المفقودون في لبنان: ثقبٌ في ذاكرة الحرب الأهليّة

بيروت

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
18 سبتمبر 2014
9873D5AC-22E7-4EF2-81E3-43AD73FFD835
+ الخط -
بصعوبة بالغة، وصلت امرأة عجوز إلى الشارع المقابل للسراي الحكومي في بيروت. حملت بيدٍ عكازاً يعينها على السير، وباليد الأخرى صورة بالأبيض والأسود لأبنائها الأربعة: عزيز وأحمد وإبراهيم ومنصور، الذين خطفوا من قبل مسلحين مجهولين في بيروت عام 1979.

تقدّر لجنة "أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان" عدد المخطوفين والمفقودين بـ17 ألفاً، يكاد يطويهم النسيان. وتقول رئيسة اللجنة وداد حلواني إنّ "الاعتصام الأسبوعي للأهالي يهدف إلى تذكير الرأي العام بقضيتنا، والضغط على الحكومة لتسليمنا ملفّ التحقيقات كاملاً".

تابعت الحكومة اللبنانية ملفّ المفقودين والمخطوفين من خلال ثلاث لجان وزاريّة، إحداها مشتركة مع سورية. ويعتبر الأهالي أنّ للنظام السوري حصّة الأسد في عمليات الخطف التي نفذها أتباعه خلال الحرب الأهليّة. من هنا، كان إشراكه في لجنة التحقيق أساسياً، في محاولة لكشف مصير الآلاف من اللبنانيين.

قدّمت اللجنة المشتركة ملفّ التحقيقات الخاص بها عام 2000 إلى الحكومة اللبنانية، ومنذ ذلك الحين لم يخرج إلى العلن. طالب الأهالي، مراراً، بالحصول على الملف لمعرفة مصير أبنائهم من دون جدوى، برغم صدور قرار عن مجلس شورى الدولة، يُلزم الحكومة اللبنانية بتسليم هذا التقرير إلى الأهالي. وقالت حلواني، بعد لقاء عدد من الأهالي مع رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، إنّ الأخير وعد بتسليمهم التقرير.

تعتبر سعاد، وهي والدة أحد العسكريين اللبنانيين المختطفين خلال الحرب الأهلية، أنّ الحكومة "تتذرّع بالخوف من ردود فعل طائفيّة ومذهبيّة على نشر الملف". وترى أنّ خطف تنظيم "داعش" وجبهة النصرة للعسكريين اللبنانيين في عرسال يأتي كـ"محصّلة طبيعيّة لتراخي الحكومات اللبنانية في كشف مصير أبنائهم".

ويشكّل ملفّ التحقيق الرسمي، ركيزة في محاولة كشف مصير المفقودين، بحسب المحامي نزار صاغية، الذي يشير، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى مستويين من الأهمية: "الأول معنوي، يتعلّق بتنفيذ قرار مجلس شورى الدولة وتسليم الملف للأهالي، والثاني بكشف اللثام عن المعلومات والمعطيات الواردة في الملف، كالمقابر الجماعيّة، أو المخطوفين في سورية".

وانضمّ مقرر لجنة حقوق الإنسان في البرلمان اللبناني، النائب غسان المخيبر، إلى المعتصمين. وأعلن عن "توجيه سؤال للحكومة، بضرورة تنفيذ قرار مجلس الشورى الملزم، بإعطاء الأهالي المعلومات الرسميّة بشأن مصير أبنائهم". 

وبعد أن قرّر المعتصمون الاقتراب من السراي الحكومي، اصطدموا بحاجز للقوى الأمنية، ومنع حرس الحكومة الأهالي من الاقتراب. وقطعت إحدى سيارات المرافقة الطريق بشكل استعراضي بعد تجاوز رئيسة اللجنة للحواجز الحديدية. وكان الضرب مصير أحد المصورين، بعد أن حاول تصوير المشهد. أحداث من المتوقع أن تتكرّر أسبوعياً في حال لم يتسلّم الأهالي ملفّ التحقيقات.

ذات صلة

الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
المساهمون