22 سبتمبر 2019
الرياض.. ضياع الوجهة
فوزي الحقب (اليمن)
على مختلف الاتجاهات والمواقف المرتبطة بقضايا شؤونها الداخلية ومحيطها العربي عامة، تعيش مملكة آل سعود، في هذه الفترة بالذات، وضعاً مضطرباً إزاء التحديات والأحداث المشتركة.
وبشكل عام، يعبّر واقع الحال فيها عن تناقضات رئيسية مع جملة المبادئ الأساسية للتصورات الثابتة، باعتبار أنّ ما تحتاج إليه، في خاتمة المطاف، لا يحمل النتائج المرجوة التي حاربت من أجلها، بل يمكن التنبؤ بها من طبيعة تعاطيها الساذج مع ما يجري حولها، وهو أمر ملاحظ بوضوح، إذ تؤدي سياستها إلى توسيع العداوات الشاملة التي تؤدّي إلى انفجار المجتمعات والشعوب العربية في وجهها.
وبين ثنائية الحاجة لمتغيرات العصر وثوابت المرجعية التاريخية التي مثّلتها الأسرة الحاكمة ومصالحها، نشأ صراعٌ جذري داخل المنظومة الحاملة تمثيل الاعتقاد التقليدي وبين منحى السلطة الخارجة عن عباءتها، انعكس تأثيرها سلبياً على حقيقة بعدها القومي في المسائل المصيرية، وتجلّى ذلك التفاوت الغريب في تذبذبها الواضح من طبيعة علاقاتها بالأهداف المرحلية وأفق تماسكها في المستقبل القريب.
والمفارقة هنا أنّ السعودية لا تبحث عن تعبئة منظّمة لنجاح مواجهتها في دفة الصراع وإدارة الأزمات المحدقة بها، بل تُمعن في البحث عن صراعاتٍ أخرى يجري التحرّك على أساس معاداتها، حتى ولو تعارضت دوافعها مع جميع المواقف المرتبطة بمستقبل الصراع والأحداث الجارية.
وعلى الرغم من الطاقة التي تُبذل في إطار الفعل الموازي للهوية المشتركة، كما هو ملاحظ عند توجهات بالغة الأهمية ضمن الصعيد الواحد، إلا أنّ الذهنية لا تزال قاصرة في عمومها عن استيعاب النتائج المترتبة عن الأفعال الناجحة، والتي تختلف كلياً عن البدائل المطروحة التي تسعى إلى الاستعانة بها هنا أو هناك. ولعل ما في التوجهات القائمة أنها غير جديرة بحسب ما نأمله منها من تفاهماتٍ في جميع القضايا، حيث لم تعد مقبولةً بما يسمح به المجال العام من ملامح استشرافية للفكرة القومية الموحدة، إذ كان عليها في هذه المرحلة التي تهمنا أن تأخذ في حسبانها التحقق الفعلي لصالح الخيار الأنجح، بدلاً من مضاعفة فوبيا الخصومة التي تراكمت داخل تفكيرها السياسي.
هروبها نحو الأمام هو منزع تبريري للتخلص من العبء الذي أثقل كاهلها، لكنها في الأسباب المتعلقة بالاستراتيجية لا تتوقف مصيبتها عند واقع هذا الهروب، بل هي مقدمة لجلب الأخطار على نفسها من أوسع أبوابها، إذ لم يعد يُخفى هذا الشعور، طالما أن نتائج تفاعلها تدفع إلى تأزم العلاقات المصيرية ببعضها بعضا وتُصادم واقع الحياة وسنن التأريخ.
وبشكل عام، يعبّر واقع الحال فيها عن تناقضات رئيسية مع جملة المبادئ الأساسية للتصورات الثابتة، باعتبار أنّ ما تحتاج إليه، في خاتمة المطاف، لا يحمل النتائج المرجوة التي حاربت من أجلها، بل يمكن التنبؤ بها من طبيعة تعاطيها الساذج مع ما يجري حولها، وهو أمر ملاحظ بوضوح، إذ تؤدي سياستها إلى توسيع العداوات الشاملة التي تؤدّي إلى انفجار المجتمعات والشعوب العربية في وجهها.
وبين ثنائية الحاجة لمتغيرات العصر وثوابت المرجعية التاريخية التي مثّلتها الأسرة الحاكمة ومصالحها، نشأ صراعٌ جذري داخل المنظومة الحاملة تمثيل الاعتقاد التقليدي وبين منحى السلطة الخارجة عن عباءتها، انعكس تأثيرها سلبياً على حقيقة بعدها القومي في المسائل المصيرية، وتجلّى ذلك التفاوت الغريب في تذبذبها الواضح من طبيعة علاقاتها بالأهداف المرحلية وأفق تماسكها في المستقبل القريب.
والمفارقة هنا أنّ السعودية لا تبحث عن تعبئة منظّمة لنجاح مواجهتها في دفة الصراع وإدارة الأزمات المحدقة بها، بل تُمعن في البحث عن صراعاتٍ أخرى يجري التحرّك على أساس معاداتها، حتى ولو تعارضت دوافعها مع جميع المواقف المرتبطة بمستقبل الصراع والأحداث الجارية.
وعلى الرغم من الطاقة التي تُبذل في إطار الفعل الموازي للهوية المشتركة، كما هو ملاحظ عند توجهات بالغة الأهمية ضمن الصعيد الواحد، إلا أنّ الذهنية لا تزال قاصرة في عمومها عن استيعاب النتائج المترتبة عن الأفعال الناجحة، والتي تختلف كلياً عن البدائل المطروحة التي تسعى إلى الاستعانة بها هنا أو هناك. ولعل ما في التوجهات القائمة أنها غير جديرة بحسب ما نأمله منها من تفاهماتٍ في جميع القضايا، حيث لم تعد مقبولةً بما يسمح به المجال العام من ملامح استشرافية للفكرة القومية الموحدة، إذ كان عليها في هذه المرحلة التي تهمنا أن تأخذ في حسبانها التحقق الفعلي لصالح الخيار الأنجح، بدلاً من مضاعفة فوبيا الخصومة التي تراكمت داخل تفكيرها السياسي.
هروبها نحو الأمام هو منزع تبريري للتخلص من العبء الذي أثقل كاهلها، لكنها في الأسباب المتعلقة بالاستراتيجية لا تتوقف مصيبتها عند واقع هذا الهروب، بل هي مقدمة لجلب الأخطار على نفسها من أوسع أبوابها، إذ لم يعد يُخفى هذا الشعور، طالما أن نتائج تفاعلها تدفع إلى تأزم العلاقات المصيرية ببعضها بعضا وتُصادم واقع الحياة وسنن التأريخ.
مقالات أخرى
21 اغسطس 2019
24 مارس 2019
06 يونيو 2018