نفذت قوات خاصة تركية، فجر اليوم السبت، عملية إنزال على جبل "شاقولي"، الواقع في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك العراقية الحدودية مع تركيا، وذلك ضمن إطار العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية منذ منتصف الشهر الماضي لملاحقة مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه أنقرة على لائحة الإرهاب.
وقالت وسائل إعلام كردية إن القوة التركية استقرّت على الجبل بعد تنفيذ عملية إنزال واسعة في المنطقة، ضمن محيط الجبل الواقع ضمن بلدة داكار في قضاء زاخو.
وأكد رئيس بلدة داكار زيرفان موسى، أن قوة تركية نفذت عملية إنزال فوق جبل شاقولي، مشيراً في تصريح صحافي، إلى قيام مروحيتين تركيتين بحماية تلك القوة، ولم يحدّد موسى عدد عناصر القوة التركية التي وصلت إلى الجبل، لكن مصادر أمنية في إقليم كردستان قالت لـ"العربي الجديد"، إن نزول القوة التركية كان في عمق مناطق تواجد مقاتلي "حزب العمال الكردستاني"، مؤكداً أن مقاتلي الحزب يتواجدون في عدد من القرى الحدودية التابعة لمدينة زاخو.
نزول القوة التركية كان في عمق مناطق تواجد مقاتلي "حزب العمال الكردستاني"
وبحسب المصادر نفسها، فإن خسائر تكبّدها مسلحو "حزب العمال الكردستاني" خلال الساعات الماضية، بعمليات نفذتها وحدات خاصة تركية في مناطق عدة من شمالي العراق، سبقت عملية الإنزال على جبل شاقولي الذي أحكم الأتراك السيطرة عليه.
وطلب نائب رئيس لجنة الأمن في برلمان إقليم كردستان بالانبو محمد، من مقاتلي "العمال الكردستاني" عدم التجول في المناطق المكتظة بالسكان، مبيناً في حديث نقلته وسائل إعلام كردية، أن الحزب لا يراعي الصفة المدنية لهذه المناطق، الأمر الذي تسبب بإلحاق الأذى بالمدنيين.
ولفت إلى أن متابعة برلمان إقليم كردستان لأسباب القصف التركي لمناطق بالإقليم أظهرت وجود مفارز من "العمال الكردستاني" تتجول في مناطق مدنية، الأمر الذي عرّضها للقصف، داعياً الحزب إلى التعامل بعقلانية، وتغيير تحركاته في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم.
والخميس الماضي، قالت مصادر أمن في مدينة دهوك، إنّ قصفاً تركياً استهدف أهدافاً مفترضة لمسلحي حزب "العمال الكردستاني"، في حفتانين وشيلادزي، شمال أربيل وشرقي دهوك من دون معرفة حجم الخسائر والأضرار التي نجمت عن القصف، بينما أقر حزب "العمال الكردستاني"، في بيان له نقلته وسائل إعلام كردية، بمقتل ثلاثة من عناصره في منطقة خانتور، شمال أربيل، بقصف تركي استهدف موقعاً لهم.
يشار إلى أن الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان سبق أن دانتا العملية العسكرية التركية شمال البلاد، وطالبتا أنقرة بوقفها وعدم انتهاك الأراضي العراقية، في وقت تؤكد السلطات التركية أنّ عملياتها تنفذ انطلاقاً من مبدأ الدفاع عن النفس، إذ يتخذ حزب "العمال الكردستاني" الأراضي العراقية منطلقاً لشن هجمات داخل تركيا، مطالبةً بغداد بالتحرك نحو الحزب وإنهاء وجوده على أراضيها.