النظام السوري يترجم تصعيده في حلب ويستغلّ مماطلة جنيف

رامي سويد

avata
رامي سويد
03 فبراير 2016
26C1FC07-F56E-4EA7-A87D-FBC26635ECC9
+ الخط -
نجحت قوات النظام السوري مدعومة بالمليشيات الأجنبية المتحالفة معها وبغطاء جوي روسي، في تحقيق خرق كبير على جبهات القتال ضد المعارضة السورية شمال مدينة حلب، حيث سيطرت خلال يومين على ثلاث بلدات مهمة في طريقها إلى فك الطوق المفروض على بلدتي نبّل والزهراء المواليتين للنظام.


اقرأ أيضاً: حصار المعارضة في حلب: هجمات للأكراد والنظام و"داعش"

وواصلت قوات النظام والطائرات الروسية هجماتها على مناطق سيطرة المعارضة السورية في أرياف حمص واللاذقية ودمشق ودرعا، بالتزامن مع هجومها الكبير شمال حلب. وجاءت هذه التطورات الميدانية، في الوقت الذي واصل فيه وفد النظام في جنيف المماطلة لتأخير تنفيذ البنود الإنسانية التي نص عليها القرار 2254، والتي تتمسك المعارضة بتنفيذها قبل بدء المحادثات مع النظام. وقام وفد النظام بتأجيل لقائه مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من الإثنين إلى الثلاثاء من دون أي تبرير.

وتلجأ المعارضة السورية إلى الأمم المتحدة للضغط على النظام السوري وروسيا لإيقاف قصف المدنيين في مناطق سيطرتها، ولفتح ممرات إغاثة إنسانية للمناطق التي يحاصرها النظام، ولإجبار الأخير على إطلاق سراح المعتقلين، وفي مقدّمتهم النساء والأطفال.

وفي إطار محاولتها قضم المزيد من المناطق التي حررتها المعارضة مستفيدةً من الغطاء الجوي الكثيف الذي يؤمنه لها الطيران الروسي، تمكنت قوات النظام السوري صباح أمس، من تحقيق تقدم مهم على جبهات القتال شمال حلب، حيث سيطرت بحسب مصادر المعارضة السورية على بلدة حردتنين بالكامل وعلى المباني الشمالية في بلدة رتيان المجاورة، وذلك بعد يوم واحد من تمكنها من كسر خطوط المعارضة الدفاعية في ريف حلب الشمالي من خلال السيطرة على بلدتي دوير الزيتون وتل جبيّن، شمال بلدة باشكوي التي تسيطر عليها قوات النظام منذ العام الماضي.

وباتت قوات النظام في ظل هذا التقدم الميداني تشكل تهديداً على آخر خطوط الإمداد التي تصل مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب بمناطق سيطرتها بحلب، بحيث تمكنت من الاقتراب من بلدتي نبّل والزهراء المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل قوات المعارضة، وباتت تبعد أقل من ستة كيلومترات فقط عن فك الحصار عن البلدتين، كما أصبحت على بعد المسافة نفسها لقطع خطوط إمداد المعارضة بين حلب وريفها الشمالي، وبالتالي حرمان المعارضة في الشمال السوري بشكل كامل من المحروقات التي تصل من منابع النفط شرق سورية عبر هذا الطريق، إلى مناطق سيطرة المعارضة في حلب وإدلب وأرياف حماة واللاذقية.

وتمكنت قوات النظام السوري من تحقيق هذا التقدّم بالدرجة الأولى بفضل أكثر من مائة وأربعين غارة جوية شنتها الطائرات الحربية الروسية منذ فجر الثلاثاء على مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال حلب.

وقال الناشط الإعلامي منصور حسين لـ"العربي الجديد"، إن "قصفاً جوياً كثيفاً يستهدف منذ الصباح عدة مناطق في ريف حلب الشمالي"، إذ قتلت إحدى الغارات "عدداً من المتطوعين في الهلال الأحمر، عند استهداف سيارتهم على طريق غازي عنتاب قرب عندان" بريف حلب الشمالي.

وطاول القصف بلدات وقرى عندان، وحريتان، وحيان، والطامورة وغيرها، وذلك بعد يومٍ من تعرض مناطق الريف الشمالي في حلب لنحو خمسين غارة روسية، بالتزامن مع هجومٍ بري لقوات النظام والمليشيات المحلية والأجنبية المساندة له.

ولم يقتصر هجوم النظام السوري المدعوم بالطيران الروسي على ريف حلب الشمالي، إذ طاولت عشرات الغارات الروسية مناطق سيطرة المعارضة السورية بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي يوم الثلاثاء بحسب مصادر المعارضة السورية في المنطقة.

كما نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارات جوية على مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف ناحية كنسبّا بريف اللاذقية الشمالي واستهدفت غارات أخرى مناطق قريبة من الحدود التركية بريف اللاذقية الشمالي أيضاً.

وفي ريف حمص الشمالي واصلت قوات النظام السوري هجماتها البرية على مناطق سيطرة المعارضة السورية في قرية كفرنان، بالتزامن مع هجمات روسية جوية عنيفة على قرية كيسين وتيرمعلة القريبتين من مناطق الاشتباكات.

وفي جنوب سورية، واصلت قوات النظام السوري هجماتها على مناطق سيطرة المعارضة جنوب بلدة الشيخ مسكين، والتي سيطرت عليها قوات النظام مطلع الأسبوع الماضي. بالتوازي مع هجمات جوية روسية على بلدتي إبطع والغارية الغربية اللتين تسيطر عليهما قوات المعارضة السورية.

ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
المساهمون