الهايكا غاضبة من تغطية عملية متحف باردو

25 مارس 2015
من التضامن مع تونس إثر الاعتداء
+ الخط -


سباق محموم من بعض الإذاعات والتلفزيونات التونسية إلى السبق الصحافي بعد اعتداء متحف باردو، هو ما رأته الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) في تقييمها لتغطية الإذاعات والتلفزيونات التونسية الرسمية والخاصة لعملية متحف باردو التي شهدتها تونس يوم 18 مارس /نيسان 2015.

ورأت الهيئة، أن السبق الصحافي أسقط الإعلام في عدة أخطاء مهنية، ومنها التورط في الترويج للشائعات وبث أخبار دون التثبت من صحتها، وهو ما من شأنه أن يهدد سلامة الأشخاص ويضر بحسن سير العملية الأمنية.

الهايكا ذهبت في تقييمها إلى أن بعض وسائل الإعلام السمعية والبصرية سعت إلى البحث عن المعلومة عبر محاورة شهود عيان والاكتفاء غالباً بمصدر وحيد، وهو ما اعتبرته "متنافيّاً مع قواعد المهنة التي تستوجب تعدد المصادر والتدقيق في مدى صحة المعلومة".

كما اعتبرت بث الشهادات التي يدلي بها أصحابها تحت تأثير الصدمة يندرج ضمن موجة التهافت على السبق الإخباري، بينما تفترض المهنية الحذر في التعامل مع هذا النمط من الشهادات وتفادي بثها في المباشر.

اقرأ أيضاً: حادث متحف باردو: القنوات التونسيّة تفشل مجدّداً

من جهة أخرى حمّلت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري بعض الإعلاميين مسؤولية فشل التغطية الإعلامية عند اتخاذهم مواقف تميزت بالتشنج، في حين وجب التحلي بالمهنية وضبط النفس والتعامل بعقلانية ومسؤولية مع مثل هذه القضايا وتجنب بث خطابات العنف والكراهية.

واعتبر تقييم الهايكا للتغطية الإعلامية، أن حرية التعبير والصحافة تشكل أحد الثوابت في محاربة الإرهاب. كما نبّهت إلى عدم الوقوع في فخ الاستراتيجية الاتصالية للإرهابيين الهادفة إلى خوض حرب دعائية ونفسية وترويع وإحباط المواطنين.

ودعت الهايكا إلى تسهيل مهمة الإعلاميين في الوصول إلى المعلومة، وتأمين سلامتهم. كما طالبت مختلف الوزارات وفي مقدمتها رئاسة الحكومة باعتماد سياسة اتصالية تمكن وسائل الاتصال السمعي والبصري من الاضطلاع وعلى قدم المساواة، بمهامها في إنارة الرأي العام في الداخل والخارج والمساهمة في تأمين سلامة المواطنين.

يُذكر بأن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري فى تونس هي هيئة دستورية تعنى بالمشهد الإعلامي السمعي والبصري وتنظيمه كما تسعى إلى نشر ثقافة تعديليّة لإرساء استقلاليّة وسائل الإعلام تؤدّي ضرورة إلى طريقة جديدة في حوكمة الإعلام وتعزيز حرية التعبير.


اقرأ أيضاً: تونس: جدل حول فيديو عملية متحف باردو

دلالات
المساهمون