الملصقات ضحية غضب الناخبين على مرشحي الجزائر

24 ابريل 2017
ملصقات انتخابية ممزقة في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -
ينزعج كثيرون، وخصوصاً الساسة، من إقدام مجهولين على تمزيق الملصقات الخاصة بالحملات الانتخابية، والتي بدأ انتشارها في التاسع من أبريل/نيسان الجاري، استعداداً للانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من مايو/أيار المقبل.


ترد المواطنة الجزائرية ربيعة (29 سنة) على انزعاج المرشحين: "ماذا ستقدمون لنا؟"، وربيعة متخرجة من المدرسة العليا للتجارة، منذ أربع سنوات، إلا أنها تعمل بعقد ما قبل التشغيل، وبأجر شهري لا يتجاوز 15 ألف دينار جزائري (ما يقارب 100 دولار أميركي).


ورغم غضبها الشديد من وضعها المماثل لوضع آلاف المتخرجين من الجامعات والمصنفين في خانة "البطالة"، إلا أنها تقول: "السياسة لا تنفع في الجزائر سوى لمن يمارسها ويجعلها سبب مدخوله الشهري".


الرأي ذاته يتفق عليه كثيرون من شباب الجزائر الذي توقف عن الحلم، فكان أول من صب عليهم جام غضبه المرشحين للانتخابات التشريعية، تقول ربيعة، إن "تمزيق ملصقاتهم، أو حتى تكسير الواجهات المخصصة لذلك وسيلة تفريغ لشحنات الاستياء والتذمر لدى المواطنين".


هل هو غضب من المواطن؟ أم تعبير مسبق عن عدم اقتناع كثيرين بالأحزاب السياسية أو رفضهم بعض الوجوه، أم تعبير ضمني عن انعدام الثقة في برامج المرشحين في الحملة الانتخابية؟


بطريقة عشوائية، أقدم بعضهم على تمزيق ملصقات الترويج للمرشحين عن الأحزاب السياسية التي ستدخل السباق الانتخابي، حيث تعرضت بعض الملصقات لخربشات على وجوه المرشحين، فيما مزقت بعض الملصقات كاملة، بينما تعرضت بعض الأماكن المخصصة للملصقات للتدمير.


مثل هذه الأفعال في نظر كثيرين هي إشارة واضحة عن الرفض، أو عدم تقبل المواطن العادي لمجريات الحملة الانتخابية، حسب رأي الأستاذ في الإعلام والاتصال، خالد لبيهي، والذي قال لـ"العربي الجديد"، إن "تلك الوقائع تدل على أمرين، أولهما فقدان الثقة في الممثلين والفاعلين السياسيين الذين يرى المواطن فيهم سبب أزماته الاجتماعية والاقتصادية".


ويضيف أن المدلول الثاني أخطر، "يشعر المواطن، وخصوصاً الشباب، بالحرمان النفسي، ما جعله يثور على كل ما هو سياسي، ويترجمه في تخريب اللافتات، وليس الغرض منه فقط الوقوف ضد المرشحين، بل التحرك عكس التيار، وهو ما نجده في الملاعب من عنف ورمي النفايات في الشارع وتخريب طاول حتى كراسي القطارات".



من جانب آخر، يرى بعضهم أن هذه السلوكات تعمق من مخاوف الأحزاب السياسية من عزوف انتخابي لافت عن الانتخابات التشريعية، في ظل الاحتقان الاجتماعي وغلاء المعيشة، ويقول المتابع للشأن الاقتصادي، نورالدين سالمي، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الأوضاع جعلت المواطن يهتم فقط بأحواله اليومية ومشاكله بعيداً عن وعود المرشحين وخطاباتهم السياسية خلال التجمعات".


المساهمون