الفنان المصري أحمد فهمي: الإنتاج الفني مرهون بمؤشرات الإقتصاد

17 سبتمبر 2014
تدهور الاقتصاد ينعكس على الإنتاج الفني(أرشيف/getty)
+ الخط -
قال الفنان المصري أحمد فهمي، في حوار مع "العربي الجديد" إن الأوضاع السياسية والاقتصادية أثرت على واقع الإنتاج الفني في مصر، مشيراً الى أن الوطن العربي كان يعاني اقتصادياً قبل ثورات الربيع، وبأن الأمور كانت تسير باتجاه يدعو للقلق.

*من خلال عملك في المجال الفني كمطرب وممثل، هل تأثر الفن والغناء بما يحدث على الصعيدين السياسي والاقتصادي؟.

قبل الأزمات الأخيرة في مصر، والوطن العربي، بما يتعلق بالجانب السياسي والاقتصادي كانت هناك بوادر أزمة في الانتاج، بل كانت هناك أزمة بالفعل، وبالتالي فإنه من المؤكد عندما تحدث أزمة في الاقتصاد أن الفن سيتأثر، فقبل ثورات الربيع العربي، كانت الأمور تسير باتجاه يدعو بشكل كبير إلى القلق لأن هناك أكثر من شركة إنتاج أغلقت أبوابها تماماً، وأعلنت انسحابها من عالم الفن، سواء في الغناء أو الإنتاج الدرامي والتلفزيوني، وعندما اندلعت ثورات الربيع العربي تأثرت كل المجالات.

*هل أثّرت الأحداث السياسية، أم أن الإنتاج الفني قبل حدوث الازمات بدأ يتأثر ربما بأسباب أخرى؟

لاشك أن الأحداث السياسية أثّرت، ولا شك اأنه بسبب الأحداث السياسية من الطبيعي أن تهدأ عجلة الإنتاج الفني والغنائي، وهو ما حدث بالفعل، وعانى الفن كثيراً، وأعتقد بأنه سيعاني لمدة أطول من أي مجال آخر، لأنه مبني في الاأاس على الحالة المزاجية للشعوب العربية، التي تأثرت هي الأخرى بالأحداث والأزمات المتتالية، ومن ثم فإن الفن سينتظر حتى تستقر الأمور على الصعيد الاقتصادي، لكي يعود إلى ما كان عليه منذ سنوات.

* تقصد أن الأزمات الاقتصادية والسياسية أثّرت على المزاج العام، وهو ما جعل الجمهور لا يلتفت كثيراً إلى الفن؟

بالطبع، الأزمات التي لاحقت الشعب المصري على سبيل المثال كانت كفيلة بأن تجعل حالته المزاجية في الفترات الأخيرة غير مهيأة لاستقبال مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، غير أن شركات الإنتاج نفسها تعرف أن مجرد إنتاج أي عمل فني أو غنائي هو مخاطرة في حد ذاتها.

* أتعتقد أن المواطن العربي، أو المصري، بات مهتماً بأمور مختلفة عن الأمور الفنية مثلاً، وأصبح همه لقمة العيش؟

الشعب يبحث عن قوت يومه وسط الأزمات المعيشية، والاجتماعية، ويتابع ما يجري على المستوى السياسي ويتابع الحلول المؤقتة للأزمات الراهنة، فهناك أزمات كثيرة في مصر، منها أزمة "رغيف العيش"، وأزمة انقطاع الكهرباء المستمر، وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، والمنتجات الغذائية، والسولار، وغيرها من الأمور المعيشية الهامة، وكل هذه الأزمات من شأنها أن تغير الحالة المزاجية لأي شعب مهما كانت طاقته.

* لكن هناك عشرات المسلسلات وعدداً كبيراً من الأفلام عرضت خلال شهر رمضان الماضي، وفي عيد الفطر المبارك، فما هو تعليقك على هذا الموضوع؟ أو كيف تقرأ هذا الواقع؟

لا شك أن الوضع حالياً أصبح في تحسن، ولو أنه نسبياً ضعيف، ولكنه أفضل مما كان، ولو تحدثنا عن مسلسلات رمضان، فالشهر الفضيل يعتبر موسماً للاعمال الدرامية، وأيضاً العيد يعتبر موسماً للأفلام السينمائية، وبالتالي ترتفع حركة الإنتاج الفني.

* برأيك، في شهر رمضان عادة ترتفع حركة الإنتاج الفني، سواء أكان الوضع سيئاً أم جيداً؟

في الحقيقة، في شهر رمضان يعتاد المواطن أن يشاهد المسلسلات والبرامج لأن ذلك بطبيعة الحال، يعد من العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية المعتادة، وفي الأعياد يخرج الجمهور للاستمتاع بالعيد، ومن ثم فإن هناك أسراً وعائلات كثيرة تفضل دخول السينما، خصوصاً إذا كانت هناك بعض الأعمال التي يشارك في بطولتها نجوم صف أول، وأصحاب جماهيرية عريضة.
لكن وبالرغم من هذا الإنتاج، لا يستطيع أحد أن ينكر ما تمر به السينما والدراما، والغناء أيضاً، من أزمة نتيجة لما مرت به البلاد من أزمات اقتصادية في الفترة الماضية، وبالتالي لا يمكن الحديث عن تأثيرات سيئة أو إيجابية خلال هذا الشهر.

*برأيك هل سيظل الوضع على ما هو عليه لفترة طويلة؟.

أعتقد أن الأمور ستتحسن مع استقرار الأوضاع في مصر، وأرى أنه مع انفراج الأزمة الاقتصادية والتخلص من الأزمات الخاصة بارتفاع الأسعار وغيرها ستعود الأمور لما كانت عليه، ويعود الفن مرة أخرى.
المساهمون