القضية الفلسطينية في عيون الليبيين

11 ديسمبر 2014
بإمكانك أن ترى البريق في العيون عند ذكر فلسطين(أ.ف.ب)
+ الخط -

كفتاة ليبية أسأل نفسي، كيف لا أشعر بالانتماء للقضيّة الفلسطينية وأنا قد عرفت تاريخ المجاهدين الليبيين الذين لم يرضوا الوقوف متفرّجين في حرب 1948، بل كانوا بين أول المتطوعين في صفوف المقاومة الفلسطينية، استشهدوا جنباً إلى جنب إخوانهم فوق تراب الأرض المقدّسة، وهكذا كان الماضي.

أما على مدى أعوام، فوحدهم أبطال فلسطين من كان يُحدث الفرق الحقيقي، في حين أننا نسينا البطولات والتضحيات حتّى أربع سنين ماضية عندما اشتعلت الثورات العربية.. واندلعت الثورة في ليبيا.

فأمكنني أن أتخيّل كيف كانت مشاعر الثوّار وهم يحملون السّلاح من أجل استرداد الحقوق المنهوبة ومن أجل أجلّ الغايات.. الحريّة. وكيف اتّخذوا من بطولات الشعب الفلسطيني أمثلة في الشجاعة والتضحية وقوّة العقيدة، فحقّقوا ما لم يتحقق طوال سنين طوال.

حماسة أهل فلسطين مكّنتني من فهم أثر ثورات الرّبيع العربي على آمالهم وكأنها الخطوة الأولى نحو النّصر قد أخذت مكانها وأخيراً، والغريب كيف كان التشابه الكبير في البطولات بين حرب التحرير الليبية من احتلال القذافي ودفاع حماس عن الأرض المقدسة من الاحتلال الإسرائيلي.

ثمّ حصار وقصف مدينة مصراته الليبيّة، وكيف تشابه بحصار وقصف غزّة، وذُهلت برؤية ما كتبه الشباب الفلسطيني على الجدار العازل في غزّة "مصراته الصّمود". كأنّه تأكيد على وحدتنا وسموّ قضيّتنا الواحدة.

وكان للقضية الفلسطينية حضور بين الشباب الليبي، فمع كل حدث تجد الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي، الوقفات التضامنية، وحملات جمع التبرعات. كان بإمكانك أن ترى البريق في العيون عندما يتحدثون عن القضية وكأنها قضية وطن واحد، وهي الحقيقة، وأظن أن أهم إرهاصات الثورة الليبية كانت القضية الفلسطينية والحرب على غزّة.

وسائل التواصل الاجتماعي كانت عاملاً مهمّاً في الحفاظ على العلاقة بين الشعبين، فبتواصل الشباب اندمجت القضايا، ويمكنني أن أتذكّر كيف كان كل من على الـ(فيسبوك) قد غيّر صورته الشخصية بصورة الأسير في فترة إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، ولا تخلو قائمة الأصدقاء للشاب الليبي من صديق أو أكثر من فلسطين.

لذا.. لم تغب القضية ولا حلم تحرير الأرض المقدّسة، حتى في أحلك الأوقات، ولم تنطفئ الشعله حتى مع محاولات من يساند إسرائيل المستمرّة لقتل روح الثورة في دول الربيع العربي.

وفي حرب أخرى أشدّ ومع تجربة العيش على أنغام الانفجارات والقصف أستطيع أن أشعر ولأوّل مرة بقدر بسيط من حجم ما عاناه أهل غزّة، ولست وحدي. فعندما تتجمّع العائلة في المنزل وزجاج المنزل يهتزّ من قوة القصف يحدّق بعضهم في بعض وأحدهم يعلّق "هذا لا شيء مقارنة بما حدث لأهالي غزّة". فآلام شعب فلسطين هي آلامنا.

*ليبيا

المساهمون