تواجه الحكومة الإيرانية وحتى قبل سريان الحظر النفطي صعوبات بسبب رفض السفن العالمية نقل شحنات النفط الإيراني. والسبب يعود وبحسب خبراء الطاقة إلى عاملين، أولهما مخاوف هذه السفن من حرمانها لاحقاً من الرسو في الموانئ أو التعامل في السوق الأميركية. أما السبب الثاني فيعود إلى شركات التأمين التي قد ترفض تأمين الشحنات المنقولة.
وحسب تحليل كتبه الخبير سيرغي مانوكوف، في صحيفة "إكسبرت أونلاين" الروسية، فإن شركات النفط الصينية والهندية تتخوف من نقل النفط الإيراني.
ويقول التحليل نتيجة لذلك، نشأ وضع "أحادي الجانب"، ولاحظ أن جميع ناقلات النفط الـ17 التي نقلت النفط الإيراني إلى الصين في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، تحمل علم إيران وتعود.
ووفق وكالة "بلومبرغ"، فإن العقد الموقع قبل ثلاثة أشهر بين إيران والشركات بشأن نقل الشحنات النفطية إلى كل من الصين والهند كان واضحاً، حيث إن نصف السفن التي نقلت النفط الإيراني إلى الصين تقريبًا كانت صينية.
كذلك، يسير مالكو السفن الهندية على نهج زملائهم الصينيين، فللشهر الثاني على التوالي ينقل النفط الإيراني إلى الهند على ناقلات نفط إيرانية حصراً.
ويبدأ التطبيق الفعلي للحظر النفطي على إيران في الرابع من نوفمبر/ تشرين الأول. وتعتمد إيران في مبيعاتها النفطية إلى حد كبير على المشترين الآسيويين. ومن بين أكبر مستورديه: الصين والهند.
وحسب تحليل الكاتب مانكوف، لقد أعلنت بكين مراراً أنها لا تنوي التوقف عن شراء النفط الإيراني إرضاء لواشنطن، وكانت نيودلهي، أقل صرامة.
وبالتالي فمن ناحية، لا يريد الهنود التخلي عن النفط الإيراني، ومن جهة أخرى، لا يريدون إفساد العلاقات مع واشنطن.
ونتيجة لذلك، ظهر حل وسط. تقلل الهند بشكل رمزي شراء النفط من إيران لتُظهر أنها، وإن يكن شكلياً، تنفذ العقوبات الأميركية. وكذلك الصين، ففي أية لحظة يمكنهما التحجج بالسفن وتأمينها في حال اضطرا لتطبيق حظر واشنطن.
(العربي الجديد)