بدأ النظام السوري مدعوماً بقوات من "حزب الله" ومليشيات عراقية منذ صباح اليوم الإثنين هجومه على مناطق عدة بدرعا جنوبي البلاد، أبرزها بلدة بصر الحرير، في وقتٍ أكدت فيه المعارضة السورية المسلّحة أنّ هذه الحملة مموهة، يحاول النظام من خلالها إيهام مواليه، بأنّه ما زال يتحكم بزمام المبادرة في الجبهة الجنوبية.
واستبقت قوات النظام السوري، تطويق بلدة بصر الحرير ومليحة العطش ومناطق محيطة بهما، بزيارةٍ لوزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج، أمس الأحد، لهذه المناطق، فيما تبدو أنها كانت زيارة لرفع الهمم وشحذ المعنويات، وإعداد مخططٍ جديد لتأمين المواقع، بين درعا والسويداء.
اقرأ أيضاً: سورية: هاجس تمدّد "النصرة" يسيطر على الجبهة الجنوبية
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أنّ العماد جاسم، جال على إحدى القواعد الجوية في المنطقة الجنوبية، برفقة عددٍ من ضباط القيادة العامة، بتوجيهات من الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكرت الوكالة السورية للأنباء "سانا"، أنّ "وحدات من الجيش والقوات المسلحة، طوّقت بشكلٍ كامل بلدتي مليحة العطش وبصر الحرير بريف درعا"، لافتةً إلى أنّ هذه الوحدات "تمكّنت خلالها من إحكام السيطرة على بلدات مسيكة الشرقية والغربية، ورسم الخوابي، واشنان، والدلاسة، بريف درعا الشمالي الشرقي".
وفي هذا السياق، أرجع الناشط الإعلامي عماد الحوراني، هذا الهجوم إلى "تخوّف النظام من هجوم على اللواء 52، أو خسارة طريق الإمداد الذي يصل بلدة ازرع بمدينة السويداء، لأن مطار الثعلة العسكري، سيكون في هذه الحالة في مرمى نيران قوات المعارضة".
وأشار الحوراني لـ "العربي الجديد" إلى أنّ "الاشتباكات حالياً مستمرة على أطراف بصر الحرير، لكن جيش النظام تقدم في عمق اللجاة، والذي أغلق حالياً".
إلى ذلك، أكد إبراهيم نور الدين، المتحدث الرسمي باسم "الفيلق الأول"، أحد أبرز التشكيلات التابعة لـ "الجيش الحر" في درعا أنّ "النظام بعد فشله الكبير في الشيخ مسكين وخسارته الكبيرة في معارك بصرى الشام، وتحرير معبر نصيب، يحاول النظام إيهام الموالين أنه لا يزال قوياً، ويحكم زمام الأمور".
ورأى في تصريحاتٍ إلى "العربي الجديد" أنّ "إعلان النظام السيطرة على بلدات مسيكة الشرقية والغربية، ورسم الخوابي واشنان والدلاسة بريف درعا الشمالي الشرقي إعلان كاذب، لأن هذه البلدات هي بالأساس غير محررة، وتحت سيطرة النظام".
ويبدو أن قوات النظام بتركيزها الهجوم على بلدة بصر الحرير، والتي تعد بوابة المنطقة المحررة في ريف درعا الشرقي تحاول فصل البلدة عن اللجاة شمالاً، وطريق إزرع غرباً، ومدينة السويداء في الجنوب الشرقي.
وكانت قوات المعارضة السورية قد تمكنت خلال الأسابيع الفائتة من تحقيق انتصارات مهمة ضد قوات النظام، تكللت بالسيطرة على مدينة بصرى الشام، الخزان البشري الموالي للنظام قرب السويداء، ومعبر نصيب على الحدود مع الأردن.
اقرأ أيضاً: "النصرة" تتوعد بتشكيل جيش الفتح في درعا و"الحر" يرفض