وضع المواطن الغزّي أبو محمد السويركي أنبوبة الغاز في طابور طويل داخل إحدى محطات التعبئة في مدينة غزة، وقد بدا الضجر واضحاً على ملامحه لإدراكه أنه لن يستعيد أنبوبته إلا بعد فترة طويلة، بسبب أزمة الغاز التي يعاني منها قطاع غزة.
حال المواطن السويركي، ينسحب على مئات العائلات الغزّية التي تعاني من أزمة الغاز المتفاقمة والخانقة؛ نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي والتحكم في المعابر المؤدية إلى القطاع وتحديداً معبر كرم أبو سالم التجاري، وهو المنفذ الوحيد لإدخال البضائع التي تحدد إسرائيل كمياتها.
ومعبر كرم أبو سالم، غير مجهز بالشكل المطلوب لتوفير احتياجات نحو مليوني مواطن فلسطيني في القطاع، يعمل ثماني ساعات يومياً دون يومي الجمعة والسبت، إضافة إلى الإغلاق المتواصل من جانب الاحتلال الإسرائيلي في الأعياد والمناسبات والأحداث، ما يؤثر بشكل مباشر على أهالي القطاع واحتياجاتهم.
ويقول السويركي لـ "العربي الجديد" إن عائلته تضطر إلى إشعال الحطب من أجل طهي الطعام في الفترة التي ينفد فيها الغاز من البيت، خاصة وأن الأسطوانة تستغرق وقتاً طويلاً كي يتم تعبئتها مجدداً، بسبب الأزمة الكبيرة والتي تزداد يوماً بعد الآخر.
ويضيف: "أزمة الوقود التي تعاني منها سيارات الأجرة دفعت عددا كبيرا من السائقين إلى تبديل المحركات الخاصة بسياراتهم للعمل على الغاز، ما استهلك كمية من الغاز الذي يعاني النقص أصلاً بسبب التعنت الإسرائيلي على المعابر".
ويؤثر المزاج الإسرائيلي داخل المنفذ التجاري الوحيد لغزة على 30 شركة موزعة للغاز والبترول في القطاع، تضم كل واحدة منها ما بين 10 إلى 50 عاملاً، بعض تلك الشركات لا يعمل سوى مرة واحدة في الأسبوع.
ويقول المتحدث باسم جمعية موزعي البترول في غزة، محمد العبادلة، إنّ الأزمة المتفاقمة منذ بداية العام زادت واشتدت بفعل دخول فصل الشتاء والذي تزيد فيه احتياجات الغاز، في الوقت الذي يشهد أزمة ومعاناة بفعل دخول 200 طن يومياً من أصل 400 طن يحتاجها القطاع، مع توقف المعبر ليومين في الأسبوع والعمل مدة 8 ساعات يومياً، ما يجعل حصيلة العمل 15 يوماً شهرياً، بدلاً من 22 يوماً.
ويؤكد العبادلة لـ "العربي الجديد" أن الشركات الموزعة للبترول والغاز لا يوجد لديها أي مخزون احتياطي، وأنها تقوم بتوزيع الكميات بشكل مباشر، مبيناً أنها تعمل تحت الضغط والتحكم والمزاج الاسرائيلي الذي يقرر أوقات فتح وإغلاق المعبر، والكميات المسموح بها.
ويقول أصحاب الشركات الخاصة بتوريد وتوزيع البترول والغاز في غزة، إنّ الأزمة تزول نهائياً، عندما يتم إنهاء الحصار وفتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة مع دولة الاحتلال ومصر.
وسيبقى طابور أنابيب الغاز ينتظر إلى جانب طابور خزانات الوقود وباقي طوابير السلع الأساسية فتح المعابر التجارية والأساسية، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على أن الاحتلال الإسرائيلي ملزم بدخول الاحتياجات كافة إلى قطاع غزة المحاصر.