المرأة التي خطفت زوجي

13 مارس 2019

(آدم حنين)

+ الخط -
كشفت المغنية المصرية، أنغام، عن زواجها من موزّع موسيقي مبتدئ، وهو زواجها الرابع. المثير في الخبر أنها اعترفت بأنها خطفت الرجل من زوجته وأولاده، أي بالمعنى البلدي، وكما قالت ممثلةٌ من الزمن الجميل عن الراحلة صباح إنها "خطّافة رجّالة".
ويبدو أن مسلسل خطف الأزواج لا ينتهي، ومواسمه متعدّدة ومتكاثرة، وتنقل الأخبار لنا قصصاً من الواقع المحيط بنا عن الأزواج البسطاء، وتنقل وسائل الإعلام، بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، أخباراً دسمة، وكثيرة التوابل والبهارات، عن هذا المسلسل، منها قصة أنغام مع زوجها الرابع، وهو في الأساس زوجٌ ورب أسرة، ولكن هذا لم يمنعها من خطفه، والتباهي بما قامت به من عمليةٍ بطولية، وتشكر الحرامي الذي سرّب خبر زواجها منه، معتبرةً ما فعله هذا المتلصّص على حياتها الشخصية أمراً محبّباً، جنّبها كلفة كتمان خبر الزواج طويلاً، ولكن ذلك لم يُعفها من لوم الجمهور والوسط الفني، خصوصاً أنها مغنية شهيرة، ولديها المقومات التي تجعلها زوجة مناسبة لأي رجل، على ألا يكون زوجاً لامرأة أخرى.
هل يمكن القول بشأن ما نشرته أنغام من شكر لـ"الحرامي" الذي سرّب خبر خطفها زوجها الجديد بأنه لا يبتعد عن الوقاحة والتبجّح، أو أنها فعلت ذلك من باب التعوّد، وبأن ما حدث هو ديدن الممثلات والمطربات؟ ولكن على كل حال، لا أحسب أن هذا الزواج قد يُكتب له النجاح مع أن الزوج أصغر منها سناً أيضاً بسنوات (أنغام من مواليد 1970). ولكن يبدو أيضاً أن هناك متعة خاصة لدى بعض النساء عموماً في الظفر بأزواج غيرهن.
أذكر أن هناك من ادّعى على ملك مصر الراحل، فاروق، بأنه لم يكن يحب سوى نسج شباكه حول المتزوجات، ويجد متعةً كبيرةً في خطف امرأة من زوجها، ولم تكن تستميله امرأة لم يسبق لها الزواج أو أرملة أو مطلقة. وفي هذا الصدد، يعاني بعضهم من عقدة نفسية، وهي حب تملّك ما بيد الغير، حتى لو لم يكن ذا قيمة. وأحسب أن هذه الدعوى قد ظهر بطلانها بحق الملك فاروق، شأن ما ذهبت إليه رواياتٌ أخرى، أنه لم يكن زير نساء من الأساس، لكن هناك رجالا كثيرين تستهويهم فعلاً المرأة المتزوجة، ويعتبرون الظفر بها كالظفر بصيدٍ ثمين.
ولئن كان ما حدث مع مغنيةٍ شهيرةٍ لها جمهورها العريض هو من باب الحرية الشخصية، كما دافع بعض المغرّدين، أو أن الرجل لا يخطَف إلا إذا كان مهيّأً للخطف، حسب ما ذهب مغرّدون آخرون على هذه الحادثة، فإن أنغام قد سارت على ما سارت عليه سابقاتها من الممثلات، ومنهن ناهد شريف، ممثلة الإغراء التي تزوجت من فتى الشاشة الأول في زمنها، كمال الشناوي، زواجاً سرياً عدة سنوات، لكن الزواج لم يستمر؛ لأن الزوجة الحسناء لم تستطع الاستمرار في القيام بدور نصف الزوجة حتى النهاية.
لم تقف زوجة الموزع الموسيقي الشاب المبتدئ مكتوفة الأيدي أمام غدر زوجها، وإن كان أساس بيت الزوجية واهيا منذ البداية، ولكنها على الرغم من ذلك لم تستسلم لفكرة "خطف زوجها"، فأقامت دعاوى قضائية، وحطمت أيضا الأستوديو الخاص به، وكذلك بيت الزوجية الذي أسّساه معا، انطلاقا من مبدأ "عليّ وعلى أعدائي".
لا جرح يعلو على جرح الزوجة التي خانها زوجها بعد عِشْرة، وبعد أن أصبح لديهما عدة أطفال، ولم تتوقع أن يقابل الوفاء بالخيانة، وذلك يدعو باقي النساء إلى الحيطة والحذر، وأن يتوقعن الغدر من الصديقات المقرّبات، وألا يأمنّ جانب أزواجهن. وعليهن تتبع تحركات الزوج وتصرفاته، لكشف أي علاماتٍ مبكّرة للمرض، أقصد للخطف؛ مثل أن يبدو سارحاً طوال الوقت، أو يتكّلم طويلاً في الهاتف وبصوتٍ خافت، أو ينشرح صدره، حين يلتقي بامرأةٍ تعتقد زوجته أنها مأمونة الجانب.
دلالات
سما حسن
سما حسن
كاتبة وصحفية فلسطينية مقيمة في غزة، أصدرت ثلاث مجموعات قصصية، ترجمت قصص لها إلى عدة لغات.