النزوح يعقّد الأزمات المعيشية في ليبيا... لا سيولة ولا أدوية

27 ابريل 2019
الاشتباكات تصيب معيشة المواطنين (فرانس برس)
+ الخط -
"لا تمرّ ساعة واحدة من دون وصول اتصال من مواطن يستغيث من مناطق الاشتباكات في جنوب طرابلس"، هذا ما يؤكده عبد الواحد أبو القاسم، أحد المتطوعين لاستقبال النازحين من منطقة عين زارة وقصر بن غشي.

يشرح لـ "العربي الجديد" أن الوضع المعيشي يزداد سوءاً بسبب زيادة عدد النازحين، وأن المساعدات الإنسانية محصورة بالتبرعات. ويبلغ عدد النازحين في مناطق الاشتباكات 33 ألفاً وفقاً للأمم المتحدة. 

ويقول بلال صالح، نازح من منطقة قصر بن غشي لـ "العربي الجديد"، إنه لم يتمكن من الخروج من الاشتباكات بسبب تجددها بين الفترة والأخرى، وأن الوضع المعيشي في المنطقة متدهور كثيراً، إذ تعاني الأسر العالقة بين الرصاص من انقطاع الخبز والكهرباء، مع توافر القليل من مياه الشرب.

ويشير إلى أنه استطاع الخروج من المنطقة عبر مسالك الطرق الفرعية، متوجهاً مع عائلته إلى الهلال الأحمر الليبي. ويضيف: "لا أحمل الأموال معي، والحكومة لا تسأل عن حاجاتنا، حتى أدوية المرضى بعضها غير متوافر".

وفي منطقة حي الأندلس، يؤكد علي عاشور نازح مع أسرته المكوّنة من خمسة أفراد، أن المواطن العادي يعاني من نقص السيولة وغلاء الأسعار، فما بالك بالأسر النازحة التي تحصل على حقنة لمرض السكري بعد جهد كبير.

ويعلّق الباحث الاقتصادي بدر البكوش أن الأزمات المعيشية تزداد تعقيداً في البلاد، مع نزوح المزيد من العائلات في ظل نقص السيولة والبنزين، وأخيراً انقطاع المياه عن مختلف أحياء العاصمة.

ويضيف أن اجتماعات حكومة الوفاق وتخصيص الأموال للجنة معالجة الأزمات، لم تحلّ المشاكل التي تزداد عمقاً. فالحاجات المطلوبة تكبر مثل كرة الثلج مع استمرار الاشتباكات، وعدم توفير سيولة تكفي المواطنين.

وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، خصص ملياري دينار لمعالجة الأزمات والتداعيات الناجمة عن الاشتباكات المسلحة.

ويلفت أستاذ الاقتصاد علي الهادي، إلى أن إنتاج النفط يصل إلى 1.3 مليون برميل يومياً، لتنتج إيرادات تصل إلى 1.5 مليار دولار شهرياً، ما يعني أنه يمكن توفير الحاجات الأساسية للمواطنين في ظل المعارك الدائرة، إلا أن الدولة غائبة عن توفير الحد الأدنى من الخدمات.

في حين يستغرب رئيس لجنة التواصل الاجتماعي في بلدية سرت (وسط ليبيا) سالم الهمالي، رفض مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، إرسال أموال إلى المصارف التسعة في سرت، على الرغم من انعدام السيولة النقدية داخلها. ويوضح أن الأوضاع الأمنية مُستقرة في المنطقة ولا يوجد أي عوائق من المُمكن أن تسبب وقف تدفق السيولة.

وفي حين لا تزال طوابير البنزين ممتدة أمام محطات الوقود، أعلنت شركة البريقة وصول ناقلة إلى ميناء مدينة طرابلس لتفريغ حمولتها من البنزين التي تقدر بـ 35 مليون لتر. وطمأنت المواطنين بأن وقود البنزين متوفر في مستودعات الشركة، داعية المحطات إلى فتح أبوابها أمام الموطنين.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الوضع الإنساني يتدهور بشدة في أنحاء العاصمة طرابلس، والمناطق المكتظة بالسكان تتحول تدريجياً إلى ساحات قتال.
المساهمون