باكستان تحارب الجفاف بمعالجة المياه بالطاقة الشمسية

02 فبراير 2015
معالجة المياه سبيل لمكافحة الجفاف(GETTY)
+ الخط -



أشارت نتائج دراسة جديدة إلى أن تفاقم موجات الجفاف أدى إلى جعل 80 في المئة من مصادر المياه في مقاطعة ثارباركر بجنوب باكستان غير صالحة للشرب.

دفع ذلك حكومة السند الإقليمية إلى وضع خطط لاستثمار 5.4 مليارات روبية باكستانية (53 مليون دولار) في تركيب محطات تناضح عكسي لتنقية المياه بالاستعانة بالطاقة الشمسية في الإقليم الصحراوي المترامي الأطراف، لتأمين إمدادات آمنة من مياه الشرب لما يزيد على 1.5 مليون نسمة.

وذكرت الحكومة الإقليمية أن من المتوقع تركيب المحطات، وتشغيلها بحلول يونيو/حزيران من العام الجاري.

يقول السكان الذين يعيشون قرب المحطة الأولى التي افتتحت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي بمنطقة مسري شاه في ميثي، المقر الرئيسي لمقاطعة ثارباركر، إن المحطة غيرت وجه الحياة في هذه المنطقة العطشى، حيث أدى تضاؤل سقوط الأمطار ونضوب إمدادات المياه الجوفية إلى جعل معظم المياه المتاحة الآن، إما بها نسبة عالية من الملوحة وإما نسبة عالية من الفلور.

وقالت ريخا مغوار وهي من سكان ميثي عمرها 45 عاماً، وهي تفتح الصنبور المتصل بمحطة المياه لملء وعاء "تكاد تكون حقاً معجزة بالنسبة لنا أن بوسعنا أن نشرب مياها عذبة نظيفة لأول مرة في حياتي كلها".

وأوضح مسؤولون في مكتب مجلس مدينة ميثي إن محطة التنقية -التي توصف بأنها "أكبر محطة لتنقية المياه تعمل بالطاقة الشمسية"، وذلك وفقا لقدرتها- تعالج ثلاثة مليارات جالون من الماء يوميا وهي كمية كافية لتلبية احتياجات 300 ألف نسمة في ميثي و80 من القرى المجاورة.

وتكلف بناء المرفق 400 مليون روبية باكستانية (أربعة ملايين دولار) ومن المتوقع أن تستفيد منه النساء بوجه خاص ممن يجبرن على إحضار المياه من آبار بعيدة حفرت يدويا.

ويرى سكان محليون أن توفير المياه لأنفسهم ولماشيتهم ربما يقضي على تزايد موجات الهجرة من المنطقة. وقال أنيل كومار الذي يعيش في قرية موري-جي-واند التي تبعد بضعة كيلومترات عن ميثي إن 80 في المئة من سكان قريته وسبع قرى أخرى حولها هاجروا في سبتمبر/أيلول الماضي إلى مناطق أخرى تتميز بتوافر إمدادات المياه المأخوذة من سد، في محاولة للحصول على مياه صالحة للشرب لهم ولماشيتهم، وبحثا عن فرص عمل بعد عدم تمكنهم من الزراعة.

وتابع كومار وهو مزارع للصمغ عمره 65 عاما يعتني بممتلكات جيرانه بعد رحيلهم عن المنطقة "لكنهم يعودون بالتدريج إلى قراهم بعد علمهم بمحطة المياه العذبة".

والحصول على مياه صالحة للشرب مشكلة رئيسية في مقاطعة ثارباركر التي ابتليت بالجفاف، فيما تشير دراسة أجرتها جامعة داو للعلوم الصحية والمجلس الباكستاني للبحوث العلمية والصناعية إلى أن خمسة في المئة فقط من السكان بوسعهم الحصول على مياه شرب نظيفة خالية من الأمراض.

وأحد أسباب ذلك تزايد التلوث بالفلور من مصادر المياه الجوفية، إذ تسهم ندرة المياه في زيادة معدلات الجفاف وتؤدي زيادة نسبة الفلور في المياه إلى الإصابة بعدة مشاكل، منها تشوه العظام ومشاكل الأسنان وقصور وظائف الكليتين والغدة الدرقية.

المساهمون