وأشار المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ هدف اجتماع حفتر وجبريل وشخصيات ليبية أخرى مقيمة في القاهرة، من ضمنها وزير الخارجية الليبي في حكومة تسيير الأعمال محمد عبد العزيز، الذي يقيم في مصر منذ ستة أشهر، هو التنسيق ووضع الحلول والبدائل، خاصة بعد تراجع عملية "الكرامة" في بنغازي والهزيمة التي مُنيت بها قوات "الصاعقة"، أهم حليف للواء المتقاعد حفتر، وخسارتها لجميع معسكراتها بعد معارك دامت عشرة أيام.
وبيّن المصدر نفسه، أنّ محمود جبريل بان عليه الانزعاج والتوتر من تراجع جناح حزبه المسلّح في طرابلس المكون من كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني"، المسيطرة على مطار طرابلس الدولي، وعدة مقار حكومية أخرى، أمام قوات ما يُعرف بـ"فجر ليبيا"، التي تضم قوات دروع المنطقة الغربية والوسطى، وعدة كتائب من مصراتة و12 مدينة ليبية مجاورة لطرابلس.
وقال المصدر إن أحد البدائل المطروحة بشكل عاجل دعم قادة "كتائب الصواعق والقعقاع والمدني"، بأموال طائلة، وتوفيرها من عدة مصادر، لشراء أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتوسطة ونوعية ورفع رواتب جنود الكتائب، وإغراء المتخلفين عن المعارك بهذه المزايا المادية الجديدة.
ونفى المصدر ما نشرته بعض الصحف العربية والعالمية من أنباء عن هروب اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى مصر، غير أنه أكد وجود حالة استياء عام بين داعمي حفتر في مدينة المرج التي تبعد نحو 100 كيلومتر شرق بنغازي، بسبب تخلف حفتر عن مساندة آمر "الصاعقة"، العقيد ونيس بوخماده، رغم طلب الأخير أكثر من مرة الإمداد العسكري من حفتر. وأكّد وجود حالة التذمر من "اللواء حفتر بمدينة المرج، الحاضن الاجتماعي الأول بليبيا عموماً، والشرق الليبي خصوصاً، لعملية "الكرامة"، التي انطلقت في السادس عشر من مايو/أيار".
وفي بنغازي، توجهت تظاهرة إلى مستشفى الجلاء لإخراج الحراسة التي تعمل على تأمين المستشفى من كتيبة "أنصار الشريعة"، غير أنها فشلت في ذلك. فيما سيطرت قوات ما يسمى مجلس "شورى ثوار بنغازي"، على مقر مديرية الأمن بمنطقة الهواري، وانسحبت قوات المديرية دون مقاومة تذكر، وتمركزت قوات مجلس الشورى عند كوبري بنينا القريب من قاعدة بنينا، آخر معاقل عملية "الكرامة" في بنغازي.
على المستوى السياسي، احتدم الخلاف بين الفرقاء السياسيين، على خلفية مكان انعقاد الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني العام. وفيما دعا رئيس "المؤتمر الوطني العام" نوري بوسهمين، إلى عقد مراسم التسليم والاستلام في العاصمة طرابلس، قاد عضو مجلس النواب الجديد أبو بكر بعيرة، الدعوات إلى عقد جلسة طارئة بمدينة طبرق شرقي ليبيا.
وأفادت مصادر بأن ما يقارب الثلاثين نائباً اجتمعوا أمس في فندق المسيرة بطبرق للتشاور حول جدوى هذه الخطوة. وكان كل المجتمعين من نواب المنطقة الشرقية، بينما رفض نواب آخرون من بنغازي عقد الجلسة الأولى لمجلس النواب في طبرق، مصرّين على أحقية مدينة بنغازي بهذا الحدث الذي وصفوه بالتاريخي، وذلك تماشياً مع نص التعديل السابع من الإعلان الدستوري.
وأعلنت وزارة الصحة الليبية عن مقتل 214 شخصاً، وإصابة 981 آخرين، بسبب اشتباكات طرابلس وبنغازي.
بينما أغلقت سويسرا وتشيكيا سفارتيهما في طرابلس، مؤقتاً، حسبما جاء في وكالة "فرانس برس".