أثار تحقيق "العربي الجديد"، "ملاعب الجزائر.. منشطات قاتلة تقضي على مستقبل اللاعبين"، العديد من ردود الفعل في الإعلام المرئي والمقروء في الجزائر، إذ تطرقت إليه فضائيات تلفزيونية وجرائد مكتوبة، بعد أن تزامن نشره على صحيفة وموقع "العربي الجديد" مع إيقاف مهاجم فريق مولودية الجزائر اللاعب خير الدين مرزوقي لمدة أربعة أعوام كاملة، من طرف لجنة الانضباط التابعة للرابطة الجزائرية المحترفة لكرة القدم، بعد تعاطيه مواد محظورة.
وقال تلفزيون "نوميديا" في نشرته الرياضية إن جريدة "العربي الجديد" خصصت حيزا كبيرا في صفحاتها لظاهرة تعاطي المنشطات في الوسط الرياضي الجزائري، بعد تناولها القضية ومعالجتها من شتى الزوايا موثقة ذلك بالإحصائيات.
وركزت قناة "الشروق" الإخبارية في تقرير إخباري لها على الشهادات الحية التي استدلت بها "العربي الجديد" في التحقيق، على غرار تصريح لاعب أمل الأربعاء رفيق بوسعيد الذي وقع ضحية الكوكايين، وتابع بلال بوزيدي مقدم نشرة الأخبار الرياضية بذات القناة، في قوله إن بيع المواد المحظورة التي يتناولها لاعبو البطولة الجزائرية، يتم في ملهى ليلي بمنطقة بن عكنون غربي العاصمة الجزائر.
من جانب آخر، نشرت جريدة "الحياة" الجزائرية في قسم "الميديا" خبرا بعنوان "العربي الجديد تحقق في ظاهرة تعاطي المنشطات في الملاعب الجزائرية"، وأبرزت الجريدة في مقال لها ما جاء في التحقيق من معطيات لأبرز اللاعبين الذين تعاطوا المنشطات في تاريخ كرة القدم الجزائرية، كما تطرقت صحيفة "المحور اليومي" في صفحتها الثانية "الغربال"، لمحاور التحقيق، مضيفة أن "العربي الجديد" توصلت إلى مصدر المنشطات والمخدرات في الجزائر، حيث يتم تهربيها عبر شبكات دولية على طول الحدود المغربية.
اقرأ أيضا: ملاعب الجزائر.. منشطات قاتلة تقضي على مستقبل اللاعبين
وكان حميد حداج، رئيس لجنة الانضباط التابعة للرابطة المحترفة الجزائرية لكرة القدم، قد أكد أنّ القوانين الرياضية المحلية تعاقب اللاعب المتعمّد في مسألة تعاطي المنشطات بالإيقاف أربع سنوات، في حين أن "التعاطي غير المقصود" عقوبته عامين، كما يمكن تخفيف العقوبة إن توفر لدى اللاعب دليل مهم يثبت أنه لم يقصد التحايل ولم يرتكب خطأ، كحالة أن يكون اللاعب في فترة علاج فيرخّص له الطبيب شرب بعض الأدوية التي تحوي مواد محظورة بعلم رئيس اللجنة الطبية للرابطة.
ويؤكد الخبير الرياضي الدولي عبد الكريم عبيدات، لـ"العربي الجديد"، أن الجزائر تطبّق حاليا قوانين الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، مشيرا إلى أن العقوبات الدولية الخاصة بالاتحاد الأفريقي والفيفا تتضاعف في حال عدم حضور اللاعب جلسات الاستماع، وقد تصل في بعض الحالات إلى الإيقاف مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط رياضي، وذلك حسب خطورة المادة.
وبحسب الإحصائيات التي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منها، فقد تم ضبط 3 حالات تخص مادة الكوكايين، و3 حالات أخرى للقنب، وحالتين في مواد منشطة محظورة، فيما تم رصد حالة وحيدة خاصة بهرمون منشط يسمى دورابولان، فيما تم تسجيل 11 حالة مشتبها بها خلال عام 2015 بسبب تناول مواد مدرجة في اللائحة المحظورة من طرف المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات.