13 يونيو 2020
المعتقلون... من ينقذهم من "الوباء"؟
يتفلت البعض محتجاً ومتململاً من الاقامة الإجبارية في المنزل، بسبب انتشار وباء كورونا، مع فرض حالة من الهلع أدت لعزل طوعي في المنزل، أو حجر إجباري فرضته حكومات ودول على مئات الملايين من البشر حول العالم في مدنهم الكبيرة والصغيرة، وربما يكون الحجر المنزلي في بعض المجتمعات والمدن مترافقاً مع تأمين معظم حاجات البشر، أو في حدها الأدنى لدى البعض، قصص كثيرة تم تداولها عن الحجر المنزلي والاحتياطات العربية منها رفض بعضهم حتى لفكرة الصلاة داخل المنزل خوفا من العدوى أو انتشار المرض، ومن اعتبر فترة الحجر الطوعي مناسبة لعدم الالتزام به، واستحضار لفكرة المؤامرة تخفيفا لتشغيل العقل والعلم بما يدور حوله.
كل ذلك يدعونا للتفكير والتأمل في مئات آلاف المعتقلين على امتداد مساحة الجغرافية العربية الممتلئة بالمعتقلين في مئات الزنازين المعلومة والمجهولة، و لا يمكن مقارنة ما يتعرض له ملايين البشر اليوم بحالة من هم خلف القضبان، خصوصاً مع تعبير البعض في التخفيف عن الحالة الجديدة بالغناء على الشرفات وتوجيه التحية للعاملين في القطاع الصحي أو الانزواء في القراءة أو عربيا في حالة "الهرج والمرج" التي تسود لدى البعض من معزله في الاستخفاف بكل ما يجري.
صحيح أن معظم البشر اليوم يعيشون وحدة الهاجس والخوف، ومتحدون بالشعور بالفزع مما هو آت، لكن يبقى هناك بون شاسع بين هاجس الهلع، وبين القابع في زنازين منذ عقود طويلة أو سنوات قليلة، نحن في العزل الإجباري أو الاختياري مع كل وسائل الحياة والتواصل والاتصالات مع بعضنا بعضا، وفي متناول اليد كثير أو قليل من احتياجاتنا، لكنها فرصة للتأمل من جديد بشعور مختلف مع حياة المعتقلين بكل تفاصيلها المرعبة والصادمة إذا تتبعنا فقط مصير مئات الآلاف في معتقلات الأسد وزنازين السيسي ومن يقبعون خلف معتقلات عربية مختلفة بتهم سخيفة
ثمة ضرورة لإضاءة حمراء على مصير وواقع المعتقلين في سجون الاحتلال، وزنازين القمع العربي، ونحن في معازلنا الجماعية، والاضاءة الحمراء باعثها التخوف المستمر على مصيرهم المجهول، وهم في الأحوال "الطبيعية" يقبعون تحت واقع أخطر من خطر الوباء الذي عزلنا، ظروف اعتقالهم وعزلهم عن العالم الخارجي مع انعدام كل وسائل التواصل، إلى قتلهم العمد تحت التعذيب وحرق جثثهم وطحنها وإخفائها ومنع أي خبر عن ذويهم إضافة لإبادة عائلاتهم، وتحويل بعض المعتقلين لمخابر التجريب على أسلحة جرثومية وكيماوية في معتقلات الأسد كلها مؤشرات تستحق وقفة من الضمير البشري
انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية وغيرها، على جثث المعتقلين في سجون الأسد كانت واضحة في آلاف الصور التي سربها "قيصر" هي ثمرة وباء وحشية سلطة قاتلة ترى في آلاف الأجساد المحجوزة والمعزولة مواد تنتظر الطحن والحرق في آلة أنظمة تعتبر مؤسستها العسكرية وسيلة لتطهير البلاد من أجساد أصحابها بزهق أرواحهم، وزير صحة نظام الأسد كان "بليغاً" في مدح مؤسسة عصابات الأسد في عملية التطهير، سبقه في ذلك رئيسه بوصف جزء من الشعب بـ"جراثيم" قبل تسعة أعوام.
الضرورة الأهم في الإضاءة على حجر الذات، هي عدم عزل العقل والضمير من التفكر بمصير عشرات آلاف المعتقلين وملايين المحاصرين للمطالبة بإطلاق سراحهم، المعتقلون وقود هوس الأنظمة بالسلطة وحقل تجارب الطاغية في تصويب آلة القمع، الاستفادة من الحجر الطوعي والإجباري لتجديد التضامن والمؤازرة للمعتقلين في أقبية الأسد وبقية الزنازين العربية لنخرج حكاية التململ من العزل همساً بيننا، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، إلى الوقوف بجانب من ينتظر خبراً عن أحبة تُبرد لوعة القلوب قبل الانتقال إلى النحيب على مقابر قسرية لا تشبه معازلنا القسرية، وهي في أدنى حالاتها لا تشبه أي حالة في معتقل سوري ومخفر عربي لنظام مستبد. فرق كبير بين عزل المدن والسكان مع أسرهم لضرورات طارئة، وبين عزل الإنسان في زنزانة تحت الأرض ومراقبته حتى يتحول لهيكل عظمي فهذا أبشع وأحط الأوبئة التي تتسلح بها أنظمة العار التي لا تريد أن تسألها هل وصلك الوباء، بل اسألها ما مصير المعتقلين.
صحيح أن معظم البشر اليوم يعيشون وحدة الهاجس والخوف، ومتحدون بالشعور بالفزع مما هو آت، لكن يبقى هناك بون شاسع بين هاجس الهلع، وبين القابع في زنازين منذ عقود طويلة أو سنوات قليلة، نحن في العزل الإجباري أو الاختياري مع كل وسائل الحياة والتواصل والاتصالات مع بعضنا بعضا، وفي متناول اليد كثير أو قليل من احتياجاتنا، لكنها فرصة للتأمل من جديد بشعور مختلف مع حياة المعتقلين بكل تفاصيلها المرعبة والصادمة إذا تتبعنا فقط مصير مئات الآلاف في معتقلات الأسد وزنازين السيسي ومن يقبعون خلف معتقلات عربية مختلفة بتهم سخيفة
ثمة ضرورة لإضاءة حمراء على مصير وواقع المعتقلين في سجون الاحتلال، وزنازين القمع العربي، ونحن في معازلنا الجماعية، والاضاءة الحمراء باعثها التخوف المستمر على مصيرهم المجهول، وهم في الأحوال "الطبيعية" يقبعون تحت واقع أخطر من خطر الوباء الذي عزلنا، ظروف اعتقالهم وعزلهم عن العالم الخارجي مع انعدام كل وسائل التواصل، إلى قتلهم العمد تحت التعذيب وحرق جثثهم وطحنها وإخفائها ومنع أي خبر عن ذويهم إضافة لإبادة عائلاتهم، وتحويل بعض المعتقلين لمخابر التجريب على أسلحة جرثومية وكيماوية في معتقلات الأسد كلها مؤشرات تستحق وقفة من الضمير البشري
انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية وغيرها، على جثث المعتقلين في سجون الأسد كانت واضحة في آلاف الصور التي سربها "قيصر" هي ثمرة وباء وحشية سلطة قاتلة ترى في آلاف الأجساد المحجوزة والمعزولة مواد تنتظر الطحن والحرق في آلة أنظمة تعتبر مؤسستها العسكرية وسيلة لتطهير البلاد من أجساد أصحابها بزهق أرواحهم، وزير صحة نظام الأسد كان "بليغاً" في مدح مؤسسة عصابات الأسد في عملية التطهير، سبقه في ذلك رئيسه بوصف جزء من الشعب بـ"جراثيم" قبل تسعة أعوام.
الضرورة الأهم في الإضاءة على حجر الذات، هي عدم عزل العقل والضمير من التفكر بمصير عشرات آلاف المعتقلين وملايين المحاصرين للمطالبة بإطلاق سراحهم، المعتقلون وقود هوس الأنظمة بالسلطة وحقل تجارب الطاغية في تصويب آلة القمع، الاستفادة من الحجر الطوعي والإجباري لتجديد التضامن والمؤازرة للمعتقلين في أقبية الأسد وبقية الزنازين العربية لنخرج حكاية التململ من العزل همساً بيننا، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، إلى الوقوف بجانب من ينتظر خبراً عن أحبة تُبرد لوعة القلوب قبل الانتقال إلى النحيب على مقابر قسرية لا تشبه معازلنا القسرية، وهي في أدنى حالاتها لا تشبه أي حالة في معتقل سوري ومخفر عربي لنظام مستبد. فرق كبير بين عزل المدن والسكان مع أسرهم لضرورات طارئة، وبين عزل الإنسان في زنزانة تحت الأرض ومراقبته حتى يتحول لهيكل عظمي فهذا أبشع وأحط الأوبئة التي تتسلح بها أنظمة العار التي لا تريد أن تسألها هل وصلك الوباء، بل اسألها ما مصير المعتقلين.