09 سبتمبر 2019
الكاريكاتير فنُّ الْقَضايا الإنسانيّة
الكاريكاتير فن متميز متفرع عن الرسم، يستخدم لتقديم بورتريهات، وشخصيات متحاورة، أو متصارعة بطرق مختلفة، اعتمادا على التشويه والتحوير المقصود من أجل أهداف إصلاحية انتقادية، فهو فن ساخر وساحر، وهو بمزاياه الملمحية فن عالمي، يعبر عن قضايا الشعوب وأحوالهم.
وانطلاقا من ذلك، يتميز مبدعو الكاريكاتير بمواهب فريدة، علاوة على الحس النقدي، واصطياد المواقف الملائمة لعملياتهم الإبداعية. وتبعا لذلك، يُفرض على فناني الكاريكاتير اتجاههم الفني الالتزام بقضايا معينة، وفي مجالات معينة، عكس التشكيليين الذين يفتح لهم المجال للإبداعات التجريدية التي قد تكون بعيدة عن قضايا الحياة، وقد تكون مستقلة مغلقة بألوانها وأشكالها وأبعادها.
لن يختلف اثنان في أن الكاريكاتير فن له ريادته وفاعليته في التعبير عن القضايا الاجتماعية، وما يعتريها من صراعات وتناقضات، بحثا عن العدل والحق، وإبعادا عما ينغص على حياة الفراد والعلاقات الاجتماعية، إلى جانب تعزيز الكاريكاتير وضعيته ووجوده في تناول الشؤون السياسية والقائمين عليها. وبذلك، يكون الكاريكاتير الناقد المنتقد لما يعتري حياتنا محليا وعالميا من هنات وتجاوزات، تستبيح الحقوق، وتسيء للحقوق وأهلها.
الكاريكاتير فن الانتقاد، فن تعميق الرؤية، فن فضح الخفايا، فن التحفيز والتحريض، فن الاستنكار، وفن التظاهر من أجل نصرة الحق، والدفع بعجلة التقدم في إحقاق كل ما له علاقة بكرامة الإنسان.
عبر بساطة الشكل، وعبر تكبير ملامح على حساب أخرى، وعبر حوار قصير أحيانا وبلا حوار، ولا تعليق أحيانا، يحقق الكاريكاتير التأثير الذي قد لا تحققها مقالات ومقالات، فالمقال يأتي بلغةٍ معينةٍ، يفهمها هؤلاء على حساب أولئك، بينما الكاريكاتير قد يوصل مضمونه إلى كل العالم، عبر رسومات بسيطة، تحمل مضامين ساخرة من أوضاع معينة، فهو السعي إلى إظهار العيب والسخرية من الصادر منه. وهو، في الآن نفسه، يقدم محتواه ومضمونه الضمني بشكل ممتع، يثير الضحك، ويبعث على روح الفكاهة أحيانا، وهذا هو دور الفن النقد بقالب ممتع.
والواقع أن الكتابات النقدية، انطباعية كانت أو أكاديمية، شبه معدمة عن الكاريكاتير، ربما لأنه فن يقول الكثير، ولا يحتاج من يقرب محتواه إلى الجمهور، فن ملازم لقضايا المجتمع وفي مختلف المجالات (السياسة، الرياضة، الدين، التربية..). فن يفهم المثقف والإنسان العادي، فيستثيره كي يستنكر ويعارض ويكافح من أجل البدائل الإيجابية الصالحة.
ولأن الكاريكاتير كذلك، فقد كان وما يزال مبدعوه مُخوِّفين للساسة والمسؤولين عن تفشي التفسخ الاجتماعي والتربوي وغيرهما.
كان ناجي العلي فنانا فلسطينيا سخر موهبته، وفنه الساخر، من أجل خدمة القضية الفلسطينية، متتبعا تطوراتها وانعطافاتها وعراقيلها، ولأنه أجاد التعبير، وفضح المحتل، تم اعتقاله مرات ومرات، وسجن أكثر من مرة. وبما أنه شهم ووطني صادق، واصل نضاله بريشته، غير مبال بما يتعرّض له من شجب وتهديد وعقاب، ليتم اغتياله بشكل مفاجئ، لكنه لم يكن مستبعدا للأدوار التي اضطلع بها من أجل قضيته العادلة. وكثيرون من فناني الكاريكاتير، لخطورتهم على مصالح المستغلين والجائرين، تعرض لما تعرض له ناجي العلي، وغيره من انتهاكات وقمع واعتداء.
عبر الرومان واليونان والمصريون، منذ مئات السنين، بالكاريكاتير عن همومهم ومتاعبهم وتطلعاتهم. وعلى الرغم من أهمية الكاريكاتير، وجسامة أدواره الفعالة في إصلاح المجتمعات، فإن ذلك كان ويكون على حساب أمن أهله وسلامتهم.
لن يختلف اثنان في أن الكاريكاتير فن له ريادته وفاعليته في التعبير عن القضايا الاجتماعية، وما يعتريها من صراعات وتناقضات، بحثا عن العدل والحق، وإبعادا عما ينغص على حياة الفراد والعلاقات الاجتماعية، إلى جانب تعزيز الكاريكاتير وضعيته ووجوده في تناول الشؤون السياسية والقائمين عليها. وبذلك، يكون الكاريكاتير الناقد المنتقد لما يعتري حياتنا محليا وعالميا من هنات وتجاوزات، تستبيح الحقوق، وتسيء للحقوق وأهلها.
الكاريكاتير فن الانتقاد، فن تعميق الرؤية، فن فضح الخفايا، فن التحفيز والتحريض، فن الاستنكار، وفن التظاهر من أجل نصرة الحق، والدفع بعجلة التقدم في إحقاق كل ما له علاقة بكرامة الإنسان.
عبر بساطة الشكل، وعبر تكبير ملامح على حساب أخرى، وعبر حوار قصير أحيانا وبلا حوار، ولا تعليق أحيانا، يحقق الكاريكاتير التأثير الذي قد لا تحققها مقالات ومقالات، فالمقال يأتي بلغةٍ معينةٍ، يفهمها هؤلاء على حساب أولئك، بينما الكاريكاتير قد يوصل مضمونه إلى كل العالم، عبر رسومات بسيطة، تحمل مضامين ساخرة من أوضاع معينة، فهو السعي إلى إظهار العيب والسخرية من الصادر منه. وهو، في الآن نفسه، يقدم محتواه ومضمونه الضمني بشكل ممتع، يثير الضحك، ويبعث على روح الفكاهة أحيانا، وهذا هو دور الفن النقد بقالب ممتع.
والواقع أن الكتابات النقدية، انطباعية كانت أو أكاديمية، شبه معدمة عن الكاريكاتير، ربما لأنه فن يقول الكثير، ولا يحتاج من يقرب محتواه إلى الجمهور، فن ملازم لقضايا المجتمع وفي مختلف المجالات (السياسة، الرياضة، الدين، التربية..). فن يفهم المثقف والإنسان العادي، فيستثيره كي يستنكر ويعارض ويكافح من أجل البدائل الإيجابية الصالحة.
ولأن الكاريكاتير كذلك، فقد كان وما يزال مبدعوه مُخوِّفين للساسة والمسؤولين عن تفشي التفسخ الاجتماعي والتربوي وغيرهما.
كان ناجي العلي فنانا فلسطينيا سخر موهبته، وفنه الساخر، من أجل خدمة القضية الفلسطينية، متتبعا تطوراتها وانعطافاتها وعراقيلها، ولأنه أجاد التعبير، وفضح المحتل، تم اعتقاله مرات ومرات، وسجن أكثر من مرة. وبما أنه شهم ووطني صادق، واصل نضاله بريشته، غير مبال بما يتعرّض له من شجب وتهديد وعقاب، ليتم اغتياله بشكل مفاجئ، لكنه لم يكن مستبعدا للأدوار التي اضطلع بها من أجل قضيته العادلة. وكثيرون من فناني الكاريكاتير، لخطورتهم على مصالح المستغلين والجائرين، تعرض لما تعرض له ناجي العلي، وغيره من انتهاكات وقمع واعتداء.
عبر الرومان واليونان والمصريون، منذ مئات السنين، بالكاريكاتير عن همومهم ومتاعبهم وتطلعاتهم. وعلى الرغم من أهمية الكاريكاتير، وجسامة أدواره الفعالة في إصلاح المجتمعات، فإن ذلك كان ويكون على حساب أمن أهله وسلامتهم.
لحسن ملواني
كاتب مغربي. يعبّر عن نفسه بالقول "الإبداع حياة".
لحسن ملواني