وبعد حملة قوية، تمحورت حول الهجرة والازدهار الاقتصادي، سجل عدد قياسي من السكان بلغ 46,5 مليون شخص أسماءهم للمشاركة في الاستفتاء، ومن المتوقع أن تعلن النتائج الأولية في ساعات الصباح الأولى من يوم غد الجمعة.
وفي مؤشر على الأهمية الاستثنائية للاستفتاء، قدمت استطلاعات للرأي نُشرت الأربعاء، نتائج متباينة بين المعسكرين، المؤيدين للخروج ومعسكر البقاء، فيما تقول مكاتب المراهنات إن "البقاء" سيفوز حتماً بـ76% في مقابل 24%.
وصدرت أمس الأربعاء، مواقف غربية عدة، لدعوة البريطانيين إلى البقاء لأن خروج بلادهم يمكن أن يؤدي إلى تفكك الاتحاد الأوروبي، في وقت حذرت فيه كل المؤسسات الدولية من أن خروج بريطانيا سيؤدي إلى عواقب سلبية على المدى البعيد.
يُشار إلى أنّه منذ انطلاق الحملات الدعائية رسمياً في منتصف شهر إبريل/ نيسان الماضي، اتسم خطاب المعسكرين، المؤيد والمعارض لبقاء بريطانيا في أوروبا، بـ"السلبية" المُنفّرة. واعتمدت حملة "البقاء" خطاب "التخويف" و"التفزيع" من مخاطر "الخروج". وقد بلغ الأمر برئيس الحكومة دايفيد كاميرون حد القول إن خروج بلاده من الاتحاد سيهدد السلام في القارة العجوز، معتبراً أن التصويت لصالح الخروج يمثل عملاً "طائشاً وغير مسؤول"، وسيشكل خطراً على استقرار الاقتصاد البريطاني ما سيجعله "أفقر بشكل دائم".
وفي هذه الأجواء المشحونة، أثار مقتل النائبة العمالية المؤيدة للبقاء بالاتحاد، جو كوكس، قبل أسبوع على موعد الاستفتاء بيد خمسيني متشدد يطالب بـ"الحرية لبريطانيا"، صدمة عارمة في البلاد. وسيشكل الاستفتاء اليوم الفرصة لإثبات ما إذا كان القران الذي عقد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في العام 1973 قابلاً للتجديد.