العنوان الفضفاض الذي أُطلق على المعرض المختتم حديثاً في العاصمة القطرية الدوحة، كاد يبدو خادعاً، لأنّ "معرض الآثار الإسلامية في الهند" الذي أقيم في مؤسسة الحي الثقافي - كتارا، بين 21 سبتمبر/أيلول و4 أكتوبر/تشرين الأوّل الجاري، ليس في الحقيقة معرض آثار، بل هو معرض فوتوغرافي.
لم يجد الزائر آثاراً أو منحوتات بل صوراً لها، وهي صور قديمة بتقنيتها وتاريخها، وحتى طريقة تأطيرها.
وإن كانت التسمية غير دقيقة، إلا أنّ ما نقلته عدسة المصوّر الهندي، بينول بيهل، كان مبهراً للجمهور العربي والإسلامي في قطر، إذ كشفت عن معالم أثرية إسلامية كثيرة في الهند، مجهولة خارج حدودها.
تريد السفارة الهندية في قطر، راعية المعرض، عبرها لفت نظرنا أو تذكيرنا بالميراث الإسلامي الفني العريق في الهند. التقط بيهل، المولود في نيودلهي في سبتمبر من العام 1956، صوراً لهذه المعالم الأثرية موائماً بين ألوانها وألوان الأفق وتدرّجات ألوان الشمس، ما أضفى على جمالها التاريخي جمالاً طبيعياً. إلا أنّه، عدا ذلك، لم يقدّم أيّ إضافة إبداعية في مجال التصوير الفوتوغرافي، ولم يلامس ولو من بعيد جمال تلك المعالم.
ويريد المعرض أن ينبّهنا لأنّ روائع العمارة الهندية ليست "تاج محلّ" فقط، فهناك روائع أخرى، وإن كانت تقلّ شهرةً، إلا أنّها لا تقلّ قيمةً تاريخية وجمالاً وعراقة...
عشرات المساجد والأضرحة والقلاع والقصور أبدعتها سواعد وعقول الفنّانين المسلمين وملوكهم، ممن حكموا الهند أو بسطوا سيطرتهم على أجزاء منها، على امتداد تاريخها. من بين أقدمها "قطب مينار" أي "برج قطب"، الذي بناه أوائل القرن الثالث عشر قطب الدين أيبك، حين استولى على الولاية الهندية التي كانت تحت سيطرة سيّده السلطان التركي محمد الغوري، الذي بوفاته من دون وريث تقاسم أرجاء حكمه عبيده أو بالأحرى مماليكه.
بنى قطب الدين برجه في دلهي، التي اتّخذها عاصمة ملكه، وتعمّد أن يكون ملاصقاً لمسجد "قوّة الإسلام"، أول مسجد في الهند، رامياً عصفورين بحجر واحد، الأوّل أن يكون المبنى معلماً يجسّد انتصارات الحكم التركي وأمجاده، وان يستعمل لدعوة المؤمنين للصلاة.
أما "القلعة الحمراء"، التي تكرّرت في صور بيهل، فكانت مقرّ "شاه جيهان" في عاصمته شاهجيهاناباد، وهي تتميّز بحجرها الرملي الأحمر، الذي منحها اسمها الشهير، كما تتميّز بأسوارها العالية التي يصل ارتفاعها إلى 33 متراً. أرادها الامبراطور المغولي المعروف شاهدةً على عظمة وقوة الأباطرة المغول.
وبين المساجد يبرز مسجد سيدي سيد، أو سيدي سعيد، المشهور بمنحوتاته الجميلة ونوافذه العشر المصنوعة بحجارة "جالي" (Jaali)، أحد العناصر المميزة للعمارة الإسلامية في غوجارات، والتي تجسّد بمعظمها صوراً لأشجار وارفة، تقدّرها الثقافة الاسلامية مثل التين والزيتون والنخيل.
لم يجد الزائر آثاراً أو منحوتات بل صوراً لها، وهي صور قديمة بتقنيتها وتاريخها، وحتى طريقة تأطيرها.
وإن كانت التسمية غير دقيقة، إلا أنّ ما نقلته عدسة المصوّر الهندي، بينول بيهل، كان مبهراً للجمهور العربي والإسلامي في قطر، إذ كشفت عن معالم أثرية إسلامية كثيرة في الهند، مجهولة خارج حدودها.
تريد السفارة الهندية في قطر، راعية المعرض، عبرها لفت نظرنا أو تذكيرنا بالميراث الإسلامي الفني العريق في الهند. التقط بيهل، المولود في نيودلهي في سبتمبر من العام 1956، صوراً لهذه المعالم الأثرية موائماً بين ألوانها وألوان الأفق وتدرّجات ألوان الشمس، ما أضفى على جمالها التاريخي جمالاً طبيعياً. إلا أنّه، عدا ذلك، لم يقدّم أيّ إضافة إبداعية في مجال التصوير الفوتوغرافي، ولم يلامس ولو من بعيد جمال تلك المعالم.
ويريد المعرض أن ينبّهنا لأنّ روائع العمارة الهندية ليست "تاج محلّ" فقط، فهناك روائع أخرى، وإن كانت تقلّ شهرةً، إلا أنّها لا تقلّ قيمةً تاريخية وجمالاً وعراقة...
عشرات المساجد والأضرحة والقلاع والقصور أبدعتها سواعد وعقول الفنّانين المسلمين وملوكهم، ممن حكموا الهند أو بسطوا سيطرتهم على أجزاء منها، على امتداد تاريخها. من بين أقدمها "قطب مينار" أي "برج قطب"، الذي بناه أوائل القرن الثالث عشر قطب الدين أيبك، حين استولى على الولاية الهندية التي كانت تحت سيطرة سيّده السلطان التركي محمد الغوري، الذي بوفاته من دون وريث تقاسم أرجاء حكمه عبيده أو بالأحرى مماليكه.
بنى قطب الدين برجه في دلهي، التي اتّخذها عاصمة ملكه، وتعمّد أن يكون ملاصقاً لمسجد "قوّة الإسلام"، أول مسجد في الهند، رامياً عصفورين بحجر واحد، الأوّل أن يكون المبنى معلماً يجسّد انتصارات الحكم التركي وأمجاده، وان يستعمل لدعوة المؤمنين للصلاة.
أما "القلعة الحمراء"، التي تكرّرت في صور بيهل، فكانت مقرّ "شاه جيهان" في عاصمته شاهجيهاناباد، وهي تتميّز بحجرها الرملي الأحمر، الذي منحها اسمها الشهير، كما تتميّز بأسوارها العالية التي يصل ارتفاعها إلى 33 متراً. أرادها الامبراطور المغولي المعروف شاهدةً على عظمة وقوة الأباطرة المغول.
وبين المساجد يبرز مسجد سيدي سيد، أو سيدي سعيد، المشهور بمنحوتاته الجميلة ونوافذه العشر المصنوعة بحجارة "جالي" (Jaali)، أحد العناصر المميزة للعمارة الإسلامية في غوجارات، والتي تجسّد بمعظمها صوراً لأشجار وارفة، تقدّرها الثقافة الاسلامية مثل التين والزيتون والنخيل.