشعبية في العالم العربي ورفضه تغيير النظام كما حصل في تونس سنة 2011.
2- تأمين موطئ قدم روسي أخير في الشرق الأوسط.
3- إظهار حرص روسيا على الحفاظ على حلفائها وحمايتهم.
4- إبعاد النظر عن أوكرانيا، والسعي إلى الحصول على تنازلات من الغرب كتخفيف العقوبات.
5- انتهازية بوتين واستفادته من عدم التدخل الأميركي عسكرياً في سورية.
6- نظرة بوتين واعتقاده أنه إذا خلق الفوضى فإنه يتجاوز المخططات الغربية.
7- استواء المصلحة الداخلية في تعزيز السلطة مع خطابه الوطني والعسكري.
وتابعت نوغايريد "إضافة إلى كل هذا، فإنّ الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه بوتين عبر قصفه الوحشي المستمر لحلب هو محو إهانة هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في الثمانينيات. والكرملين بات مقتنعاً أنّ الصورة الروسية في سورية يجب أن تكون مغايرة لتلك التي خرجت بها حرب أفغانستان كضرور لاستعادة سلطتها وقوتها العسكرية". وأضافت في معرض تعليقها على تدخل أفغانستان "هذه المرة الأولى منذ عام 1979 التي تتدخل فيها روسيا عسكريا بشكل مباشر، في تلك السنة كان بوتين يحتفل بمرور 4 سنوات على انضمامه للمخابرات السوفياتية ويبدو أنّ الأمر ترك أثراً كبيراً فيه".
وذكرت الصحافية الفرنسية أنّ الكاتبة الروسية سفيتلانا أليكسيفيتس، والتي فازت بجائزة نوبل للآداب العام الماضي، كانت قد وصفت في أحد كتبها "أبناء زنكي: أصوات سوفييتية من حرب منسية" الفظائع التي أصابت جيلاً كاملاً انعكست تداعياته على المجتمع السوفياتي. وقالت "رغم انتهاء الحرب عام 1989 بعد انسحاب القوات الروسية بأمر من غورباتشوف، فقد انتشرت صورة آنذاك يظهر فيها عدد من المجندين الروس جالسين على مدرعات في طريقهم إلى روسيا، وهي صورة مهينة لجيش كان يعد الأقوى في العالم أن يهزم على يد عصابات من المجاهدين الأفغان مدعومين بصواريخ الستينغر".
وتزيد الكاتبة من السرد التاريخي لتتحدث عن خسائر الروس في أفغانستان "قتل حوالي 15 ألف جندي روسي ومليون مواطن أفغاني وهزمت روسيا الاتحادية وسقط جدار برلين بعدها بأشهر قليلة. كانت أفغانستان بمثابة "فيتنام" السوفييت. وبوتين اليوم ليس بحاجة ليثأر من الولايات المتحدة في سورية عليه أن يستخلص العبر من أفغانستان".
اقــرأ أيضاً
افتتحت الكاتبة مادتها بالقول "بعد أيام من تدخل روسيا العسكري في سورية في سبتمبر/ أيلول الماضي، قال الرئيس الأميركي أوباما إنّ نظيره الروسي سيغرق في مستنقع سورية ولن ينجح في الخروج منه معافى. لا يكاد أحد يتذكر اليوم ما قاله أوباما حتى تاريخ إعلان بوتين عن زعمه سحب قواته من سورية في مارس/ آذار الماضي وبدا كلامه دعاية نظرية مثل "مستنقع" أوباما تماماً".
وانتقلت نوغايريد في القسم التالي من المقال لتشرح الأسباب التي تدفع بوتين للتدخل في سورية ولخّصتها في 7 نقاط رئيسية:
1- حساسية بوتين من الانتفاضات الشعبية في العالم العربي ورفضه تغيير النظام كما حصل في تونس سنة 2011.
2- تأمين موطئ قدم روسي أخير في الشرق الأوسط.
3- إظهار حرص روسيا على الحفاظ على حلفائها وحمايتهم.
4- إبعاد النظر عن أوكرانيا، والسعي إلى الحصول على تنازلات من الغرب كتخفيف العقوبات.
5- انتهازية بوتين واستفادته من عدم التدخل الأميركي عسكرياً في سورية.
6- نظرة بوتين واعتقاده أنه إذا خلق الفوضى فإنه يتجاوز المخططات الغربية.
7- استواء المصلحة الداخلية في تعزيز السلطة مع خطابه الوطني والعسكري.
وتابعت نوغايريد "إضافة إلى كل هذا، فإنّ الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه بوتين عبر قصفه الوحشي المستمر لحلب هو محو إهانة هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في الثمانينيات. والكرملين بات مقتنعاً أنّ الصورة الروسية في سورية يجب أن تكون مغايرة لتلك التي خرجت بها حرب أفغانستان كضرور لاستعادة سلطتها وقوتها العسكرية". وأضافت في معرض تعليقها على تدخل أفغانستان "هذه المرة الأولى منذ عام 1979 التي تتدخل فيها روسيا عسكريا بشكل مباشر، في تلك السنة كان بوتين يحتفل بمرور 4 سنوات على انضمامه للمخابرات السوفياتية ويبدو أنّ الأمر ترك أثراً كبيراً فيه".
وذكرت الصحافية الفرنسية أنّ الكاتبة الروسية سفيتلانا أليكسيفيتس، والتي فازت بجائزة نوبل للآداب العام الماضي، كانت قد وصفت في أحد كتبها "أبناء زنكي: أصوات سوفييتية من حرب منسية" الفظائع التي أصابت جيلاً كاملاً انعكست تداعياته على المجتمع السوفياتي. وقالت "رغم انتهاء الحرب عام 1989 بعد انسحاب القوات الروسية بأمر من غورباتشوف، فقد انتشرت صورة آنذاك يظهر فيها عدد من المجندين الروس جالسين على مدرعات في طريقهم إلى روسيا، وهي صورة مهينة لجيش كان يعد الأقوى في العالم أن يهزم على يد عصابات من المجاهدين الأفغان مدعومين بصواريخ الستينغر".
وتزيد الكاتبة من السرد التاريخي لتتحدث عن خسائر الروس في أفغانستان "قتل حوالي 15 ألف جندي روسي ومليون مواطن أفغاني وهزمت روسيا الاتحادية وسقط جدار برلين بعدها بأشهر قليلة. كانت أفغانستان بمثابة "فيتنام" السوفييت. وبوتين اليوم ليس بحاجة ليثأر من الولايات المتحدة في سورية عليه أن يستخلص العبر من أفغانستان".