إن كان عنوان اليوم الأول للهدنة السورية المؤقتة في "المنطقة الخضراء"، التي لا تتجاوز مساحتها عشرة في المئة من مساحة سورية، هو هدوء حذر بخروقات محدودة لقوات النظام السوري، فإن اليوم الثاني، الأحد، كانت سمته نصف انهيار لاتفاق الهدنة على يد المقاتلات الروسية مدعومة بقوات النظام.
وقد عادت المقاتلات الروسية إلى الأجواء لتدكّ مناطق المعارضة السورية، على مرأى من لجان مراقبة الهدنة في الأردن ومطار حميميم، من دون صدور إدانات دولية للخروقات الروسية. لا بل حاولت موسكو، على عادتها، قلب التهمة من باب استباقي، متهمة تركيا بقصف تل أبيض التي سيطر تنظيم "داعش" على أجزاء منها، وهو ما نفته أنقرة بالكامل.
وبحسب مجريات تنفيذ "وقف الأعمال العدائية" بموجب القرار الدولي 2268، تتجه الأمور إلى المزيد من التصعيد مع الاقتراب من الموعد المبدئي لاستئناف محادثات جنيف في السابع من مارس/ آذار المقبل، إن صمد الموعد، وإلا فالانتقال إلى "الخطة ب" مجهولة المعالم، التي كانت الإدارة الأميركية أول من تحدث عنها، بملامح عسكرية، ثم كررتها القيادة السعودية لاحقاً، قبل أن ينطق المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، يوم السبت، بأن الخيار العسكري سيكون الحل الأخير في حال لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار.
وبدا أن عدم تحليق المقاتلات الروسية يوم السبت في الأجواء السورية لم يكن سوى استراحة محارب، أو يوم "إجازة" للطيارين. وعلى الرغم من عودة القتل، إلا أن مستوى العنف اليوم ظلّ بمثابة هدوء نسبي مقارنة مع أيام وسنوات الإبادة المستمرة منذ 4 سنوات على الأقل. وعلت التساؤلاتٍ حول إمكانية صمود الهدنة لوقتٍ أطول، إذ سجلت المعارضة السورية خمسة عشر خرقاً بحقها في اليوم الأول وحده، مع استمرار الخروقات في اليوم الثاني على نطاق أوسع.
كان الخرق الأبرز اليوم هو قصف الطيران الحربي الروسي منذ ساعات الصباح، لمناطق ريف حلب الغربي، وهو ما أكده الناشط الإعلامي منصور حسين لـ"العربي الجديد"، الذي تحدث عن "غارات روسية استهدفت بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي وأدت لسقوط جرحى مدنيين"، كما قال مدير "شبكة سوريا مباشر"، علي باز، لـ "العربي الجديد"، إن "شخصاً قتل وأصيب آخرون، جراء قصف الطيران الروسي بلدة قبتان الجبل في ريف حلب الغربي".
اقرأ أيضاً:النظام السوري يخرق الهدنة جنوب دمشق ويحاول التقدم شرقها
وفي ساعات الظهر، ارتفعت وتيرة القصف الجوي غربي حلب، ما أدى بحسب "مركز حلب الإعلامي"، لمقتل 12 شخصاً، "بغارةٍ استهدفت جمعية الهادي بالقرب من بلدة بابيص" بريف حلب الغربي، بالإضافة إلى غاراتٍ أخرى طاولت قرى بالريف الغربي لحلب، والريف الجنوبي للمحافظة.
وشهد ريف حماة الجنوبي أيضاً غاراتٍ ومحاولة تقدم لقوات النظام فيه، إذ ذكر المتحدث باسم مركز حماة الإعلامي، عبيدة أبو خزيمة، لـ "العربي الجديد"، أن "الطيران الحربي التابع للنظام السوري شن ثماني غارات على بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، وسط محاولة للتقدم من جهة حاجز المداجن، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة على البلدة".
ولم تسلم مناطق سيطرة المعارضة بريف حمص الشمالي القريب، من خروقات أخرى، تمثلت حسب ذات المصدر بـ "إلقاء الطيران المروحي لبراميل متفجرة في قرية تير معلة"، وكذلك "قصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة".
وسط هذه التطورات، أكدت المعارضة السورية، التزامها بالهدنة المؤقتة، رغم الخروقات التي حدثت، إذ نقلت وكالة "رويترز"، عن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، أن الهيئة سترفع شكوى إلى الأمم المتحدة والدول التي تدعم عملية السلام، بشأن الانتهاكات التي تم تسجيلها حتى الآن، مشيراً إلى أن المعارضة تنتظر إجابات بشأن طريقة مراقبة الهدنة.
اقرأ أيضاً:هدنة سورية حذرة...خروقات بالجملة لا تلغي الاتفاق و"داعش" يتقدم
ويفتح تزايد الاحتقان في مناطق المعارضة السورية، بسبب عدم التزام النظام والروس فيها بشكل كامل، باب التساؤلات عما قد تشهده الفترة القريبة المقبلة، مع الأخذ بعين الاعتبار، السجال الروسي ــ الأميركي حول "الخطة ب "، الذي سبق سريان الهدنة بساعات.
وقد سبق لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن ألمح إلى وجود "خطة ب" عند الإدارة الأميركية، في "حال لم يوضع اتفاق وقف النار موضع التنفيذ". وعليه فإن "احتمال تمزيق سورية سوف يصبح وارداً أكثر من أي وقت مضى، كما أن موجات اللجوء سوف تفيض إلى أوروبا أكثر مما هي عليه، وسوف تتغير طبيعة الأوضاع بصورة قد لا تكون في الحسبان، وقد تعم الاضطرابات ويسود التفكك (في المنطقة)"، محذراً من أنه "قد يكون متأخراً جداً الحفاظ على سورية بكل أجزائها إذا انتظرنا لفترة أطول".
وأثار الكلام الأميركي عن "خطة ب" حفيظة الجانب الروسي حينها، إذ سارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقول إنه لا توجد أي خطة بديلة للبيان الروسي الأميركي المشترك حول وقف إطلاق النار في سورية.
بعد ذلك، صدرت تصريحات من المبعوث الأممي الى سورية ستيفان دي ميستورا، ربط فيها "شرط صمود وقف الأعمال العدائية بشكل شامل والتزام إيصال المساعدات الإنسانية بتوجيه الدعوة إلى جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية في 7 مارس/آذار المقبل في جنيف"، وهو ما يشير إلى أن الأطراف الدولية، تترقب بجدية الأوضاع على الأرض، من أجل اتخاذ الموقف التالي أو الخطة البديلة، خاصة أن دي ميستورا كان ألمح إلى أن اللجوء للقوة العسكرية "سيكون الحل الأخير، في حال سقط الاتفاق".
اقرأ أيضاً:الائتلاف السوري المعارض: النظام خرق الهدنة وقصف 15 منطقة
في سياق متصل بتطورات الميدان السوري، نفت مصادر رسمية تركية صحة أنباء عن هجوم من الأراضي التركية، على مدينة تل أبيض السورية بريف الرقة الشمالي.
جاء ذلك إثر اعلان المركز الروسي في مطار حميميم بمدينة اللاذقية السورية بأن فصائل مسلحة هاجمت مدينة تل أبيض مسنودة بقصف مدفعي ثقيل من الجانب التركي.
وذكرت مصادر تركية لـ"العربي الجديد"، أن الجانب الروسي يتبنى بشكل أعمى مزاعم كردية متكررة بشأن تركيا من دون أن يتحقق منها بشكل جدي. وكان الناطق باسم وحدات الحماية الكردية ريدور خليل اتهم الجانب التركي بتسهيل دخول مقاتلي تنظيم "داعش" الى مدينة تل أبيض السبت الماضي من الحدود التركية، مكرراً اتهامات بأن تركيا تدعم التنظيم.
وجاء ذلك بعد استعادة "وحدات حماية الشعب" الكردية، السيطرة على مدينة تل أبيض من تنظيم "داعش" مساء السبت، وذلك إثر هجوم شنه عناصر التنظيم على المدينة في الساعات الأولى من صباح السبت.
يأتي هذا، فيما تتواصل الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" التي يهيمن عليها الأكراد وعناصر تنظيم الدولة في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وسط تقدم لـ"قوات سورية الديمقراطية" وسيطرتها على قرية جديدة جنوب الشدادي، بالتزامن مع قصف طائرات التحالف الدولي لمحاور الاشتباك.
اقرأ أيضاً:الهدنة في سورية: هدوء بمعظم المناطق رغم تسجيل خروقات
وقد عادت المقاتلات الروسية إلى الأجواء لتدكّ مناطق المعارضة السورية، على مرأى من لجان مراقبة الهدنة في الأردن ومطار حميميم، من دون صدور إدانات دولية للخروقات الروسية. لا بل حاولت موسكو، على عادتها، قلب التهمة من باب استباقي، متهمة تركيا بقصف تل أبيض التي سيطر تنظيم "داعش" على أجزاء منها، وهو ما نفته أنقرة بالكامل.
وبحسب مجريات تنفيذ "وقف الأعمال العدائية" بموجب القرار الدولي 2268، تتجه الأمور إلى المزيد من التصعيد مع الاقتراب من الموعد المبدئي لاستئناف محادثات جنيف في السابع من مارس/ آذار المقبل، إن صمد الموعد، وإلا فالانتقال إلى "الخطة ب" مجهولة المعالم، التي كانت الإدارة الأميركية أول من تحدث عنها، بملامح عسكرية، ثم كررتها القيادة السعودية لاحقاً، قبل أن ينطق المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، يوم السبت، بأن الخيار العسكري سيكون الحل الأخير في حال لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار.
وبدا أن عدم تحليق المقاتلات الروسية يوم السبت في الأجواء السورية لم يكن سوى استراحة محارب، أو يوم "إجازة" للطيارين. وعلى الرغم من عودة القتل، إلا أن مستوى العنف اليوم ظلّ بمثابة هدوء نسبي مقارنة مع أيام وسنوات الإبادة المستمرة منذ 4 سنوات على الأقل. وعلت التساؤلاتٍ حول إمكانية صمود الهدنة لوقتٍ أطول، إذ سجلت المعارضة السورية خمسة عشر خرقاً بحقها في اليوم الأول وحده، مع استمرار الخروقات في اليوم الثاني على نطاق أوسع.
اقرأ أيضاً:النظام السوري يخرق الهدنة جنوب دمشق ويحاول التقدم شرقها
وفي ساعات الظهر، ارتفعت وتيرة القصف الجوي غربي حلب، ما أدى بحسب "مركز حلب الإعلامي"، لمقتل 12 شخصاً، "بغارةٍ استهدفت جمعية الهادي بالقرب من بلدة بابيص" بريف حلب الغربي، بالإضافة إلى غاراتٍ أخرى طاولت قرى بالريف الغربي لحلب، والريف الجنوبي للمحافظة.
وشهد ريف حماة الجنوبي أيضاً غاراتٍ ومحاولة تقدم لقوات النظام فيه، إذ ذكر المتحدث باسم مركز حماة الإعلامي، عبيدة أبو خزيمة، لـ "العربي الجديد"، أن "الطيران الحربي التابع للنظام السوري شن ثماني غارات على بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، وسط محاولة للتقدم من جهة حاجز المداجن، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة على البلدة".
ولم تسلم مناطق سيطرة المعارضة بريف حمص الشمالي القريب، من خروقات أخرى، تمثلت حسب ذات المصدر بـ "إلقاء الطيران المروحي لبراميل متفجرة في قرية تير معلة"، وكذلك "قصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة".
وسط هذه التطورات، أكدت المعارضة السورية، التزامها بالهدنة المؤقتة، رغم الخروقات التي حدثت، إذ نقلت وكالة "رويترز"، عن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، أن الهيئة سترفع شكوى إلى الأمم المتحدة والدول التي تدعم عملية السلام، بشأن الانتهاكات التي تم تسجيلها حتى الآن، مشيراً إلى أن المعارضة تنتظر إجابات بشأن طريقة مراقبة الهدنة.
اقرأ أيضاً:هدنة سورية حذرة...خروقات بالجملة لا تلغي الاتفاق و"داعش" يتقدم
ويفتح تزايد الاحتقان في مناطق المعارضة السورية، بسبب عدم التزام النظام والروس فيها بشكل كامل، باب التساؤلات عما قد تشهده الفترة القريبة المقبلة، مع الأخذ بعين الاعتبار، السجال الروسي ــ الأميركي حول "الخطة ب "، الذي سبق سريان الهدنة بساعات.
وأثار الكلام الأميركي عن "خطة ب" حفيظة الجانب الروسي حينها، إذ سارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقول إنه لا توجد أي خطة بديلة للبيان الروسي الأميركي المشترك حول وقف إطلاق النار في سورية.
بعد ذلك، صدرت تصريحات من المبعوث الأممي الى سورية ستيفان دي ميستورا، ربط فيها "شرط صمود وقف الأعمال العدائية بشكل شامل والتزام إيصال المساعدات الإنسانية بتوجيه الدعوة إلى جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية في 7 مارس/آذار المقبل في جنيف"، وهو ما يشير إلى أن الأطراف الدولية، تترقب بجدية الأوضاع على الأرض، من أجل اتخاذ الموقف التالي أو الخطة البديلة، خاصة أن دي ميستورا كان ألمح إلى أن اللجوء للقوة العسكرية "سيكون الحل الأخير، في حال سقط الاتفاق".
اقرأ أيضاً:الائتلاف السوري المعارض: النظام خرق الهدنة وقصف 15 منطقة
في سياق متصل بتطورات الميدان السوري، نفت مصادر رسمية تركية صحة أنباء عن هجوم من الأراضي التركية، على مدينة تل أبيض السورية بريف الرقة الشمالي.
جاء ذلك إثر اعلان المركز الروسي في مطار حميميم بمدينة اللاذقية السورية بأن فصائل مسلحة هاجمت مدينة تل أبيض مسنودة بقصف مدفعي ثقيل من الجانب التركي.
وجاء ذلك بعد استعادة "وحدات حماية الشعب" الكردية، السيطرة على مدينة تل أبيض من تنظيم "داعش" مساء السبت، وذلك إثر هجوم شنه عناصر التنظيم على المدينة في الساعات الأولى من صباح السبت.
يأتي هذا، فيما تتواصل الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" التي يهيمن عليها الأكراد وعناصر تنظيم الدولة في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وسط تقدم لـ"قوات سورية الديمقراطية" وسيطرتها على قرية جديدة جنوب الشدادي، بالتزامن مع قصف طائرات التحالف الدولي لمحاور الاشتباك.
اقرأ أيضاً:الهدنة في سورية: هدوء بمعظم المناطق رغم تسجيل خروقات