يتجاور الطالبان أيمن جودة وزميله مهند حمودة خلال عرض أوبريت فني على منصة إحدى المدارس شمالي قطاع غزة، وقد ارتديا مع الآخرين الزي الخاص بفريق النشيد المدرسي، والمُزين بالعلم الفلسطيني.
يشكل ترتيب الطلبة إلى جانب بعضهم البعض لوحة متناسقة الأشكال خلال العروض الفنية المتنوعة التي تشهدها مدارس عدة، يحفظ كل منهم دوره، ومهمته، ليخرجوا بعروض فنية مترابطة الفكرة. إذْ تشكّل هذه العروض للأطفال فرصة للتعبير عن ذواتهم ضمن مساحات آمنة تعمل على تطوير مهاراتهم وتحاول مجموعة من مدارس قطاع غزة التنافس في ما بينها، عبر تشكيل فِرق فنية مدرسية، تتنوّع بين عروض الكشاف والأناشيد والدبكة الشعبية الفلكلورية الفلسطينية، إذْ يتم اختيار الطلبة وتوزيعهم على الفرق، وفق مواهبهم وإبداعاتهم المختلفة.
ويقول الطالب، جودة، إنه اشترك في فريق النشيد التابع لمدرسة "الرافعي"، شمال قطاع غزة، لشغفه الكبير بالأناشيد والأغاني الوطنية الفلسطينية. بينما يوضح زميله حمودة أنه طَوّر من أدائه خلال مشاركته في عدد من الأنشطة المدرسية. وشارك الطالب عوني حمودة ضمن العديد من الأنشطة الفنية داخل وخارج المدرسة، عبر مشاركته في مسابقة النشيد الفردي والتي تتم المنافسة فيها على أجمل الأصوات، ويأمل توسيع مشاركاته، ويقول: "حالياً أحاول حفظ أغنية غابت شمس الحق، لأدائها في أقرب وقت".
على أنغام وألحان الأغاني الوطنية والتراثية الفلسطينية، يمسك الطلبة أعضاء فرقة الدبكة المدرسية بأيدي بعضهم البعض لتقديم عرض فلكلوري، يؤدون فيه حركاتهم متشحين بالكوفية السوداء، واللباس الفلسطيني القديم. ويجاور كتف الطالب أحمد قرموط، كتف زميله عماد الحج علي، من فريق الدبكة الشعبية الطلابية، خلال تقديم عرض على أغنية "فلسطين تاج عَ الراس"، والتي تم تقديمها مع عدة عروض أمام زملائهم الطلبة. ويقول قرموط لـ "العربي الجديد" إنه يجد متعة كبيرة في أداء حركات الدبكة الشعبية الفلسطينية، بينما يوضح صديقه الحج علي أنه اكتسب القدرة على أداء مزيد من الحركات التي تعلمها خلال التدريبات، وأثناء العروض التي يتم تقديمها.
تخصص مجموعة من مدارس القطاع مساحةً للطلبة المتميزين للمشاركة في فرق فنية يتم تطوير أدائها بشكل متواصل لتقديم العروض الداخلية، والتي تؤهلها للمشاركة في العروض والأنشطة الخارجية. ويقول مشرف الأنشطة اللاصفية في مدرسة الرافعي شمال قطاع غزة، أحمد المقيد، إنه تتم العناية ببالأنشطة التي يتم تنفّذ خارج الغُرف والفصول الدراسية، من ألعاب ترفيهية، أو دبكة شعبية أو عروض كشافة وغيرها، بهدف كسر الروتين، وتطوير أداء الطلبة في مختلف المجالات.
أما في ما يتعلق باختيار الطلبة المشاركين في الفرق الفنية المدرسية، فيوضح لـ"العربي الجديد" أن المدرسة تقوم بتشكيل مسابقة تتيح المجال لمشاركة جميع الطلبة، ويتم اختيار الطلبة المميزين عن طريق لجنة تقييم. ويحاول القائمون على اختيار الطلبة التركيز على الإبداعات والمواهب المتنوعة، بغرض تطويرها، وكسر الحاجز بينهم وبين المدارس، إلى جانب كسر رهبة الوقوف أمام جمهور، وعرض مختلف الإبداعات.
تسعى مجموعة من مدارس القطاع، عبر الفرق الفنية، إلى تعزيز الموروث التراثي، من خلال تنفيذ الأنشطة الداخلية، والمشاركة في الأنشطة الخارجية، مع صبغها بنكهتا الوطنية، تحفيزاً للطلبة، وحفاظاً على أهميتها. وتخلق المسابقات التي يتم تنفيذها داخل أسوار المدرسة حالة من التنافس بين الطلبة في ما بينهم، كذلك توجد حالة من المنافسة بين المدارس في المسابقات الفنية والتراثية والوطنية المتنوعة التي تنظمها مديريات التربية والتعليم في محافظات قطاع غزة الخمس.