النيابة تحقّق مع الناجين من حادث سانت كاترين

19 فبراير 2014
+ الخط -
أفاد مركز "النديم" للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا التعذيب، أن النيابة رفضت تنفيذ قرار وزير الصحة بنقل الناجين من حادث سانت كاترين إلى مستشفى شرم الشيخ بسبب التحقيقات معهم. وأضاف المركز على صفحته على "فيسبوك": "هذه التحقيقات باطلة، تدور مع أشخاص ناجين من صدمة موت محقّق وأقوالهم لا يُعتدّ بها لأنهم في حالة صدمة".

وكان مركز "النديم" أرسل تلغرافاً عاجلاً إلى النائب العام بشأن الناجين من كارثة سانت كاترين يطالب فيه بالوقف الفوري لأي تحقيقات تتم أو سوف تتم مع الناجين من العاصفة الثلجية في سانت كاترين والمحجوزين الآن في مستشفى سانت كاترين.

واتهم نشطاء سياسيون الحكومة المصرية، المعيّنة من الجيش، بـ"الإهمال" بعد مقتل 4 مصريين في منطقة جبل تل الزعتر في مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، والتي ضربتها عاصفة ثلجية السبت الماضي.

وأدان النشطاء عدم استجابة المؤسسة العسكرية لاستغاثات أصدقاء الشباب المتوفين بدعوى أن "تصريح الطيران يحتاج عدة أيام لإصداره".

"تحولت البلاد إلى مقبرة كبيرة للشباب، في الوقت الذي يسكن فيه الكبار القصور ويمسكون بزمام السلطة"، وأكد، إزاء تزايد أعداد القتلى الذين راحوا ضحية عنف السلطة في مصر، أن "دولة العواجيز تقتل شبابها"، هذه كلمة كتبها المخرج محمد رمضان أحد ضحايا حادث سانت كاترين على صفحته منذ فترة، وكأنه يستشرف مصيره.

كان هذا ما بدأ به عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 إبريل محمد كمال تعليقه على الحادثة، وقال: "إن تباطؤ أجهزة الدولة في إنقاذ ضحايا الحادث وعدم إرسال المؤسسة العسكرية طائرة لنقلهم يؤكد عدم وجود أي قيمة لأرواح المصريين".

وقارن كمال بين موقف الحكومة تجاه ما حدث في "سانت كاترين"، وسماحها لسيارات الإسعاف الإسرائيلية بدخول الأراضي المصرية ونقل المصابين الكوريين في حادث تفجير حافلة نقل السياح في طابا الأسبوع الماضي.

وتابع: "ما حدث يؤكد أنه لا قيمة للمواطن المصري في بلاده حياً أو ميتاً، فالنظام الذي يقتل الشباب العُزّل في الشوارع من الطبيعي أن يتقاعس عن حمايتهم من الموت".

وقال عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، هيثم محمدين، إن ما حدث "يكشف الإهمال والتقصير الحكوميين اللذين يدفع ثمنهما المواطنون الفقراء، فأجهزة الدولة لا تتحرك إلا لحماية مصالحها فقط أو مصالح رجال الأعمال".

وانتقد محمدين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "بطء الدولة الشديد في إنقاذ ضحايا حوادث القطارات وانهيار العقارات.. ما يتسبب في تضاعف الخسائر البشرية والمادية"، على حد تعبيره.

وأضاف باستياء: "ينسحب الأمر أيضاً على عمليات الإنقاذ البدائية التي تأتي متأخرة عادة"، لافتاً إلى أن "العكس كان سيحدث إذا ضربت العاصفة الثلجية سياحاً أجانب، وكانت ستتحرك أجهزة الدولة سريعاً لإنقاذهم".

ويرى الناشط اليساري أن "تكرار تلك الحوادث يضرب شرعية النظام الحاكم ومصداقيته لدى الرأي العام الذي سيكتشف عودة مساوئ حكم الرئيس المخلوع مبارك الذي ثاروا ضده وأسقطوه في 25 يناير 2011".

وسيتحوّل هذا مع مرور الوقت ـ والكلام لمحمدين ـ إلى "غضب شعبي تجاه السلطة التي تتجاهل تحسين أوضاعهم الاقتصادية وتضاعف من تضييقها السياسي عليهم أيضاً".

وتابع: "إهمال الحكومة في إنقاذ ضحايا عبّارة السلام وحادثة قطار الصعيد وغيرها من الحوادث أسس لثورة 25 يناير، واستمرار الحال كما هو عليه سيتسبب في اندلاع موجة ثورية جديدة".

وزاد: "لا نستطيع تحديد توقيت اندلاع هذه الموجة الثورية الكبرى، لكن المؤكد أن البلاد ستشهد احتجاجات متتالية لأسباب مختلفة خلال الشهور القادمة".

جدير بالذكر أن عاصفة ثلجية ضربت مدينة سانت كاترين الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مصرع ثلاثة مصريين في منطقة جبل الزعتر، كما تم إنقاذ أربعة آخرين، فيما عُثر اليوم، الأربعاء، على جثمان الضحية الرابعة محمد رمضان.

المساهمون