تمر الليالي بلا نوم على كثير من المحاصرين في أقبية الغوطة الشرقية، من جراء القصف المتواصل منذ أسابيع، ما يزيد من الضغط النفسي والجسدي على المدنيين الذين لا يملكون قوت يومهم، ولا يعرفون مصيرهم في اليوم التالي.
تضم أم عمار، المحاصرة في الغوطة، أبناءها الثلاثة إلى صدرها علهم يشعرون بالأمان وينامون، في ظل دوي انفجارات القذائف التي تهز الأرض من تحتهم وتنير السماء من حولهم. وتقول لـ"العربي الجديد": "مرت ليال عدة من دون أن ننام. أخاف على أطفالي، بسبب القلق، باتوا يعانون من إعياء دائم، كما أننا لا نجد ما نأكله".
بدوره، يوضح أبو بشير أن "القصف يتركز يوميا في الليل على مناطق محددة، وكأن النظام لا يريدنا أن ننام، فتجد الناس عيونهم محمرة والإرهاق واضح على وجوههم. لا يكفي الناس الجوع، بل تحالف عليهم الجوع والأرق، وكأنه نوع إضافي من التعذيب".
ويضيف "أطفالي يحارون كيف يمكن أن يجدوا السبيل إلى النوم. في ليلة القصف المكثف يتجمعون تحت غطاء واحد ويمسكون بعضهم البعض. غالبا ينامون من شدة الإعياء، أما أنا وأمهم فتسهو أعيننا للحظات، لنستيقظ على دوي انفجار قذيفة أو صاروخ يسقط على المنطقة".
كذلك الحال بالنسبة لسعاد، التي تقبع مع عائلتها في أحد أقبية الغوطة إلى جانب خمس عائلات، وتقول "غالبا لا نعرف النوم في الليل بسبب القصف الشديد. في كل لحظة أشعر بأن هناك قذيفة ستطمرني في مكاني. عادة أمضي ليلتي وأنا أتخيل سقوط البناء فوقي".
كما تلفت إلى أن "القصف في الليل له طابع خاص، قد يكون سببه الظلام الدامس الذي يسود المكان. نخشى إن أشعلنا أي ضوء أن يتسرب منه شيء للخارج فنكون هدفا لغارة جوية. حين يشع ضو انفجار بعض القذائف، ألمح أعين عائلتي الجاحظة، لكن دون أن يحاول أحد منهم الحديث".