الصليب الأحمر: المراكز الصحية في جنوب غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار"

18 يوليو 2024
في أحد مستشفيات رفح، جنوب غزة، 26 مايو 2024 (إياد البابا/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الوضع الصحي في جنوب غزة**: المرافق الصحية في جنوب غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار" بسبب القصف الإسرائيلي، مما أدى إلى انهيار المنظومة الصحية وعدم قدرة المستشفيات على معالجة الإصابات الخطيرة.

- **التحديات الطبية والخيارات الصعبة**: أي تصعيد حربي آخر سيجبر الأطباء على اتخاذ "خيارات صعبة جداً" نظراً لتجاوز الحاجات الطبية للإمكانات المتاحة، حيث قدم الفريق الطبي 12 ألف استشارة طبية وأكثر من 500 عملية جراحية منذ مايو.

- **الأوضاع الإنسانية والنزوح**: استقبل المستشفى الميداني 850 شخصاً إضافياً يحتاجون إلى عناية طبية، نصفهم من النساء وثلثهم من الأطفال، ويعيش النازحون في ظروف صعبة مع نقص في الطعام ومياه الشرب.

أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، بأنّ كلّ المرافق الصحية في جنوب غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار" بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع المحاصر، الذي يودي بحياة عدد كبير من الضحايا. ويأتي ذلك في بيان نُشر في اليوم الـ286 من الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال على الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي أدّت إلى انهيار المنظومة الصحية، إلى جانب المنظومات الأخرى كلها التي لم يوفّرها العدوان.

وأفاد مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة وليام شومبورغ، في بيان نُشر اليوم، بأنّ "عدد الضحايا الكبير الناجم عن القتال المستمر تسبّب في وصول المستشفى التابع لنا وكلّ المرافق الصحية في جنوب غزة إلى نقطة الانهيار، وعدم تمكّنها من معالجة الأشخاص الذين يعانون من إصابات تهدّد حياتهم".

وقد أشارت اللجنة الدولية، في البيان نفسه، إلى أنّ المستشفى الميداني التابع لها يضمّ 60 سريراً في رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، وأوضحت أنّ 26 جريحاً وصلوا إلى المنشأة التابعة لها، بعد إصابتهم في قصف القوات الإسرائيلية منطقة المواصي، يوم السبت الماضي، ومن بين هؤلاء عدد من الأطفال الذين أُصيبوا بشظايا أسلحة.

المرافق الصحية في جنوب غزة قد تواجه "خيارات صعبة"

أضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ أيّ عمل حربي آخر يتسبّب في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا "سوف يجبر أطباءنا وممرّضينا على اتّخاذ خيارات صعبة جداً"، موضحة أنّ حاجات المدنيين الطبية في الوقت الراهن "تتجاوز بكثير الإمكانات المحدودة" المتوفّرة. يُذكر أنّ المرافق الصحية في جنوب غزة أُجبرت على إغلاق أبوابها مرّات عدّة خلال الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

من جهته، قال الطبيب بانكاج جالديال، من فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر العامل في قطاع غزة، إنّه "من غير الممكن تخيّل عدد المرضى (الجرحى) الذين كانوا يحتاجون إلى الإنعاش بعد تدفّق المصابين السبت" الماضي، وشدّد على أنّه في مثل هذه الأوضاع في المرافق الصحية في جنوب غزة لا بدّ من الاستجابة سريعاً للحالات الواردة. وفي هذا الإطار، بيّنت اللجنة الدولية أنّ فريقها قدّم، منذ فتح المنشأة في مايو/ أيار الماضي، 12 ألف استشارة طبية وأكثر من 500 عملية جراحية. وتابعت أنّ 80% من العمليات الجراحية التي أُجريت مرتبطة بإصابات متصلة مباشرة بما تخلّفه العمليات العسكرية.

وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّه بالإضافة إلى الجرحى البالغ عددهم 26، الذين نُقلوا من المواصي إلى المستشفى الميداني التابع لها لتلقّي العلاج، استقبلت المنشأة 850 شخصاً إضافياً يحتاجون إلى عناية طبية في قسم العيادات الخارجية الأسبوع الماضي، نصفهم تقريباً من النساء وثلثهم من الأطفال، وأشارت إلى أنّ هؤلاء "نزحوا من منازلهم مرّات عدّة، ويعيشون على كميات قليلة من الطعام ومياه الشرب في مناطق مكتظّة، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض".

تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت الفلسطينيين في شمال غزة، منذ الأيام الأولى لحربها على القطاع، على التوجّه إلى الجنوب والوسط، وقد زعمت أنّهما منطقتان "آمنتان"، ثمّ راحت تهجّر هؤلاء من جنوب غزة إلى أقصى الجنوب والوسط، ولا سيّما خلال العملية العسكرية البرية التي شنّها على خانيونس الجنوبية، ثمّ من أقصى الجنوب إلى الوسط خلال العملية العسكرية على رفح أخيراً.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون