وأكد الناشط محمد الشامي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن البلدات والمناطق التي تقدم إليها النظام في الغوطة شهدت نزوحاً كاملاً من قبل المدنيين نحو مدينة دوما ومدن وبلدات الغوطة الشرقية الأخرى، وبقيت تلك القرى والبلدات خاوية من السكان تتعرض للسلب والنهب من قوات النظام.
وأوضح الناشط أن المدنيين لم يحملوا معهم شيئاً من تلك المناطق عندما فرّوا منها، حيث بقي كل ما يملكونه من مؤونة أو مواش لقوات النظام، التي تسرق أينما دخلت.
وبحسب مصادر من الغوطة، بدأت قوات النظام بالتوغل في محور بلدة الشيفونية شرق مدينة دوما، بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي، في الرابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي 2401، إثر اتباعها سياسة الأرض المحروقة، واختارت المناطق الأقل كثافة عمرانيا تفاديا لمعارك حرب الشوارع، ما سهّل تقدمها عبر التمهيد المدفعي والصاروخي الذي ترافق مع قصف جوي بشكل مكثف.
وعلى الرغم من تكبدها خسائر بشرية جسيمة، إثر الكمائن التي نصبتها المعارضة السورية، إلا أن قوات النظام سيطرت لاحقاً على بلدات وقرى الأشعري وأوتايا والنشابية والمحمدية وبيت نايم والمزارع والبساتين المحيطة بها، كما سيطرت على مزارع شرق بلدة بيت سوى وبلدة مسرابا ومزارع في محيط بلدة الريحان، وتمتد تلك القرى والبلدات جميعها في المحور الشرقي من الغوطة من الريحان شمالا وحتى المحمدية جنوبا.
وجاء التقدم من ذلك المحور بعد فشل النظام في إحراز تقدم حقيقي على المحاور الغربية للغوطة من جهة مدينة دوما على جبهات الطريق الدولي "حمص- دمشق"، أو من جبهات مدينة حرستا، وثكنة إدارة المركبات باتجاه محور مديرا الواقع جنوب غرب بلدة مسرابا.
وشهد المحور الجنوبي الغربي، الذي يضم عين ترما وحي جوبر شرق مدينة دمشق، هدوءا شبه مستمر من قبل قوات النظام، وهو ما يشير إلى نية النظام التوغل بهدف حرمان المعارضة من الأراضي الزراعية، والفصل بين مدينة دوما وبقية مناطق الغوطة الشرقية.
وتقوم قوات النظام بمحاولة تثبيت وجودها في المناطق التي تقدمت إليها، عبر تحصين النقاط، بحفر خنادق ورفع سواتر، بالتزامن مع استمرار القصف العنيف والمكثف على محيط المناطق التي تقدمت إليها، في ظل شن المعارضة المسلحة هجمات معاكسة، في محاولة لاستعادة زمام الأمور هناك.
وتحاصر قوات النظام في الغوطة الشرقية، قرابة 400 ألف مدني، بينهم آلاف المصابين والمرضى، مئات منهم بحاجة لتدخّل طبي عاجل.