13 اغسطس 2019
المحمول وتبعاته
سابقاً، كان الناس يتواصلون بطرق يطبعها البطء والصعوبة، فالرسائل التي يحملها الحمام الزاجل معرّضة للضياع هي وحاملها وفق ظروف معينة، والرسائل التي يحملها البريد قد تصل إلى المرسَل إليه وقد ولا تصل. وإذا تعلّق الأمر بالبرقيات، فإنها تكلف المرسِل الكثير مادياً.
في زمن المحمول، صار التواصل آنياً، الكل يتواصل مع الكل، وكأنه جالس معه يحدثه في جلسة صداقة، أو جلسة عائلية عادية. ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل صرنا نكتب رسائلنا بخطوط نختار نوعها وحجمها ولونها ونرسلها فوراً إلى المستهدف بها، فتصله في طرفة عين.
إنه المحمول، أداة تكنولوجية تعتبر فتحاً عظيماً للبشرية في قرننا هذا، غيرت من نمط حياتنا، وعززت تواصلنا، وأنهت محنتنا في الاتصال الفوري وفق حاجاتنا اليومية المتجددة، نتواصل مع المفتين، ونتواصل مع الصحافيين، ونتواصل مع الأطباء والممرضين والصيادلة والمعلمين ومديري الشركات والبنوك بكل يسر وثقة.
هذه كلها إيجابيات تحسب على هاته الأداة الجميلة الفعالة في خدمة البشرية في كل أقطار العالم. وككل الوسائل التكنولوجية نجد المحمول سيفاً ذا حدين، فقد تكون سلبياته كثيرة مقارنة بإيجابياته التي ذكرنا أهمها.
صار المحمول سيد التواصل، فغيّبنا التواصل المباشر، أي التواصل البشري الودّي على أكمل وجه، حيث يجمعنا المكان والزمان والموضوع وجهاً لوجه، فأفقدنا المحمول الكفاءة والقدرة في مهارات التواصل، مما أبعد الكثيرين من مستعمليه من عقد الأواصر الاجتماعية المباشرة مع غيرهم.
في قاعات المحاضرات، والورشات التثقيفية، وفي المسارح، تجد المخاطِبَ الذي قضى ساعات وساعات في إعداد المادة التي يروم عرضها أمام جمهور أغلبه مطأطئ الرأس منهمكاً في الضغط على أزرار محموله، يتواصل مع الغائبين بدل الحاضرين، مع المفترضين بدل الحقيقيين.
على الطرقات، تجد حوادث تسفر عن سائقين أموات في أيديهم محمولات أفقدتهم التركيز على المسارات، فصاروا في عداد الأموات.
في الأقسام الدراسية تتجه العيون صوب المحمولات، ولا تتجه صوب أستاذ يتصبب عرقاً يحاول أن يوصل مادته التي سهر ليالي من أجل إعدادها وتبسيطها.
في المحاكم، زوجات وأزواج في حالة طلاق، والسبب محمولات تتجاوز الحلال إلى الحرام. في غرف النوم، تجد من يتصفح صور هاتفه إلى أن يخلد إلى النوم كي يستيقظ ليقبل عليه من جديد... إدمان! في المنازل، سرقات الأبناء من جيوب الآباء ما يشترون به تعبئات لهواتفهم الجائعة.
سلبيات وسلبيات تدل على أننا لم نستخدم هواتفنا في الكثير مما يفيدنا، فصار وبالاً علينا في الوقت الذي ينبغي أن يكون نعمة من النعم التي تيسّر الكثير من أمور حياتنا.
إنه المحمول، أداة تكنولوجية تعتبر فتحاً عظيماً للبشرية في قرننا هذا، غيرت من نمط حياتنا، وعززت تواصلنا، وأنهت محنتنا في الاتصال الفوري وفق حاجاتنا اليومية المتجددة، نتواصل مع المفتين، ونتواصل مع الصحافيين، ونتواصل مع الأطباء والممرضين والصيادلة والمعلمين ومديري الشركات والبنوك بكل يسر وثقة.
هذه كلها إيجابيات تحسب على هاته الأداة الجميلة الفعالة في خدمة البشرية في كل أقطار العالم. وككل الوسائل التكنولوجية نجد المحمول سيفاً ذا حدين، فقد تكون سلبياته كثيرة مقارنة بإيجابياته التي ذكرنا أهمها.
صار المحمول سيد التواصل، فغيّبنا التواصل المباشر، أي التواصل البشري الودّي على أكمل وجه، حيث يجمعنا المكان والزمان والموضوع وجهاً لوجه، فأفقدنا المحمول الكفاءة والقدرة في مهارات التواصل، مما أبعد الكثيرين من مستعمليه من عقد الأواصر الاجتماعية المباشرة مع غيرهم.
في قاعات المحاضرات، والورشات التثقيفية، وفي المسارح، تجد المخاطِبَ الذي قضى ساعات وساعات في إعداد المادة التي يروم عرضها أمام جمهور أغلبه مطأطئ الرأس منهمكاً في الضغط على أزرار محموله، يتواصل مع الغائبين بدل الحاضرين، مع المفترضين بدل الحقيقيين.
على الطرقات، تجد حوادث تسفر عن سائقين أموات في أيديهم محمولات أفقدتهم التركيز على المسارات، فصاروا في عداد الأموات.
في الأقسام الدراسية تتجه العيون صوب المحمولات، ولا تتجه صوب أستاذ يتصبب عرقاً يحاول أن يوصل مادته التي سهر ليالي من أجل إعدادها وتبسيطها.
في المحاكم، زوجات وأزواج في حالة طلاق، والسبب محمولات تتجاوز الحلال إلى الحرام. في غرف النوم، تجد من يتصفح صور هاتفه إلى أن يخلد إلى النوم كي يستيقظ ليقبل عليه من جديد... إدمان! في المنازل، سرقات الأبناء من جيوب الآباء ما يشترون به تعبئات لهواتفهم الجائعة.
سلبيات وسلبيات تدل على أننا لم نستخدم هواتفنا في الكثير مما يفيدنا، فصار وبالاً علينا في الوقت الذي ينبغي أن يكون نعمة من النعم التي تيسّر الكثير من أمور حياتنا.
لحسن ملواني
كاتب مغربي. يعبّر عن نفسه بالقول "الإبداع حياة".
لحسن ملواني