في ذكرى النكبة الفلسطينية، ودّع مئات الدنماركيين والسويديين، ومن بينهم فنانون وسياسيون ونقابيون من مختلف الأحزاب، اليوم الجمعة في كوبنهاغن، سفينة "ماريان غوتيبورغ"، التي ستنضم إلى سفينة "الحرية 3" ضمن رحلة قافلة الحرية إلى الأراضي المحتلة.
وتقف وراء هذه الرحلة منظمات تضامن نرويجية ودنماركية وسويدية، إذ تحمل السفينة على متنها مواد جرى تجميعها في البلدان الثلاثة من قبل تلك المنظمات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وحركة "غزة حرة" في كوبنهاغن. وعلى الرغم من أن حجم السفينة ليس كبيراً ولا تستطيع نقل بضائع تجارية، فهي تحمل خلايا شمسية لمساعدة الفلسطينيين بسبب انقطاع التيار الكهربائي الدائم وبعض الأدوية التي يحتاج إليها المحاصرون في غزة.
وتحمل السفينة الصغيرة على متنها شخصيات عامة من كتاب وفنانين وسياسيين ونقابيين. ويشير المنظمون إلى أن الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي "وقف وقفة مساندة بشكل كبير لعملنا وتشجيعنا في هذه الرحلة"، بحسب ما ذكرت كارينا كلاوسن لـ"العربي الجديد"، مشيرةً إلى أن المرزوقي أعلن بنفسه في المنتدى الاجتماعي الدولي في نهاية مارس/آذار الماضي "أنه سينضم إلينا في رحلتنا لكسر الحصار".
وعلى الرغم من أن المنظمين لرحلة كسر الحصار هذه يعترفون بأن "الأمر ليس سهلاً"، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما مارسته دولة الاحتلال من قرصنة وقتل في 31 مايو/ أيار 2010، فإنهم يصرّون على مواصلة رحلتهم عابرين البحر المتوسط باتجاه غزة. وكانت البحرية الإسرائيلية قد نفّذت في ذلك التاريخ عملية إنزال عنيفة على الباخرة التركية "مرمرة"، ما أدى إلى قتل 10 نشطاء وسحب السفينة من المياه الدولية باتجاه ميناء حيفا واحتجزت هناك لمدة شهرين.
وستمر السفينة الإسكندنافية نحو اليونان، وتلتقي مع مراكب أخرى ضمن مسار محدد لقافلة الحرية هذا العام.
محاولات تدخل إسرائيلي
الخطوة الإسكندنافية أثارت غضب المنظمات الصهيونية التي حاولت بشتى الطرق عرقلة خطط المنظمين قانونياً وسياسياً عبر التحريض عليها. وكانت تدخلات السفارة الإسرائيلية في كوبنهاغن قد أثمرت عن نزع ملصقات ضخمة عن باصات تابعة لشركة نقل "موفيا" الداعية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في الأول من الشهر الحالي، وهو الأمر الذي أثار زوبعة سياسية وشعبية كبيرة بسبب رضوخ الشركة لتدخلات السفير الإسرائيلي واجتماعه مع مدير شركة دنماركية.
واعتبر مواطنون أن تدخل السفارة يعتبر تجاوزاً للسيادة الوطنية، بينما ذهب سياسيون يمينيون لتبرير تدخل السفارة الإسرائيلية باعتباره "حفاظاً على مصالح وطنية لإسرائيل". وعلى الرغم من ذلك فقد شهد الأسبوعان الماضيان تصاعداً في النبرة الداعية لمقاطعة إسرائيل وليس فقط بضائع المستوطنات، الأمر الذي عدّه مراقبون "ردة فعل شعبية على تدخل سفارة تل أبيب في شأن قانوني أقره الاتحاد الأوروبي".
اقرأ أيضاً: يوم أوروبي في 26 أبريل كسراً لحصار غزة