الفساد يمنع وصول الدواء إلى مرضى السرطان في العراق

25 مايو 2018
مرضى السرطان في العراق يتظاهرون ضد الفساد (فيسبوك)
+ الخط -
تذهب حكومات وتأتي أخرى ولا يتغير شيء من أوضاع مرضى السرطان في العراق، والذين فقد كثرٌ منهم الأمل نتيجة الإهمال الذي يرونه متعمدا من قبل وزارة الصحة التي يصفها بعضهم بـ"وزارة الموت".

وتظاهر عشرات من مرضى السرطان أمام المنطقة الخضراء الحكومية في بغداد، أكثر من مرة خلال الأيام الماضية للمطالبة بتوفير العلاج، والالتفات إلى حالة الموت البطيء التي تمر بهم، إلا أن أيا من مطالبهم لم ينفذ.

يقول أحد المرضى، ويدعى حسن لازم، لـ"العربي الجديد"، إنه مصاب بسرطان الدم منذ ثلاثة أعوام، وإن علاجه لا يتوفر إلا في مدينة الطب ببغداد. "لم أحصل على الجرعات الدوائية المخصصة لي منذ نحو سبعة أشهر، لأن بعض الأطباء يسرقونها ويبيعونها في السوق السوداء بالتعاون مع إدارات المستشفيات ومسؤولين بوزارة الصحة".

وتابع: "حاولت شراء واحدة من الجرعات نصف الشهرية، لكنني لم أستطع بسبب غلاء سعرها"، مؤكدا أن أحد تجار السوق السوداء طلب منه مبلغ 650 ألف دينار (نحو 550 دولارا أميركيا) للجرعة الواحدة.

وأشار إلى أنه استنفد كل ما يملك من مال على العلاج خلال السنوات الماضية، وأنه باع سيارته وأرضه، "وحاليا أعاني من الإفلاس والمرض والفساد مجتمعين".

ويقول زيد الهلالي (29 سنة)، لـ"العربي الجديد"، إن "وزارة الموت" في إشارة إلى وزارة الصحة العراقية، "تحتكر أدوية مرضى السرطان، وتسربها لتجار السوق السوداء الذين يبيعونها بأسعار خيالية. مرضى السرطان يموتون بشكل يومي بسبب الفساد في الوزارة".

وأضاف: "فقدت عملي بسبب المرض، وها أنا اليوم أنتظر دوري لأفقد حياتي"، مبينا أنه يبكي كلما رأى زوجته التي ستصبح أرملة، وأطفاله الثلاثة الذين سيتحولون إلى أيتام، "ناشدنا وتوسلنا قبل تظاهرنا لنوصل صوتنا، ونقول للمسؤولين إننا نحب الحياة كما يحبونها".




ويبكي الحاج أبو علاء بحرقة، حين يتحدث عن معاناة ابنه بهاء البالغ من العمر 13 سنة، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن ولده أصيب بسرطان الدماغ قبل نحو عامين. "كنا نأمل في شفائه، فسافرنا به للعلاج خارج العراق، لكن العلاج لم يأت بنتيجة وأموالنا نفدت"، موضحا أن الفتى اضطر إلى ترك مدرسته بعد أن ساءت حالته الصحية وتغير شكله بسبب فقدان شعره ونحول جسمه.

وسجلت معدلات الإصابة بالسرطان في العراق ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الماضية نتيجة للتلوث البيئي، وقالت تقارير لوزارة الصحة نهاية العام الماضي، إن المعدل السنوي للإصابة بالسرطان بلغ نحو 2500 حالة.

المساهمون