المرضى الأفغان يعانون بعد إغلاق باكستان حدودها

13 يوليو 2016
يتلقون العلاج في مستشفيات باكستان (باولا برونستين/GETTY)
+ الخط -


ألحقت الحروب المستمرة في أفغانستان على مدى العقود الثلاثة الماضية الدمار بالقطاعات الحياتية كافة. ومع انهيار قطاع الرعاية الصحية بالكامل في البلاد، يتوجه الأفغان إلى المستشفيات الباكستانية لعلاج مرضاهم.

القرار المفاجئ للسلطات الباكستانية بإغلاق الحدود بين الدولتين، ومنع الأفغان من الدخول إلى الأراضي الباكستانية إلا بتأشيرة وجواز سفر منذ بداية شهر يونيو/حزيران الماضي، جعل المرضى وأسراهم في تيه وحيرة، وباتوا يعتمدون على المستشفيات داخل أفغانستان، ومنهم من حوّل وجهته إلى الهند لتلقي العلاج، خصوصاً أولئك الذين لا يتوفر لهم العلاج في بلدهم، مثل مرضى السرطان.

وتشير التقارير إلى أن بعض المستشفيات الخاصة في شمال غربي باكستان، التي كان يعمل فيها مئات الأطباء والكوادر الطبية، أضحت خالية من المرضى بعد منع الأفغان من الدخول إلى باكستان، إذ كانت تلك المستشفيات تسيّر أمورها بفعل إقبال المرضى الأفغان.

وأضافت التقارير أن آلاف المرضى الأفغان، كانوا يزورون مستشفيات خاصة منها مستشفى الرحمن ونارتويست، والتي ترتفع فيها كلفة العلاج كثيراً، مشيرة إلى أن عدد المرضى في المستشفيين المذكورين صار ضئيلاً جداً، وكذلك الحال في مدينة دبكري كاردن المعروفة بعيادات الأطباء الخاصة.

وفي هذا السياق، قال لعل جان، الذي زار أخيراً مستشفى الرحمن في منطقة حياة أباد بمدينة بشاور، لعلاج أمه المصابة بحصى في الكلى، إنه رأى عدداً قليلاً من المرضى الأفغان في المستشفى، في حين كان في السابق، وقبل قرار السلطات الباكستانية، يشاهد مئات المرضى يتعالجون في المستشفى.

وأكد أنه لن يذهب في المرة القادمة إلى باكستان، بعد ما لاقاه من معاناة شديدة على الحدود، وعلى امتداد الطريق.


وسبق أن أفادت إدارة مستشفى الرحمن بأنها تستقبل كل شهر نحو ستة آلاف مريض من أفغانستان، يتلقى أكثرهم العلاج فيه، بينما يُحال بعضهم إلى مستشفيات أخرى كمرضى السرطان والمصابين بأمراض الكلى.

وتعليقاً على هذه الظاهرة، قال رئيس مستشفى الرحمن الدكتور طارق محمد لـ"العربي الجديد" إن "نحو ألفَي مريض أفغاني يقصدون المستشفى نتيجة إصابتهم بأمراض متنوعة، كما هي  الحال في مستشفى نارت وست، التي تقع في المنطقة نفسها".

وكان عشرات المرضى الأفغان يتوجهون إلى المستشفيات في مدينة لاهور وكراتشي، خاصة المصابين بالأمراض الصعبة كالسرطان ومرض القلب، لكن هؤلاء منعوا من العلاج بسبب الإجراءات الأخيرة على الحدود.

يشار إلى أنّ قرار السلطات الباكستانية، أدى إلى تعطل الكثير من العيادات والأطباء في الشمال الغربي من باكستان.