وتتوالى ردود الفعل بين مؤيد ومعارض حيال قرارات ترامب بشأن الهجرة والمهاجرين ومنع رعايا سبع دول إسلامية من السفر إلى الولايات المتحدة، وسط قلق أوروبي باعتبار القارة الأوروبية معنية أكثر من غيرها بأزمة اللجوء والهجرة.
وتعهد ترامب، خلال حملته الانتخابية بالتراجع عن أوامر الرئيس السابق باراك أوباما التنفيذية المتعلقة بالهجرة، لكنه لم يمس حتى الآن أمراً تنفيذياً يحمي 750 ألف شاب نُقلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير مشروع وهم أطفال، ويعرفون باسم "الحالمين".
وقال مستشار سابق في الكونغرس كان معنياً بقضايا الهجرة في واشنطن إن مستشاري البيت الأبيض منقسمون بشأن هذه القضية بين التيار الأكثر اعتدالاً مثل كبير موظفي البيت الأبيض، راينس بريباس، والتيار المتشدد مثل ستيفان ميلر، وستيف بانون.
وقال بريباس علناً إن ترامب سيتوصل مع الكونغرس إلى "حل طويل الأمد" بشأن هذه القضية. في حين حث كل من ميلر وبانون ترامب على اتخاذ موقف أكثر تشدداً وإلغاء الحماية.
ويتوقع مسؤولان في وزارة الأمن الداخلي أن يتوقف ترامب ببساطة عن تجديد التصريحات الممنوحة حالياً "للحالمين" بالعمل والقيادة والحصول على تعليم عالٍ، ما ينهي آخر تصريحات من هذا النوع خلال عامين. وأصبح الإبقاء على هذا القانون أشبه ببطاقة مساومة يسعى ترامب عبرها للحصول على دعم الكونغرس لبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وأولويات أخرى لإدارته.
وكان ترامب قد قال، في مقابلة مع شبكة "إيه.بي.سي نيوز"، إن إدارته ستضع سياسة للتعامل مع "الحالمين" خلال الأسابيع الأربعة المقبلة.
مؤيدون ومعارضون في أوروبا
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرو، اليوم السبت، عن قلق بلاده حيال قرار دونالد ترامب الحد من عدد المهاجرين واللاجئين الوافدين من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل في باريس: "يمكن لهذا أن يثير قلقنا. إن الترحيب باللاجئين الذين يفرون من الحرب والقمع جزء من واجبنا".
وفي المقابل، أشاد أن الرئيس التشيكي، ميلوس زيمان، اليوم بالإجراءات المتشددة والقيود التي أعلنها نظيره الأميركي حيال الهجرة، معتبرا أن الأخير يسعى إلى ضمان أمن شعبه.
وكتب المتحدث باسم الرئيس، جيري أوفكاشيك، على موقع "تويتر": "الرئيس الأميركي ترامب يحمي بلاده، فهو مهتم بأمن مواطنيه، وهو تماما ما لا تفعله النخبة في الاتحاد الأوروبي".
استنكار وقلق
وعلق الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم، على قرار ترامب ببناء جدار فاصل مع المكسيك، من دون أن يسميه، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي قائلا: "لم نعد اليوم في عصر بناء الجدران بين الدول". وأضاف: "علينا إزالة الجدران بين الشعوب. لم يعد العالم اليوم مكانا لتوسيع الهوة بين الأمم".
كذلك أعربت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين عن قناعتهما الراسخة بـ"أن اللاجئين يجب أن يتلقوا معاملة عادلة (...) وفرصاً لإعادة إدماجهم أياً كان دينهم أو جنسيتهم أو عرقهم"، داعيتين ترامب، في بيان صحافي مشترك، إلى متابعة استقبال المهاجرين في بلاده.
وواجهت قرارات ترامب استنكار المنظمات الحقوقية، على الرغم من قول ترامب في تصريحات إن إجراءاته تهدف إلى حماية الولايات المتحدة من "الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين".
(رويترز، فرانس برس)