بريطانيا: تعديلات وزارية للفوز في الانتخابات

15 يوليو 2014
واجه هيج مشاكل كثيرة خلال توليه حقيبة الخارجية (Getty)
+ الخط -
جاءت استقالة وزير الخارجية البريطانية، وليام هيج، من منصبه، ليتولى منصب "زعيم مجلس العموم" (زعيم كتلة الأغلبية في مجلس العموم)، في إطار تعديل وزاري، غير متوقع، على الرغم من أن رئيس الحكومة ديفيد كاميرون، كان قد أعلن منذ فترة عن نيته القيام بتعديل وزاري "يشمل تعيين المزيد من النساء".

ويعتبر هيج من أعضاء المحافظين المخضرمين، إذ قضى 26 عاماً كنائب عن دائرة ريتشموند في يوركشر، شمالي البلاد.

ويرى مراقبون أنه ربما يمشي على خطى وزير الخارجية السابق، روبن كوك، الذي ترك وظيفته في عام 2011، مع فارق أن هيج سيترك عالم السياسة بشكل تدريجي.

وكان هيج قد واجه عدداً من المشاكل خلال وظيفته كوزير للخارجية، كانت أبرزها الشائعات حول ارتباطه بعلاقة غرامية مع مستشارة له شابة، في سبتمبر/أيلول 2010، أي بعد أربعة أشهر من تسلمه المنصب. وبعد مرور خمسة أشهر، اتُّهم هيج ووزارته بالتقصير في اخلاء نحو 500 بريطاني، كانوا عالقين في ليبيا، خلال الايام الأولى من اندلاع الثورة ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي.

ويُعتبر أهم ما قام به هيج  جهوده ضد استخدام العنف الجنسي في مناطق الصراع والحروب، الذي قاده مع النجمة الأميركية، أنجلينا جولي.

دواعي تعيين فيليب هاموند 

سيحل وزير الدفاع الحالي، فيليب هاموند (58 عاماً) محل هيج. ويعتبر هاموند، الذي تسلم منصب وزير الدفاع في عام 2011، من صقور حزب المحافظين المتشددين، إذ كان رافضاً قانون زواج المثليين، ومن الاصوات التي دافعت عن سياسات التقشف وخروج القوات البريطانية من افغانستان. كما قاد هاموند حملة كبيرة لإخراج العناصر التي اعتبرها "سلبية" من وزارة الدفاع.

درس هاموند الفلسفة في جامعة أكسفورد العريقة، ويعتبر من الوزراء الأثرياء، وكان أحد رجال الاعمال البارزين، الذين عملوا في قطاعات التصنيع والاستشارات والطاقة، قبل أن يصبح عضواً في البرلمان في عام 1997.

ويعزو مراقبون اختيار كاميرون لهاموند، الذي يوصف بـ"المتشكك في سياسات الاتحاد الأوروبي" بسبب تصريحاته، التي يؤكد فيها انه يفضل الخروج من الاتحاد، الى اعتقاده بأنه سيكون مفاوضاً جيداً مع بروكسل، وليثبت انه متمسك بموقفه تجاه سياسات القارة العجوز.

ويتوقع أن يحل وزير الطاقة الحالي، مايكل فالون، محل هاموند في وزراة الدفاع.

مجزرة الذكور العجائز

كما سيشمل التعديل الوزاري سياسيين بارزين، فقد أعلن السياسي المخضرم، كينيث كلارك، المحافظ الموالي لأوروبا، استقالته من الحكومة، التي كان يشغل فيها منصب وزير من دون حقيبة.

وانتقد بعض السياسيين إزاحة وزراء من مناصبهم ليتولوا مناصب أدنى، واعتبروها خطوة قاسية من قبل كاميرون، فيما رأى آخرون أنها خطوة جاءت لتحييد الخط المتشدد في التشكيلة الوزارية.

ومن بين الأسماء الأخرى البارزة، التي سيشملها التعديل، وزير التعليم، مايكل كوف، الذي اتّخذ مواقف متشددة تجاه المؤسسات التعليمية، ليتولى منصباً أدنى، هو رئيس المنسق العام للكتلة النيابية في مجلس العموم.

وجاء تعيين عدد من النساء كوزيرات، أو وزيرات من دون حقائب، مثل نيكي مورغان، وليز تروس، للتقليل من الانتقادات، التي يواجهها حزب المحافظين، بأنه حزب ذكوري، وكذلك لكسب أصوات النساء في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بحسب مراقبين. ودافعت مصادر في الحكومة البريطانية عن هذه الخطوة بقولها "انها ليس لكسب الاصوات، أو لتحسين صورة حزب المحافظين، وانما هي لحاجة الحكومة الى مثل هؤلاء النسوة في المناصب العليا".

كما وصف بعض المعارضين التعديل الوزراي بـ"مجزرة الذكور العجائز"، والخطوة الهادفة إلى جذب أصوات الناخبين من الفئات العمرية الصغيرة.