تواصل قوات النظام والمليشيات التي تديرها إيران تعطيل اتفاق التهجير من حلب، وتحتجز منذ بعد ظهر أمس، حافلات المهجرين في المدينة عند معبر الراموسة، وهو ما أدى إلى عرقلة عمليات الترحيل الأخرى في منطقتي كفريا والفوعا بريف إدلب، وفي بلدتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق.
وحاول "العربي الجديد" التواصل مع بعض الركاب على متن الحافلات العالقة في الراموسة عبر الهاتف دون نجاح، لكن ناشطين آخرين تمكنوا من المغادرة في وقت سابق، أفادوا بأن العالقين في الراموسة، وبينهم عدد كبير من النساء، يعانون أوضاعا صعبة بلا طعام أو شراب، وفي ظل جو شديد البرودة.
وأوضح الناشط عبدو خضر لـ"العربي الجديد"، أن "هناك أكثر من 500 شخص على متن عشرين حافلة تحتجزهم المليشيات في الراموسة، وقد سمحت هذه المليشيات لحافلتين فقط بالعبور، فجر اليوم الأربعاء، مع بعض سيارات الإسعاف".
وأضاف خضر أنه "ما زال هناك نحو 5000 شخص ينتظرون دورهم للخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة، يفترشون الشوارع وسط البرد القارس، فضلا عن مقاتلي المعارضة الذين لم تخرج منهم سوى أعداد قليلة حتى الآن".
في المقابل، لا تزال 8 حافلات تقل نحو خمسمئة شخص قدموا من منطقتي كفريا والفوعة بريف إدلب عالقتين أيضا في منطقة الراشدين الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف حلب الغربي.
وتشترط فصائل المعارضة أن يسمح للعالقين في الراموسة بالعبور، حتى تسمح لهم بمواصلة طريقهم إلى منطقة جبرين الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف حلب.
وبحسب مواقع موالية للنظام، فقد وصل، أمس، أكثر من 70 شخصا من أهالي كفريا والفوعة إلى محافظة اللاذقية، ممن خرجوا في الدفعة السابقة.
وتقول مصادر المعارضة إن المليشيات عادت لمحاولة فرض شروط جديدة عبر مطالبتها بتسليم جثث قتلى لها سقطوا على يد قوات المعارضة، في حين زعمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن خلافات بين الفصائل هي ما يعيق خروج المدنيين من حلب.
وتقول مصادر محلية إن سوء الأحوال الجوية ساهم أيضا في توقف عمليات تهجير المدنيين.
ووصلت إلى بلدتي أورم الكبرى وكفرناها الواقعتين في ريف حلب الغربي، إحدى عشرة حافلة تنقل نحو 550 مدنياً، بينهم جرحى وبعض مقاتلي المعارضة.
وقد سمحت السلطات التركية بنقل عدد من المصابين والجرحى من مدنيين ومقاتلين إلى المستشفيات التركية لتلقي العلاج، بسبب حالاتهم الصحية الحرجة.
وقالت رئاسة الوزراء التركية إن عدد الجرحى السوريين الذين تمّ نقلهم إلى مستشفيات تركيا ارتفع إلى 172 جريحاً، بينهم 68 طفلاً.
وأوضحت في بيان، أنه جرى نقل الجرحى بواسطة سيارات إسعاف عبر معبر "جلوة غوزو"، المقابل لبوابة باب الهوى على الجانب السوري. وقالت مصادر محلية إن 14 من هؤلاء الجرحى توفوا داخل تركيا.
من جهته، وثق الهلال الأحمر القطري ضمن حملته للاستجابة الطارئة لمحنة حلب، إصابة أطفال من مهجري الأحياء الشرقية، دون سن الخامسة، بأمراض مختلفة، أبرزها سوء التغذية.
وأجرت فرق من الهلال الأحمر عمليات مسح وزيارات لمناطق قدوم المهجرين في ريفي حلب وإدلب، وأحصت 11 إصابة بمرض سوء التغذية، و13 إصابة بأمراض جلدية وتنفسية، إضافة لإصابة واحدة بمرض اللشمانيا.
وكانت الأحياء الشرقية من مدينة حلب، شهدت خلال الأيام الماضية خروج عشرات الآلاف من المدنيين، فيما لا يزال الآلاف موجودين داخل الأحياء المحاصرة بانتظار عمليات تهجيرهم المتواصلة نحو ريف حلب ومحافظة إدلب.
وقال مجلس محافظة حلب إن "1052 عائلة وصلت إلى الريف الغربي، في حين وصلت 552 عائلة إلى الريف الشمالي".
وكان وزير الخارجية التركي أعلن تهجير أكثر من 37 ألف مدني من الأحياء الشرقية، ومن المفترض الانتهاء من تهجير المدنيين والمقاتلين بالكامل اليوم الأربعاء.
وفي ريف دمشق، قالت مصادر محلية إن عملية خروج المدنيين والمقاتلين من مدينتي مضايا والزبداني بريف دمشق، والذين كان من المفترض تهجيرهم اليوم، تأجلت بسبب العراقيل في إخلاء المتبقين في أحياء حلب الشرقية.
وقضى الاتفاق الأخير بين الفصائل العسكرية والمفاوض الروسي بتهجير جميع المدنيين والمقاتلين من أحياء حلب الشرقية و4000 شخص من قريتي الفوعة وكفريا، إضافة الى 1500 من المدنيين والجرحى والمقاتلين من مدينتي مضايا والزبداني.