النقد بين الفنانين... تراشق وشتائم

06 سبتمبر 2015
معين شريف (العربي الجديد)
+ الخط -
يفتح التراشق اللفظي الدائر حالياً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين ثلاثة من نجوم الغناء اللبناني، الباب على مصراعيه لطرح السؤال: لماذا لا يتقبل الفنان النقد الموجّه إليه من زميل له؟ وأيضاً: هل يعتبر الفنان نفسه في منزلة يجب أن لا يطاولها النقد، بناء على طيلة مدة استمراره في الساحة الفنية؟


في أغنيتها الأخيرة "بوسة قبل النوم"، قدمت نجوى كرم نفسها كعادتها: الفتاة المدللة والمحبوبة. الأغنية التي جاءت بإيقاع موسيقي هادئ، بعيداً عن صخب صوتها وجماله في الأغنيات الجبلية التي كانت سبباً في وصول صوتها إلى مناطق بعيدة عن لبنان. والأغنية التي حققت نسبة مشاهدة عالية زادت على المليونين على صفحة نجوى الرسمية على موقع "يوتيوب"، لا ينكر أحد أنها لم تكن بشهرة وانتشار أغاني كرم القديمة والتي عرفها الجمهور بها، أيام الـ"أوف" والموال، ولم تكن أيضاً بقوة وانتشار ستايل الموسيقى الصاخبة التي لجأت له نجوى مع الألفية الجديدة، هي وكثير من زميلاتها وزملائها، استجابة للشكل الموسيقي الذي يبحث عنه الجمهور.

وفي تصريحات معين شريف، الذي انتقد أغنية نجوى ووصفها بغير اللائقة لعمرها، ما يوافق الحقيقة التي لمسها الجمهور، فالأغنية جاءت بشكل مباغت لم تحقق حضوراً إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت غريبة عن النمط الموسيقي الذي تقدمه نجوى في أغنياتها، وذات الأمر ما أشار إليه معين في عرض وجهة نظره حول أغنيات زميله عاصي الحلاني، والتي وصفها بـ"أغنيات الديسكو".


المثير في الأمر، هو غياب ثقافة النقد لدى الفنان - أي فنان، الذي يعتبر نفسه منزهاً عن النقد، ومتسلحاً بذات الوقت بجمهور عريض يدافع عنه سواء أكان مصيباً أم مخطئاً، ولا يتقبل الفنان النقد الموجه لأعماله، خاصة إذا كان النقد صادرا من زميل له، فيباشر بالرد، وتسانده في ذلك "كتيبة الرد السريع"، في حين عندما توجه الصحافة نقدها للفنان، فبناءً على حجم الصحافي والوسيلة الإعلامية التي يمثلها، يكون الرد.


من يدقق في رد نجوى وعاصي، وتالياً رد منجد شريف، شقيق معين، يجد أن المنطق الفني يغيب في التعامل بين زملاء الكار الواحد، فتغريدة نجوى كرم على تويتر، التي كانت رداً على رأي معين، حجمت من مكانة معين شريف، ولم ترد فنياً، في حين كان بإمكان كرم أن ترد فنياً على رأي معين، دون تجريح، لكن من الواضح أن تحت الرماد ناراً في العلاقة بين الزميلين.
وجاء تدخل عاصي الحلاني ليصب فوق النار المشتعلة زيتاً، فاختار الوقوف إلى جانب نجوى. قصة (معين ونجوى وعاصي) الفنية التي تحولت إلى عداء بين طرفين، وإن كان أساسها فنيا بحتا، تشي بأن الصدور تعتمل، من الفنانين ضد زملائهم، ولسنا في وارد أن نقول من المخطئ ومن صاحب الحق، لكن الوسط الفني الذي يعيش به الفنانون، يسيل لعاب الجمهور للقائهم دوماً، يسكن فيه فنانون ديكتاتاريون كثر، يرفضون توجيه سهام النقد لما يقدمونه، والحق دائماً على الجمهور الذي يقبل أي شيء في سبيل رضا الفنان.





دلالات
المساهمون