وأكّدت مصادر محلية في المحافظة لـ"العربي الجديد"، أن "الغارات تواصلت حتى ساعات الليل"، بعد يومٍ خلفت فيه عشرات القتلى والجرحى، مستهدفة مناطق واسعة تسيطر عليها المعارضة السورية في المدينة وريفها.
وطاولت الهجمات الجوية الكثيفة ليل وفجر هذا اليوم، أحياء الميسر والراشدين، ما أوقع ضحايا بين المدنيين لم يتم إحصاء عددهم، إذ لا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها لسحب جثث القتلى، وإنقاذ المصابين العالقين من تحت الأنقاض.
كما أكّدت المصادر أن الطيران الروسي، استهدف منذ فجر اليوم، مناطق قبتان وعينجارة وأورم الكبرى، ودمرت الهجمات آليات لـ"االدفاع المدني السوري" في بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي.
ويأتي هذا القصف الجوي الذي تنفذه طائرات تابعة للنظام وأخرى روسية في حلب، استمراراً لحملة غاراتٍ، هي الأعنف من نوعها، كانت بدأت منذ يوم الخميس الماضي، وارتفعت وتيرة عنفها بعد ذلك، لتُسقط بحسب أرقام "الدفاع المدني السوري" زهاء ثلاثمائة وثلاثين قتيلاً، وأكثر من ألفٍ وثلاثمائة جريح.
وتركزت الغارات أمس، والتي أسقطت نحو ثمانين قتيلاً بحسب مصادر المعارضة السورية، في أحياء الهُلك وقاضي عسكر والصاخور والشعار، حيث سقط العدد الأكبر من الضحايا فيها. كما سقط عشرات القتلى والجرحى، في القصف الذي طاول أحياء "القاطرجي، بستان القصر، الأنصاري، الفردوس، الزبدية، مساكن هنانو، باب الحديد، الراشدين، الميسر، طريق الباب، منطقة مناشر جسر الحج وغيرها".
كما استهدفت عشرات الضربات الجوية، مناطق واسعة بريف المحافظة، وتركزت بشكل رئيسي في الأتارب والمنصورة وعندان والملاح وبيانون وحريتان ومعارة الارتيق وغيرها.
وفي هذا السياق، لفت ناشطون في حلب، إلى أن "عائلات بكاملها ما زالت تحت الأنقاض منذ يوم أمس، بسبب كثافة الغارات التي لا تتيح لعناصر الدفاع المدني رفع الأنقاض في أماكن كثيرة، خاصة بعد الاستهداف المتكرر لمراكز الدفاع المدني في المدينة، والتي لم يتبق منها سوى عدد قليل جداً، فضلاً عن استهداف المستشفيات، والمشافي الميدانية"، مشيرين إلى أن الطيران الروسي، بات يستعمل ذخائر جديدة أكثر فتكاً من سابقاتها في القصف.
إلى ذلك، بيّنت المشاهد المصورة، التي بثها ناشطون على الإنترنت، المشافي في حلب، تغصُ بالجثث والمصابين، فيما ذكرت الكوادر الطبية، أن إمكانياتها المحدودة لم تعد تكفي لتقديم الخدمات الإسعافية للحالات التي تتوافد إلى المشافي والنقاط الطبية الصغيرة.