أعلنت قيادة غرفة عمليات "فتح حلب" العسكرية في بيان أمس، عن انضمام أربعة عشر فصيلاً مسلّحاً معارضاً للنظام السوري ينشط في مدينة حلب وريفها إلى غرفة العمليات التي شُكّلت منذ عشرة أيام، بهدف تنسيق العمل العسكري بين فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب للقضاء على وجود النظام السوري فيها.
وترافقت عمليات توحّد قوات المعارضة في حلب مع عمليات عسكرية تشنّها ضدّ قوات النظام في المدينة وريفها، وسط استمرار قصف قوات النظام لمناطق سيطرة المعارضة. وتزامن ذلك مع المشاورات التي بدأها المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا في جنيف مع ممثلي مختلف الأطراف في سورية، ما يجعل من توحّد المعارضة وتحقيقها لتقدّم ميداني في حلب ضرورة كي تزيد من مأزق ممثلي النظام السوري في مشاورات جنيف، في الوقت الذي تتلقى قوات النظام وحزب الله اللبناني المزيد من الخسائر في منطقة القلمون قرب الحدود اللبنانية السورية بعد خسائرها الكبيرة في إدلب وجسر الشغور شمال البلاد.
اقرأ أيضاً: مقتل خمسة قياديين من "حزب الله" في معارك القلمون
وأوضح البيان الذي صدر عن غرفة عمليات "فتح حلب" العسكرية أنّ فصائل "نور الدين زنكي" و"جيش المجاهدين" و"لواء الفتح" و"لواء السلطان مراد" و"لواء الحق" و"ألوية الفرقان" قد انضمت إلى غرفة عمليات فتح حلب العسكرية، وهي جميعاً تعتبر من فصائل "المعارضة المعتدلة" وتملك علاقات جيدة مع الدول الداعمة للثورة في سورية. وأضاف البيان أن "لواء فرسان الحق" و"لواء صقور الجبل" و"الفرقة "101 و"الفرقة 13" و"الفرقة 16" انضمت أيضاً إلى غرفة عمليات "فتح حلب" العسكرية، وتملك هذه الفصائل مضادات دروع أميركية الصنع من نوع "تاو"، وحصل مقاتلوها على تدريبات عسكرية في دول الخليج العربي في وقت سابق، ضمن برنامج تدريب المعارضة السورية الذي أشرفت عليه حكومة الولايات المتحدة.
وقال بيان غرفة عمليات فتح حلب عن انضمام "كتائب أبو عمارة" و"جيش السنة" و"حركة بيارق الإسلام" إلى غرفة العمليات وتعتبر هذه الفصائل ذات طابع اسلامي ولا تحظى بعلاقات ممتازة كسابقتها مع الدول الداعمة للثورة ضد النظام السوري، إلا أنها غير مصنفة كتنظيمات إرهابية في لوائح المنظمات الإرهابية التي تصدرها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشكل دوري.
وانضمت كل الفصائل والتشكيلات العسكرية المذكورة إلى غرفة عمليات "فتح حلب" العسكرية التي أعلنت كبرى فصائل المعارضة السورية في حلب عن تشكيلها قبل نهاية الشهر الماضي، إذ أعلنت فصائل "الجبهة الشامية" و"أحرار الشام" و"فيلق الشام" و"كتائب ثوار الشام" و"جيش الإسلام" و"تجمع فاستقم كما أمرت" و"كتائب فجر الخلافة" عن تشكيل غرفة العمليات العسكرية، التي تسعى إلى حسم المعركة المستمرة في مدينة حلب وريفها بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة منذ نحو ثلاث سنوات.
وبهذا التوحد الشامل لمختلف فصائل وقوات المعارضة في حلب، باتت غرفة عمليات "فتح حلب" تضم جميع تشكيلات المعارضة العسكرية في حلب وريفها باستثناء "جبهة النصرة" المصنفة كتنظيم إرهابي وفق قوائم الإرهاب الأميركية وحركة "أنصار الدين"، التي تضم فصائل "شام الإسلام" و"جيش المهاجرين" و"الأنصار"، المصنفين كتنظيمات إرهابية في اللوائح الأميركية.
ويشير استبعاد غرفة عمليات "فتح حلب" للفصائل المصنفة كمنظمات إرهابية إلى زيادة فرصة الفصائل المنضوية فيها في الحصول على دعم عسكري إقليمي ودولي، خصوصاً مع ضم الغرفة لعدد كبير من الفصائل والتشكيلات التي تملك صواريخ "تاو" المضادة للدروع، والتي لعبت دوراً أساسياً في تدمير مدرعات النظام السوري في مدينة إدلب ومحيطها ومدينة جسر الشغور، وأثناء معركة سهل الغاب، ما منح قوات المعارضة فرصة القضاء على التفوق العسكري البرّي الذي تملكه قوات النظام السوري من خلال حيازتها لعدد كبير من المدرعات المختلفة التي تكفلت صواريخ "تاو" الأميركية بتدمير معظمها، ما كبّد قوات النظام السوري خسائر فادحة تمثلت بهزائمها المتتالية وغير المسبوقة في الشمال السوري.
إضافة إلى أنّ معظم هذه الفص
ائل المنضوية في غرفة عمليات "فتح حلب" قد حصل مقاتلوها على تدريبات عسكرية في القواعد العسكرية الأميركية في دول الخليج العربي، ما يمنح هذه الفصائل تفوقاً على المستوى البشري على قوات النظام السوري، الأمر الذي يساعدها في تحقيق تقّدم في معارك مدينة حلب.
وكانت قوات المعارضة السورية قد بدأت في الأيام الأخيرة بشنّ هجمات نوعية في البلدات التي تسيطر عليها قوات النظام السوري شمال المدينة، حيث تمكّنت قوة مشتركة من "الجبهة الشامية" و"تجمع فاستقم كما أمرت"، من تفجير غرفة عمليات قوات النظام في حي سيف الدولة يوم الثلاثاء الماضي، ما أسفر عن مقتل سبعة عشر عنصراً من قوات النظام، بينهم مقدّم في الجيش السوري هو قائد غرفة عمليات قوات النظام في المنطقة، بحسب مصدر إعلامي في "الجبهة الشامية".
كما دمرت قوات المعارضة دبابة ومدفع ثقيل عيار 57 ميلمتر لقوات النظام السوري بصواريخ "تاو"، على جبهة القتال في بلدة باشكوي شمال مدينة حلب يوم الأربعاء، في إطار سعيها المتواصل لتحقيق المزيد من التقدّم في شمال حلب.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع بدء المشاورات التي يجريها المبعوث الدولي الخاص بسورية في جنيف. وأشار مصدر مقرب من قيادة "الجبهة الشامية" في حلب إلى حالة امتعاض لدى قيادة فصائل المعارضة في حلب من طريقة دي ميستورا بدعوة عدد كبير من الشخصيات والكيانات المحسوبة على المعارضة السورية، والتي لا يتمتع معظمها بأي ثقل سياسي حقيقي في سورية، الأمر الذي يسعى من خلاله المبعوث الأممي، بحسب المصدر، إلى ترسيخ فكرة أن المعارضة السورية مشتتة ومختلفة فيما بينها.
غير أن المصدر نفسه أكّد أن قيادة قوات المعارضة تعي ذلك جيداً، خصوصاً في ظل عدم امتلاك دي ميستورا لأي خطة أو اقتراحات واضحة تؤدي إلى إزاحة النظام السوري، الذي تسبّب بكل هذه المأساة للشعب السوري، لذلك قامت قوات المعارضة في حلب بالسير على خطى نظيرتها في إدلب عبر التوحد فيما بينها للردّ على الطروحات التي تنطلق من أرضية أن المعارضة السورية مشتتة ومتفرقة.
اقرأ أيضاً ما بعد إدلب: المنطقة العازلة واحتواء "النصرة" أو شقّها