17 نوفمبر 2024
الغوطة محطة حربية
تقول الأخبار الواردة من الغوطة الشرقية في ريف دمشق إن خمسة محاور هي مرتكزات هجوم جيش النظام السوري عليها، هذه المحاور هي مدن وقرى كانت قبل سنين مرادفة للربيع والخضرة والمنتجات الحقلية الصيفية، وأصبحت اليوم مرجعاً لنشرات الأخبار التي تذيع أنباء الحصار والقتل والدمار.. يمهد النظام لهجومه على الغوطة بقصف عنيف بالطيران والبراميل المتفجرة.
قد يكون قرار مجلس الأمن الذي فرض وقفاً للعمليات الحربية في سورية مدة شهر جزءاً من التمهيد المدفعي والغارات الجوية التقليدية التي تسبق الهجوم البري، فلم تمضِ ساعات على القرار، حتى كانت الوحدات البرية ومدرعات النظام تهاجم الخاصرة الدمشقية التي تسمى الغوطة الشرقية، وتختار المناطق البعيدة نسبياً عن دوما عاصمة هذا القطاع، هناك حيث بلدتا النشابية وحزرما. يحاول النظام اقتطاع جزء من الغوطة، قبل أن يبدأ بقضم الجزء التالي وفق تقليد عسكري مكرّر يستخدمه جنراله المفضل سهيل الحسن. وبالإضافة إلى هذا الجهد العسكري الذي تُستعمل فيه كل صنوف الأسلحة، هناك الجانب السياسي والإنساني وظروف الحصار التى تساهم في سقوط المناطق.
استقرت المعارضة المسلحة في الجيب الواسع شرق دمشق، وسيطر جيش الإسلام على مدينة دوما والقرى القريبة منها. ومن هناك، توسعت المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها وزاد عدد قواته، حتى بات يقيم استعراضاتٍ عسكرية حاشدة. أما القسم الجنوبي، فوقع تحت إدارة فيلق الرحمن. لا يتمتع هذان الفصيلان بحسن جوار مع بعضهما، على الرغم من صغر الرقعة الجغرافية التي يرتكزان فوقها، فلطالما نشبت المعارك بينهما، إلى جانب محاولة كل منهما استقطاب الجماعات الصغيرة المسلحة الموجودة في المنطقة. أما حرستا فتستقر فيها حركة أحرار الشام التي تشكل هدفاً مفضلاً للنظام في المرحلة الأولى، وهي تمثل أحد المحاور الخمسة التي باشر النظام بالهجوم عليها، فهناك وجودٌ صغير لجبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وهو فصيل يعتبره الجميع إرهابياً، ما قد يشكل حجةً يستفيد منها النظام عند تنفيذ هجومه، لأن القرار الدولي بوقف النار يستثني التنظيمات الإرهابية.
تطوّق قوات النظام الغوطةَ الشرقية بشكل شبه محكم منذ مدة طويلة، ما يفرض على الموجودين في الداخل إرهاقاً وجوعاً، سواء كانوا من المقاتلين أو المدنيين، وتعرّضت المنطقة بأسرها إلى هجومٍ منتقى بعناية يلتقط النقاط الموجعة التي تحوي المستشفيات ونقاط التجمع والأسواق، فتهطل عليها القذائف والبراميل بشكل منتظم، بقصد رفع عدد الضحايا المدنيين، وإشغال الموجودين هناك بأعمال الإغاثة، ما يعني خروج العدد الأكبر من المقاتلين عن القدرة على خوض المعركة، ثم سيعمد النظام إلى حرب القضم، فيعزل المناطق الصغيرة، ويبدأ بالأحزاب أو التجمعات التي تعد إرهابية، فيسرح ويمرح هناك، وعينه على مدينة دوما، وخلال الطريق إليها لن يكترث بشيء، وسيغمض المجتمع الدولي عينيه، عما يُهرس من الضحايا والأبرياء.
الغوطة الشرقية محطة حربية جديدة، تأتي بعد عدة محطات حزينة ودامية، وذات طبيعة تطهيرية أيضاً، بدءاً بالقصير إلى داريا، ثم حلب وباقي المدن والبلدات، ولن يكون مصير الغوطة شاذّاً عما أصبح مألوفاً، فقد تنتهي الأمور بمصالحة ورحيل، أو بتشديد الخناق، ومزيد من الضحايا الأبرياء، وربما مزيد من القرارات الدولية التي تشاكل قرار وقف إطلاق النار الأخير. وفي نهاية المطاف، لا بد من مشهد نزوح جديد إلى وجهةٍ باتت معروفة. يحقق جيش النظام النصر على بنى خالية ونصفها مهدّم، ويزيد عداد انتصاراته على مهيضي الجناح، والمقهورين في مناطقهم، ويمضي المطرودون إلى الشمال، وفي قلوبهم حرقة تكفي لإشعال بركان، لا يخطط النظام حتى الآن لاتقاء ارتداداته التي لن ينفع في منعها ما يجري من تمثيلياتٍ سياسيةٍ في جنيف وأستانة، وأخيراً في سوتشي.
قد يكون قرار مجلس الأمن الذي فرض وقفاً للعمليات الحربية في سورية مدة شهر جزءاً من التمهيد المدفعي والغارات الجوية التقليدية التي تسبق الهجوم البري، فلم تمضِ ساعات على القرار، حتى كانت الوحدات البرية ومدرعات النظام تهاجم الخاصرة الدمشقية التي تسمى الغوطة الشرقية، وتختار المناطق البعيدة نسبياً عن دوما عاصمة هذا القطاع، هناك حيث بلدتا النشابية وحزرما. يحاول النظام اقتطاع جزء من الغوطة، قبل أن يبدأ بقضم الجزء التالي وفق تقليد عسكري مكرّر يستخدمه جنراله المفضل سهيل الحسن. وبالإضافة إلى هذا الجهد العسكري الذي تُستعمل فيه كل صنوف الأسلحة، هناك الجانب السياسي والإنساني وظروف الحصار التى تساهم في سقوط المناطق.
استقرت المعارضة المسلحة في الجيب الواسع شرق دمشق، وسيطر جيش الإسلام على مدينة دوما والقرى القريبة منها. ومن هناك، توسعت المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها وزاد عدد قواته، حتى بات يقيم استعراضاتٍ عسكرية حاشدة. أما القسم الجنوبي، فوقع تحت إدارة فيلق الرحمن. لا يتمتع هذان الفصيلان بحسن جوار مع بعضهما، على الرغم من صغر الرقعة الجغرافية التي يرتكزان فوقها، فلطالما نشبت المعارك بينهما، إلى جانب محاولة كل منهما استقطاب الجماعات الصغيرة المسلحة الموجودة في المنطقة. أما حرستا فتستقر فيها حركة أحرار الشام التي تشكل هدفاً مفضلاً للنظام في المرحلة الأولى، وهي تمثل أحد المحاور الخمسة التي باشر النظام بالهجوم عليها، فهناك وجودٌ صغير لجبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وهو فصيل يعتبره الجميع إرهابياً، ما قد يشكل حجةً يستفيد منها النظام عند تنفيذ هجومه، لأن القرار الدولي بوقف النار يستثني التنظيمات الإرهابية.
تطوّق قوات النظام الغوطةَ الشرقية بشكل شبه محكم منذ مدة طويلة، ما يفرض على الموجودين في الداخل إرهاقاً وجوعاً، سواء كانوا من المقاتلين أو المدنيين، وتعرّضت المنطقة بأسرها إلى هجومٍ منتقى بعناية يلتقط النقاط الموجعة التي تحوي المستشفيات ونقاط التجمع والأسواق، فتهطل عليها القذائف والبراميل بشكل منتظم، بقصد رفع عدد الضحايا المدنيين، وإشغال الموجودين هناك بأعمال الإغاثة، ما يعني خروج العدد الأكبر من المقاتلين عن القدرة على خوض المعركة، ثم سيعمد النظام إلى حرب القضم، فيعزل المناطق الصغيرة، ويبدأ بالأحزاب أو التجمعات التي تعد إرهابية، فيسرح ويمرح هناك، وعينه على مدينة دوما، وخلال الطريق إليها لن يكترث بشيء، وسيغمض المجتمع الدولي عينيه، عما يُهرس من الضحايا والأبرياء.
الغوطة الشرقية محطة حربية جديدة، تأتي بعد عدة محطات حزينة ودامية، وذات طبيعة تطهيرية أيضاً، بدءاً بالقصير إلى داريا، ثم حلب وباقي المدن والبلدات، ولن يكون مصير الغوطة شاذّاً عما أصبح مألوفاً، فقد تنتهي الأمور بمصالحة ورحيل، أو بتشديد الخناق، ومزيد من الضحايا الأبرياء، وربما مزيد من القرارات الدولية التي تشاكل قرار وقف إطلاق النار الأخير. وفي نهاية المطاف، لا بد من مشهد نزوح جديد إلى وجهةٍ باتت معروفة. يحقق جيش النظام النصر على بنى خالية ونصفها مهدّم، ويزيد عداد انتصاراته على مهيضي الجناح، والمقهورين في مناطقهم، ويمضي المطرودون إلى الشمال، وفي قلوبهم حرقة تكفي لإشعال بركان، لا يخطط النظام حتى الآن لاتقاء ارتداداته التي لن ينفع في منعها ما يجري من تمثيلياتٍ سياسيةٍ في جنيف وأستانة، وأخيراً في سوتشي.