استمع إلى الملخص
- شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطورًا ملحوظًا، حيث ارتفع التبادل التجاري بمقدار خمسة أضعاف خلال العقد الماضي، وتعمل أكثر من 1000 شركة تركية في قطر، بينما تستثمر 200 شركة قطرية في تركيا.
- التعاون الثقافي والتعليمي يشهد نموًا مستمرًا، مع دور بارز لمركز يونس إمره الثقافي في الدوحة واتفاقيات لتوفير منح دراسية ومبادرات تدريبية.
أعلن وزير التجارة التركي عمر بولات، اليوم الأربعاء، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور تركيا، غداً الخميس، لعقد اجتماعات عالية المستوى. وقال بولات لقناة تي.في 100، في تصريحات ركزت على التجارة الثنائية: "سيكون أمير قطر في أنقرة غداً (الخميس) على أي حال. ستجرى محادثات مهمة وينعقد اجتماع للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى".
وأضاف بولات، وفقاً لوكالة رويترز: "ننتظر دخول اتفاقية التجارة الشاملة مع قطر حيز التنفيذ... في أي وقت".
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أغسطس/آب الماضي، عزم تركيا التام على الارتقاء بالتعاون مع قطر إلى مستويات أعلى في المجالات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية، وخصوصاً العلاقات الاقتصادية. وأوضح خلال لقائه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أنقرة أن التضامن بين البلدين سيتعزز من خلال الخطوات التي سيجري اتخاذها في الفترة القادمة.
وقال وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك في أكتوبر/تشرين الأول، إن هناك خطة لعقد قمة اقتصادية مهمة بين تركيا وقطر في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. وأضاف الوزير في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، أن اقتصادات تركيا ودول الخليج العربي تكمّل بعضها البعض، مبيناً أن تركيا تتمتع بتنوع قطاعي واسع مقابل قوة شرائية بمنطقة الخليج.
وشدد وفقاً لوكالة "الأناضول" على أن "منطقة الخليج مهمة بالنسبة لصناعاتنا وقطاعاتنا التحويلية، وهناك قطاعات أخرى كالسياحة مثلاً". وأردف: "فدول الخليج لديها أهداف طموحة بمجال السياحة، ونقول لهم: نحن من بين الخمسة الأوائل في العالم بهذا المجال". وأكد أن التعاملات التجارية والاقتصادية بين تركيا ودول الخليج قائمة على مبدأ التكامل وتحقيق مصلحة الطرفين.
وأكمل: "أعتقد أنه ستظهر إمكانات كبيرة في السنوات المقبلة مع تراجع مخاوف المستثمرين، فقد التقيت بقرابة 250 من كبار المديرين من الشركات الرائدة في قطر، قدمنا عرضاً شاملاً للغاية عن الاستثمارات في تركيا". واستطرد شيمشك: "شرحت لهم تحول تركيا في الصناعة والطاقة، ووجهت لهم دعوة للمشاركة في هذه المشاريع". وذكر أن التحول الأخضر من بين أولويات الحكومة التركية الحالية، وأنّ هناك رغبة خليجية كبيرة بالاستثمار بهذا المجال في تركيا.
وتطورت علاقات قطر وتركيا في العقدين المنصرمين، وذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية والثقافية والسياحية. وأسس البلدان "اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا عام 2014"، التي تعقد اجتماعاتها كل عام على أعلى مستوى ونتج عنها ما يزيد عن 80 اتفاقية في جميع المجالات، تساهم في تعزيز وإثراء العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين.
وقال السفير التركي في الدوحة مصطفى كوكصو إن الدورة العاشرة للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية ستشهد التوقيع على المزيد من الاتفاقيات بين تركيا وقطر في مجالات الدفاع والاقتصاد والشباب والثقافة، كما ستشهد اجتماعًا ثنائيًا بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأضاف كوكصو في تصريحات صحافية اليوم الأربعاء، أن النقاشات بين الجانبين التركي والقطري ستركز خلال الاجتماعات على زيادة حجم التجارة الثنائية، وتعزيز المشاريع الاستثمارية المشتركة، وتعزيز التعاون في مجالات الدفاع، والطاقة، والاستدامة البيئية. وأشار إلى أن التبادلات الثقافية والمبادرات التعليمية والشراكات الصحية ستكون على جدول الأعمال.
ولفت السفير التركي في قطر إلى أن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين حققت إنجازات هامة، حيث تم توقيع واعتماد 108 اتفاقيات/إعلانات مشتركة في مختلف القطاعات، بما في ذلك المجالات السياسية، والتجارية، والاقتصادية، والعسكرية. وبفضل الاتفاقيات الموقعة منذ إنشاء اللجنة، تطورت العلاقات الثنائية بشكل سريع في جميع المجالات، واكتسبت طابعًا استراتيجيًا يستند إلى ثقة متبادلة وأسس تعاقدية قوية.
وقال: "لقد شهدنا تقدمًا ملحوظًا في مجالي التجارة والاستثمار، حيث أصبح كلا البلدين شريكين أساسيين في المشهد الاقتصادي لبعضهما البعض، وازداد حجم التبادل التجاري الثنائي بمقدار خمسة أضعاف خلال السنوات العشر الماضية، ويوجد حاليًا أكثر من 1000 شركة تركية تعمل في قطر في مختلف القطاعات، وحوالي 200 شركة قطرية تعمل في مجالات متنوعة في تركيا، كما ارتفعت قيمة الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا بشكل ملحوظ، وتوزعت على قطاعات عديدة، منها التجارة والسياحة والزراعة والضيافة والعقارات والصناعات الغذائية. ومن ناحية أخرى، بلغت قيمة الأعمال التي قامت بها شركات المقاولات التركية في قطر حتى الآن 20.16 مليار دولار. وتعتبر الاستثمارات القطرية في تركيا آمنة ومزدهرة وناجحة، مما يعكس ثقة المستثمرين القطريين في تركيا ومناخها الاستثماري".
وشهد التعاون الدفاعي بين البلدين نمواً ملحوظاً، وهو ما تجسد في القاعدة المشتركة في قطر، والتي تعمل على تعزيز الأمن والاستقرار ليس فقط في قطر، بل وفي المنطقة بأسرها. وهذا العام، وسع البلدان تعاونهما، من خلال إنشاء قيادات القوات الجوية والقوات البحرية. وقال كوكصو: "تعكس الإنجازات البارزة في مجالات الطاقة، والصحة، والثقافة، والتعليم طبيعة شراكتنا الشاملة، وتؤكد التزامنا المتبادل بدعم تنمية بعضنا البعض". وأضاف: "ومن بين السياح الأكثر زيارة لتركيا هم القادمون من دولة قطر، حيث تجاوز عددهم 200 ألف سائح في عام 2023 فقط، في حين يمتلك الكثير من المواطنين القطريين إقامة دائمة في تركيا".
وأشار إلى "مركز يونس إمره الثقافي التركي" في الدوحة، والذي تم توقيع اتفاقية إنشائه خلال الدورة الثامنة للجنة، والذي يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعبين، حيث يجذب عددًا كبيرًا من المواطنين والمقيمين المهتمين بتعلم اللغة التركية والمشاركة في أنشطة المركز المختلفة. ولتقوية الروابط الثقافية، توصلت "مؤسسة المعارف التركية" إلى اتفاقيات مع جامعة قطر وجامعة لوسيل لتوفير منح دراسية كاملة للطلاب الأتراك الدارسين في قطر، وهناك مبادرة تعاونية لمعلمي اللغة العربية في تركيا لتلقي التدريب في قطر، لتحسين مهاراتهم اللغوية، وفقاً للسفير التركي. وفي هذا السياق، وصلت أول مجموعة من 15 معلمًا إلى قطر بداية هذا الأسبوع، لبدء تدريبهم مع وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر.