انطلاق المهرجان القومي للتحطيب بالأقصر

25 ديسمبر 2018
توقف لمدة 3 سنوات(خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
انطلقت أمس الاثنين، فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان القومي للتحطيب، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بساحة مسجد أبو الحجاج بمدينة الأقصر المصرية، ويستمر المهرجان حتى الجمعة القادم 28 ديسمبر/ كانون الأول.

وبدأت الفعاليات بحفل افتتاح كبير أحيته بعض فرق الموسيقى الشعبية، القادمة من محافظات المنيا وقنا وسوهاج والأقصر، مع استعراض كبير قدمته الفرق المشاركة في المنافسات.

وينسب لفظ التحطيب إلى الحطب، وهي عصي المبارزة، المصنوعة من سيقان نبات البردي أو الخرزان القوي (الشوم)، ويصل طول الواحدة منها لحوالي متر ونصف. وهي لعبة من الموروثات الشعبية الرّاسخة، عرفت في مصر منذ عصور الفراعنة، ونقشت مبارياتها على جدران المعابد، ولا يزال يقدرها أهل الصعيد وأهل النوبة أيضاً، ويمارسونها في الاحتفالات الشعبية والأفراح والموالد.

وترمز هذه العصي للقوة والقدرة على الدفاع عن النفس والجماعة، ويطلق على اللعبة أيضاً "عصاية المحبة" أو "غية الرجال" إذ لا يتبارى فيها سوى الأصدقاء. وفي العادة يسبق المبارزة أو يتخللها عزف موسيقى شعبية بالمزمار والطبل البلدي، كما يخرج اللاعبان متعانقين بعد المبارزة لينزل آخران غيرهما. وأحياناً تكون المبارزة فوق ظهر الخيول المدربة.



أما عن آلية اللعبة، فإنها تبدأ مثل جميع الألعاب القتالية النبيلة بتحية متبادلة بين اللاعبين، حيث يقومان برفع الشومتين بشكل متقاطع والدوران حول بعضهما لمدة أربع لفات، بعد ذلك تبدأ الجولة بالضرب المتبادل بين العصاتين بصورة خفيفة، فكل واحد منهما يضرب على عصا زميله بالتتابع، مرة بصورة عرضية ومرة بصورة رأسية.

وشيئاً فشيئاً تزداد وتيرة الضرب، إلى أن تفلت عصا أحدهما أو تكل يده عن التصدي لعصا خصمه، فتكون النهاية عبر توجيه الضربة القاضية في الخصر. وفي العادة تكون الضربة القاضية رمزية إلا لو كان اللاعبُ سيئ الخلق فإنه يهوي بعصاه بصورة مؤلمة على جسد رفيقه. وهو أمر غير متوقع إطلاقاً، وإن كان المؤرخ الإغريقي هيرودوت ذكر أن المتبارين قديماً كانوا يصيب بعضهم بعضاً بإصابات قاتلة!

يذكر أن هذا المهرجان السنوي توقف لمدة 3 سنوات منذ 2014، إلا أنه استؤنف مرة أخرى في العام 2017 عبر دورته الثامنة، وأقيمت الفعاليات في ساحة أبو حجاج الأقصري ومعبد الأقصر. 

دلالات
المساهمون