09 سبتمبر 2019
الإبداع وسعة الخيال
اعتدت كل سنة أن أقوم بورشات إبداعية في أكثر من مؤسسة تربوية جنوبي المغرب، ورشات تتعلق بكتابة القصة، وكنت أستهدف بتلك الورشات اكتشاف المواهب من أجل العمل على بلورتها وإنمائها قدر المستطاع.
وقبل مطالبة المتعلمين بالإنجاز، أقوم بما يشبه الأنشطة الإحمائية الخاصة بالألعاب الرياضية... أنشطة تهدف إلى تنشيط الطاقة الخيالية لدى المعنيين بالورشات. فبعد تحديد أهم مقومات وخطوات وعناصر السرد القصصي، يغلق المتعلمون أعينهم كي يسافروا معي وأنا أقرأ عليهم قصة بمجرد أن يختاروا عنوانا لها... يتخيلون معي أحداثاً هم أبطالها قبل أن أعود إليهم إلى الفصل، حيث يفتحون أعينهم وهو مستعدون للكتابة في مواضيع من اختيارهم... أحياناً لا أكتفي بقصة واحدة، بل أضيف أخرى بمجرد اختيار أحدهم عنواناً أنطلق منه مغامراً، وفي كل مرة تنجح مغامرتي لكوني تدربت على ذلك لمدة طويلة.
عند نهاية ورشة من هذه الورشات سألني أحدهم: أستاذ.. هل تحفظ القصص التي تقرأها علينا في كل ورشة؟ لقد شاركت في أكثر من ورشة وأنت تقرأ علينا قصصاً تختلف من ورشة إلى أخرى.
شكرت التلميذ على سؤاله، وقلت له إني أتخيل ما أقرأه عليكم في الحين، وكيف لي أن أحفظ عشرات القصص التي أقرأها على التلاميذ في كل ورشة؟ فبمجرد أن أبدأ حدثاً يسعفني خيالي بالمتابعة، فأتخيل الحدث تلو الحدث في خط تطوري مليء بالمفاجآت والوقائع غير المتوقعة حتى النهاية.
انفرجت أساريره، وقبل أن ينصرف عاد إلي وحرقة التساؤل بادية على محياه، ثم قال: عفواً أستاذي، كيف لي أن أصير مثلك من حيث سعة الخيال التي تجعلني أغزر إبداعاً وأعمق كتابة؟
قلت: الأمر بسيط، فمن كان موهوباً وهاوياً للكتابة السردية ليس عليه سوى التأمل وتَصنّع التخيل بعيداً عن الناس، وفي كل يوم سيزداد خيالك نمواً... وكل شيء نداوم على ممارسته ينمو وينمو ثم يكتمل وينضج.
واعلم يا تلميذي العزيز أن الإبداع يستحيل دون خيال، فالخيال قلب الإبداع وعمدته، وله علاقة بحياتنا بدرجات متفاوتة، وكلما اتسع الخيال ارتفع مستوى قدرة الإبداع... واعلم أن الخيال مصدر كثير من الإنجازات والاختراعات العظيمة، ليس في مجال الفن فحسب، بل في كل المجالات الحياتية، فالأخيلة العظيمة تنتج عنها إنجازات عظيمة حين تتحول إلى واقع ملموس. ولتنمي خيالك، عليك بما يلي:
تخيل البدائل الممكنة لأمور واقعية، وهنا ستكتشف أنك تستطيع أن تضيف أشياء جديدة تعوض بها جوانب من الواقع الذي تعيشه. حاول أن تربي في نفسك نهم القراءة، فحين نقرأ نتخيل ما تشير إليه العبارات، وفي ذلك مستوى من مستويات التنمية الخيالية. حاول أن تنطلق من حدث أو أحداث، فتضيف إليها ما يجعلها تمتد نحو نتيجة معينة، وهنا مفتاح التخيل في الأعمال السردية. اجعل في جدولك اليومي حصة خاصة بالتدرب على التخيل وحدك، أو مع ثلة من أصدقائك، بحيث تستخدمون التخيل من أجل ارتجال خطبة أو مسرحية أو حوار. بعض الأفلام قد تساعدك على اكتساب وتنمية ملكة الخيال، خاصة أفلام الرعب والمغامرات، إلى جانب الرسوم المتحركة، ولكن قراءة القصص والروايات والحكايات أنجع وأنفع من أجل تنمية الخيال.
شكرني التلميذ وكله حماس لتنمية خياله، وغادرني بعد أن صافحني، وتمنيت له التوفيق والفلاح.
وقبل مطالبة المتعلمين بالإنجاز، أقوم بما يشبه الأنشطة الإحمائية الخاصة بالألعاب الرياضية... أنشطة تهدف إلى تنشيط الطاقة الخيالية لدى المعنيين بالورشات. فبعد تحديد أهم مقومات وخطوات وعناصر السرد القصصي، يغلق المتعلمون أعينهم كي يسافروا معي وأنا أقرأ عليهم قصة بمجرد أن يختاروا عنوانا لها... يتخيلون معي أحداثاً هم أبطالها قبل أن أعود إليهم إلى الفصل، حيث يفتحون أعينهم وهو مستعدون للكتابة في مواضيع من اختيارهم... أحياناً لا أكتفي بقصة واحدة، بل أضيف أخرى بمجرد اختيار أحدهم عنواناً أنطلق منه مغامراً، وفي كل مرة تنجح مغامرتي لكوني تدربت على ذلك لمدة طويلة.
عند نهاية ورشة من هذه الورشات سألني أحدهم: أستاذ.. هل تحفظ القصص التي تقرأها علينا في كل ورشة؟ لقد شاركت في أكثر من ورشة وأنت تقرأ علينا قصصاً تختلف من ورشة إلى أخرى.
شكرت التلميذ على سؤاله، وقلت له إني أتخيل ما أقرأه عليكم في الحين، وكيف لي أن أحفظ عشرات القصص التي أقرأها على التلاميذ في كل ورشة؟ فبمجرد أن أبدأ حدثاً يسعفني خيالي بالمتابعة، فأتخيل الحدث تلو الحدث في خط تطوري مليء بالمفاجآت والوقائع غير المتوقعة حتى النهاية.
انفرجت أساريره، وقبل أن ينصرف عاد إلي وحرقة التساؤل بادية على محياه، ثم قال: عفواً أستاذي، كيف لي أن أصير مثلك من حيث سعة الخيال التي تجعلني أغزر إبداعاً وأعمق كتابة؟
قلت: الأمر بسيط، فمن كان موهوباً وهاوياً للكتابة السردية ليس عليه سوى التأمل وتَصنّع التخيل بعيداً عن الناس، وفي كل يوم سيزداد خيالك نمواً... وكل شيء نداوم على ممارسته ينمو وينمو ثم يكتمل وينضج.
واعلم يا تلميذي العزيز أن الإبداع يستحيل دون خيال، فالخيال قلب الإبداع وعمدته، وله علاقة بحياتنا بدرجات متفاوتة، وكلما اتسع الخيال ارتفع مستوى قدرة الإبداع... واعلم أن الخيال مصدر كثير من الإنجازات والاختراعات العظيمة، ليس في مجال الفن فحسب، بل في كل المجالات الحياتية، فالأخيلة العظيمة تنتج عنها إنجازات عظيمة حين تتحول إلى واقع ملموس. ولتنمي خيالك، عليك بما يلي:
تخيل البدائل الممكنة لأمور واقعية، وهنا ستكتشف أنك تستطيع أن تضيف أشياء جديدة تعوض بها جوانب من الواقع الذي تعيشه. حاول أن تربي في نفسك نهم القراءة، فحين نقرأ نتخيل ما تشير إليه العبارات، وفي ذلك مستوى من مستويات التنمية الخيالية. حاول أن تنطلق من حدث أو أحداث، فتضيف إليها ما يجعلها تمتد نحو نتيجة معينة، وهنا مفتاح التخيل في الأعمال السردية. اجعل في جدولك اليومي حصة خاصة بالتدرب على التخيل وحدك، أو مع ثلة من أصدقائك، بحيث تستخدمون التخيل من أجل ارتجال خطبة أو مسرحية أو حوار. بعض الأفلام قد تساعدك على اكتساب وتنمية ملكة الخيال، خاصة أفلام الرعب والمغامرات، إلى جانب الرسوم المتحركة، ولكن قراءة القصص والروايات والحكايات أنجع وأنفع من أجل تنمية الخيال.
شكرني التلميذ وكله حماس لتنمية خياله، وغادرني بعد أن صافحني، وتمنيت له التوفيق والفلاح.
لحسن ملواني
كاتب مغربي. يعبّر عن نفسه بالقول "الإبداع حياة".
لحسن ملواني