العراق: عصابات مدعومة تسرق منازل ومتاجر المقدادية

16 يناير 2018
التجاوزات والجرائم تحميها جهات متنفذة في المقدادية(تويتر)
+ الخط -


لم يعد الفقر والعوز من الأسباب الوحيدة لانتشار سرقات المنازل في بلدة المقدادية (90 كلم) شمال شرق بغداد. فالبلدة تعاني من تأرجح الوضع الأمني نتيجة سيطرة المليشيات على كافة مفاصلها، وهجرة ونزوح عدد كبير من سكانها الأصليين حتى بعد خلو المدينة من "داعش" منذ نحو ثلاثة أعوام.

المعلمة منتهى (57 عامًا)، تقول لـ"العربي الجديد"، تعرض منزل قريبتي للسرقة بعد تسلمها مكافأة نهاية الخدمة وإحالتها إلى التقاعد، وفي اليوم الذي تسلمت فيه قريبتي أكثر من 7 ملايين دينار عراقي (نحو 6 آلاف دولار)، تعرض منزلها للسطو من قبل عصابات مجهولة. لم تكن قريبتي وحدها من تعرض منزلها لسطو وعبث العصابات، هناك منازل أخرى أيضا دهمتها العصابات وبعضها لم يكن فيها مال لتسرقه العصابة".

وأضافت "لوحظ في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة المنازل بعد أن استنفدت جميع أساليب ووسائل الاستحواذ على أرزاق المواطنين في شهربان. الكثير من الناس تركوا المدينة بعد أن فرضت العصابات عليهم دفع جزية بسبب أو من غير سبب، أو مشاركتهم في تجارتهم بدوافع طائفية ما جعل كثير منهم يترك تجارته التي لم تعد تجدي نفعا مع وجود عصابات تسيطر على المدينة".

من جهته، يقول الناشط المدني محمد المقدادي (29 عامًا)، لـ"العربي الجديد"، "لا شك أنّ حدوث 3 حالات سرقة خلال عدة أيام أمر يدعو للقلق في مدينة يعيش سكانها بترقب وحذر شديدين، خوفا مما قد يحدث في وقت من الأوقات. وهذا الخوف لم يأتِ من فراغ إذ بعد كل ما عاناه سكان المقدادية، من قتل وتهجير ونزوح واعتقالات لا بد من العيش بحذر".

ويشير إلى أن "العصابات في جميع محافظات العراق أصبحت تنتمي لجهات تدعمها، وهي مستعدة للقتل في حال لم تجد ما تسرقه. والسارق اليوم لم يعد يسرق دجاجة أو قليلا من الأرز أو أسطوانة غاز كما كان يحدث سابقا، بل يسرق مصوغات ذهبية أو سيارة وكل ما تقع عليه يده من مال أو أشياء ثمينة".





ويوضح المقدادي، "إنّ غياب القانون إضافة إلى الانفلات الأمني الذي عاشته المدينة أدى لانتشار عمليات السرقة على أيدي العصابات والمافيات، ويلاحظ أن ارتفاع معدلات السرقة لا يقتصر على المقدادية، بل إن الأخبار المتناقلة تتحدث عن كثرة السرقات في بلدة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى".

وعزا المقدادي، كثرة السرقات في الآونة الأخير، للعجز الحكومي عن توفير الأمن للمواطنين عبر أجهزتها الأمنية المختصة، التي تتحمل مسؤولية المحافظة على أمن البلدة وسلامة سكانها.

وبيّن أن "هذه الجرائم تدعو إلى أخذ الحيطة والحذر، خصوصاً من قبل الموظفين وأصحاب الدخل العالي فضلا عن التجار"، مؤكدا أن "القانون السائد اليوم يعتمد مبدأ احمِ نفسك بنفسك، بعد أن غاب العقاب وانتشرت الجريمة بكل أشكالها وأصنافها، ما يجعل من تظافر جهود الأطراف كافة أمرا مهما جدا للحد من الجرائم في المقدادية خصوصاً وديالى عموماً".

يذكر أن مدينة المقدادية واسمها الأصلي (شهربان)، هي ثاني أكبر قضاء في محافظة ديالى بعد مركز المحافظة بعقوبة. يقطنها ما يقارب 280 ألف نسمة بحسب مصادر غير رسمية. ونفذت المليشيات في النواحي والقرى التابعة لها خلال العقد المنصرم العديد من المجازر وعمليات التهجير القسري ومنع سكانها بطرق غير مباشرة من العودة إليها حتى بعد تحريرها من تنظيم "داعش".



دلالات
المساهمون