22 سبتمبر 2019
الغنوشي.. رجل الفكر والسياسة
فوزي الحقب (اليمن)
تنبع الحاجة لوجود راشد الغنوشي زعيما لحركة النهضة التونسية، من أنه الأكثر حضوراً في الساحة الشعبية في تونس الخضراء وثورة الياسمين، ويعد الأكثر حيوية ونشاطاً في تفعيل أدوات الرؤية الوطنية، إذ يمتلك المرونة الكافية للتعامل المثمر مع طبيعة الوجهات العديدة، ويمتاز بثبات الحرص الكبير على عرض الأفكار التطويرية لإنجاح مسار التحول الديمقراطي، بما يتواءم مع نظرية التطبيق، فضلاً عن امتلاكه القدرة الناجزة، حين يتطلب الأمر على طرح التصورات الواعية، بكل شمولها، واستيعابها شتى القضايا المطروحة، خلافاً للاعتقاد الذي ساد في وعي النخب العتيقة، على تنوع أفكارها الملتبسة.
وعند الحديث عن زيادة الثقة في مواقف متعلقة بإصلاح النظام السياسي، يقدم صاحب الفكر المستنير تنازلاتٍ كبيرة، بوصفه واعياً لخطورة التحديات الماثلة، ولاعتقاده المطلق بأن التمثيل الوطني الصحيح يأتي من تعبيد مسار المسلك، والانتصار لقيم التداول السلمي للسلطة، بما يؤسس لنجاح الثورة الشعبية، ويلبي طموحاتها المشروعة، وصولاً إلى بلوغ مستقبلها الواعد. وعلى الرغم من مراحل التغيرات العاصفة التي قضت على منجزات الظروف الذاتية لمكتسبات التغيير في عالمنا العربي الذي شهد ثورات مماثلة، نجح، هو الآخر، مع بعض القوى الوطنية التي تتفق معه، بتنفيذ استراتيجية النضال، من خلال تحويل المتاعب الطارئة إلى تماسك وقائي، يوازن بين الحاجة التمثيلية والواجب المتبع للقيام بالمهمة التاريخية، والتي جرى تشكيلها، في ما بعد، على جوهر نجاحات متتالية.
ويتحاشى الغنوشي الوقوع في نزاعات مرهقة، ويتصف بحكمة المجادلة الحسنة في مواطن قابلة لتجاذبات حزبية، لا يقيم عداواتٍ تاريخية مع أحد، ولا يقبل المخاطرة في ظروف بالغة الحساسية، يعمل بجد واجتهاد مع أنصار حركته المستنيرة على توفير الأجواء المصاحبة للبيئة المشتركة، ويحمل هموم الجميع، حتى ولو ناصبه بعض منهم الجفاء، وأوغلوا بالخصومة السياسية.
تمتاز آراؤه بالجرأة الناقدة، وتكون مدعومةً بحسن الثقة والاطمئنان في تقييم أدائها المنتظر، لا أحد يكره سماعه، بل غالباً ما يستوقف الجميع حين يتحدث، ويزيدهم شغفاً وفضولاً لمتابعة ما يمكن تقديمه من خبرةٍ ناضجة. سماته أيضاً مميزة في فضائلها، وتلقى تأييداً واسعاً من قطاعات مختلفة من الناس، وحدود محبته تجاوزت أقطاره العربية، وأصبح مكسباً لكل التواقين لأشواق الحرية في كل العالم وثراءً وفيراً لمنبع الفكر الأصيل.
أخيراً، لا أستطيع الإلمام بنهج الأداء المصاحب لحالاتٍ عديدة، يصعب حصرها هنا، بقدر ما أريد أن أنقل لكم مشاعر السعادة المطلقة بهذا المفكر العظيم الذي جاء مرشداً لطموحنا المتفائل، والتقى مع حاجتنا التامّة، حيث غدا مدعاةً للافتخار في تقديم النماذج المكتسبة. وعلى من أطنب بالوهم في غير مكانه الصحيح الرجوع إلى ثمار التجارب الملهمة، حينما تغدو ضرورة ملحّة لكل زمانٍ وجب إصلاحه!
وعند الحديث عن زيادة الثقة في مواقف متعلقة بإصلاح النظام السياسي، يقدم صاحب الفكر المستنير تنازلاتٍ كبيرة، بوصفه واعياً لخطورة التحديات الماثلة، ولاعتقاده المطلق بأن التمثيل الوطني الصحيح يأتي من تعبيد مسار المسلك، والانتصار لقيم التداول السلمي للسلطة، بما يؤسس لنجاح الثورة الشعبية، ويلبي طموحاتها المشروعة، وصولاً إلى بلوغ مستقبلها الواعد. وعلى الرغم من مراحل التغيرات العاصفة التي قضت على منجزات الظروف الذاتية لمكتسبات التغيير في عالمنا العربي الذي شهد ثورات مماثلة، نجح، هو الآخر، مع بعض القوى الوطنية التي تتفق معه، بتنفيذ استراتيجية النضال، من خلال تحويل المتاعب الطارئة إلى تماسك وقائي، يوازن بين الحاجة التمثيلية والواجب المتبع للقيام بالمهمة التاريخية، والتي جرى تشكيلها، في ما بعد، على جوهر نجاحات متتالية.
ويتحاشى الغنوشي الوقوع في نزاعات مرهقة، ويتصف بحكمة المجادلة الحسنة في مواطن قابلة لتجاذبات حزبية، لا يقيم عداواتٍ تاريخية مع أحد، ولا يقبل المخاطرة في ظروف بالغة الحساسية، يعمل بجد واجتهاد مع أنصار حركته المستنيرة على توفير الأجواء المصاحبة للبيئة المشتركة، ويحمل هموم الجميع، حتى ولو ناصبه بعض منهم الجفاء، وأوغلوا بالخصومة السياسية.
تمتاز آراؤه بالجرأة الناقدة، وتكون مدعومةً بحسن الثقة والاطمئنان في تقييم أدائها المنتظر، لا أحد يكره سماعه، بل غالباً ما يستوقف الجميع حين يتحدث، ويزيدهم شغفاً وفضولاً لمتابعة ما يمكن تقديمه من خبرةٍ ناضجة. سماته أيضاً مميزة في فضائلها، وتلقى تأييداً واسعاً من قطاعات مختلفة من الناس، وحدود محبته تجاوزت أقطاره العربية، وأصبح مكسباً لكل التواقين لأشواق الحرية في كل العالم وثراءً وفيراً لمنبع الفكر الأصيل.
أخيراً، لا أستطيع الإلمام بنهج الأداء المصاحب لحالاتٍ عديدة، يصعب حصرها هنا، بقدر ما أريد أن أنقل لكم مشاعر السعادة المطلقة بهذا المفكر العظيم الذي جاء مرشداً لطموحنا المتفائل، والتقى مع حاجتنا التامّة، حيث غدا مدعاةً للافتخار في تقديم النماذج المكتسبة. وعلى من أطنب بالوهم في غير مكانه الصحيح الرجوع إلى ثمار التجارب الملهمة، حينما تغدو ضرورة ملحّة لكل زمانٍ وجب إصلاحه!
مقالات أخرى
21 اغسطس 2019
15 أكتوبر 2018
06 يونيو 2018