وقعت وسائل الإعلام العربية في أكثر من مناسبة في فخ العنصرية، سواء تلك المقصودة والموجهة، أو تلك التي نتجت عن جهل أو تسرع أو سذاجة، وسواء تلك التي ظهرت في نشرات إخبارية أو أعمال ترفيهية.
وبينما يعيش العالم انتفاضة ضد التمييز العرقي والعنصرية، تبدو العودة إلى سقطات الإعلام العربي ضرورية:
صحيفة "الجمهورية": الفلسطينيون وكورونا
نشرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية كاريكاتيراً أقل ما يقال عنه إنه فاشيّ، في ذكرى اندلاع الحرب الأهلية. بعدما قارن راسمه أنطوان غانم بين الفلسطينيين عام 1975 في لبنان، وفيروس كورونا عام 2020. واعتبر الغاضبون الرسم "صادماً" و"إهانةً للشعب الفلسطيني".
قناة "أو تي في": سخرية من اللاجئين والطلاب الأجانب
نشرت قناة "أو تي في" اللبنانية كاريكاتيراً للرسام نفسه أي أنطوان غانم، يسخر من اللاجئين والطلاب الأجانب في لبنان. وأظهر الرسم طالبين لبنانيين يُفاجآن بلافتة كتب عليها: "نعتذر منكم، المدرسة ممتلئة بالسوريين والعراقيين والفلسطينيين والهنود والزنوج والأحباش والبنغاليين". الكاريكاتير أشعل موجة غضب طالبات بوقف السياسة العنصرية.
#otv قناة عنصرية ✋🏻 pic.twitter.com/IVOmXu2EOp
— مواطن لبناني (@interist81) September 22, 2019
القناة الأولى المغربية وأزمة "كحلوش"
وجّه المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري في المغرب (الهاكا) إنذاراً إلى التلفزيون الرسمي بسبب عرض كوميدي قدمه الشاب عبد الله البركاوي، الملقّب بـ"كحلوش" في برنامج "ستاند آب"، معتبراً أن هذا الوصف يحمل إساءة إلى ذوي البشرة السوداء، خصوصاً من المهاجرين واللاجئين إلى المغرب من أفريقيا جنوب الصحراء.
أبلة فاهيتا: الأفارقة يأكلون لحم البشر
في الحلقة التي استضافت فيها الفنان، أحمد زاهر، (ابتداءً من الدقيقة 16) تلفظت الدمية، أبلة فاهيتا، بسلسلة نكات عنصرية تجاه الأفارقة. وخلال إشارتها إلى قضاء الفنان جزءاً من طفولته في دولة نيجيريا (أكبر اقتصاد في القارة)، أظهرت صورة عيد ميلاد واصفةً مجموعة من الصغار بأنهم "قبيلة"، وتساءلت "كيف لم يأكلوه"، ولم يُبدِ الفنان أي اعتراض بل سايرها في السخرية.
شيماء سيف تثير غضب السودانيين والسود
أثار برنامج المقالب "الشقلباظ" حفيظة السوادنيين والمصريين على حد سواء بعدما أطلت الممثلة المصرية، شيماء سيف، في حلقات البرنامج، متقمصة دور امرأة سمراء باستخدام "بلاك فيس".
و"بلاك فيس" هو تنكّر يعود تاريخه إلى منتصف القرن التاسع عشر، عندما بدأ المسرحيون يرسمون وجوههم باللون الأسود في عروض كوميدية تسخر من العبيد الأفارقة.
وأدت هذه العروض إلى بناء صورة سلبية عن السود، وإلى أثر مدمر في الفن والترفيه والثقافة الشعبية، وتسبّبت في جرح مشاعر الأميركيين من أصول أفريقية.
"صعيدي في الجامعة الأميركية": بتطفي النور ليه؟
في مشهد من فيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية" (1998، بطولة محمد هنيدي)، يدخل خلف (هنيدي) إلى بائعة جنس سوداء تدعى سمارة، فينهال عليها بـ"المزاح" العنصري من نوع "بتطفي النور ليه ما إنت أصلاً مضلمة"، و"كل الناس شافت الليلة الحمرا إلا أنا شفت الليلة السودا".
مريام فارس و"بلاك فيس"
على غرار شيماء سيف وجهلها بتاريخ "بلاك فيس" العنصري، ظهرت الفنانة اللبنانية، ميريام فارس، في كليبها "قومي" وقد صبغت وجهها باللون الأسود، مع تعبيرات فلكلورية وصور نمطية عن أفريقيا، وهو ما أثار الغضب تجاهها حينها.
عيال حبيبة: هي الشقة ديه اتحرقت قبل كده؟
في أحد مشاهد فيلم "عيال حبيبة" يزور الشباب الثلاثة "عمي نصر" في بيته، وهو مواطن أسود البشرة (بلاك فيس). ينظرون إلى صور عائلته ليكتشفوا أنهم كلهم من السود، ويعلقون عليها بـ"هي الشقة ديه اتحرقت قبل كده؟".
الفرنجة: السمرا فال وحش
في هذه الحلقة من "الفرنجة"، وابتداءً من الدقيقة 13:01، يتسابق الشباب للحصول على فتيات كن جالسات بالقرب منهم. فيقول أحدهم مازحاً "السمرا ديه؟ لا السمرا فال وحش".
"بلوك غشمرة" والسودانيون
أثارت سلسلة "بلوك غشمرة" الكويتية غضب السودانيين بعدما تم تخصيص حلقة كاملة للسخرية منهم وإظهارهم بمظهر الكسالى.
إس إن إل بالعربي: الجخ بشرته أفتح من ده
في إحدى الحلقات أحيا الممثلون قصة عنتر وعبلة بطريقة كوميدية، لكن يظهر في المشهد أن أب عبلة يصف عنتر بأنه "عبد" و"جربوع"، ويوجه تعليقات على شَعر رأسه، ويفضل الشاعر، هشام الجخ، عليه لأن بشرته أفتح.
"كوبرا" بشرى تسقط في فخ العنصرية
خلال حرب "الكلاش" بين محمد رمضان وبشرى، طرحت الأخيرة مقطعاً مصوراً بعنوان "كوبرا" استخدمت فيه "موديل" لرجل بـ"بلاك فيس" للإشارة إلى لون محمد رمضان الأسود.
اللمبي: إيه الليل اللي هجم ده؟
ينظر اللمبي إلى حبيبته بيضاء البشرة فيصفها متسائلاً "ايه الشمس اللي منورة الدنيا دي"، ثم يُفاجأ بخادم أسود فيتساءل "إيه الليل اللي هجم ده".