تمكنت الأجهزة الأمنيّة في بغداد، من القبض على عدد من العصابات المسلحة، المتورطة في أعمال خطف وقتل وسلب، فيما تبيّن أن أغلب تلك العصابات مرتبط بمسؤولين حكوميين، وفقاً لمصادر أمنية عراقية.
وقال ضابط برتبة مقدّم في عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأجهزة الأمنية المنتشرة في عموم العاصمة، تمكنت، خلال الأسبوع الماضي، من اعتقال نحو 120 عنصراً مرتبطين بعصابات سلب وخطف وقتل"، مبيناً أنّ "المعتقلين اعترفوا بتنفيذ عشرات الجرائم في بغداد".
وأشار إلى أنّ "العصابات كانت تستخدم سيارات مسروقة، وسيارات حكوميّة في تنفيذ عملياتها وجرائمها".
من جهته، أكّد عضو في اللجنة الأمنيّة بمجلس محافظة بغداد، أنّ "أغلب العصابات التي تم القبض عليها، أخيراً، اعترفت بارتباطها بمسؤولين حكوميين".
اقرأ أيضاً: العراق يعلن تحرير مدينة الرمادي رغم استمرار المعارك
وكشف خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ لجنته "تابعت سير عمليّات التحقيق مع العصابات المسلّحة، وكيفيّة حصولهم على سيارات حكوميّة وأخرى تابعة للحشد الشعبي".
وأضاف المسؤول ذاته، أنّ "المعتقلين اعترفوا بارتباطهم بمسؤولين كبار في الحكومة والأحزاب السياسيّة، وأنّ تلك الجهات كانت توفر لهم الدعم الكامل والحماية من القضاء، كما توفّر لهم السيارات الحكوميّة والسلاح وبطاقات العبور التي يتجولون بها داخل بغداد".
كما أشار إلى أنّ "هناك أسماء في الحكومة وقادة بمراكز مهمة، وردت أسماؤهم، خلال اعترافات العصابات التي أكدت ارتباطهم بها"، مؤكداً أنّ "تلك الاعترافات تم تدوينها، وسنستمر بمتابعة التحقيق مع تلك الجهات التي ترعى العصابات".
من جهته، أكّد الخبير الأمني رافع السلمان، أنّ "قوة ونفوذ العصابات الكبير، وتنفيذها لجرائمها في واضحة النهار، وتنقّلها بسيارات حكومية، تؤكّد ارتباطها بجهات مسؤولة".
اقرأ أيضاً: العراق:مقتل مدني وجرح خمسة جنود أتراك في هجوم لـ"داعش"
وقال السلمان، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العصابات التي تتجول في بغداد والمحافظات العراقيّة، تتمتّع بسطوة ونفوذ وحصانة حتى من الأجهزة الأمنيّة"، مبيناً أنّ "الدعم المقدم لتلك العصابات والحماية، دليل على قوة الجهات الساندة لها، وخطورة ذلك على الوضع الأمني في بغداد".
وأشار الخبير العراقي إلى أنّ "الأزمة الأمنيّة في العراق شائكة جدّاً، وأنّ السيطرة على تلك العصابات أمر شبه مستحيل، وأنّ التحقيق في ارتباطها بمسؤولين حكوميين سيسوى، وتغلق الملفات بدون أي شك".
وبرر المتحدث ذاته توقعاته، بالقول، إن "القضاء العراقي خاضع لتلك الجهات، كما أنّ بناء الدولة هو على أساس عصابات ومليشيات وجماعات مسلحة، لذا فإنّ كل جهة سياسيّة لديها ملفات ضد الجهة الأخرى، ولا أحد يستطيع كشف وفضح المقابل".
يشار إلى أنّ العاصمة بغداد والمحافظات العراقيّة الأخرى، تسجل يوميّاً عشرات حالات القتل والخطف والسلب، تنفذها عصابات تتجول بسيارات حكوميّة وأخرى تابعة للحشد الشعبي.
اقرأ أيضاً: مصادر لـ"العربي الجديد": القوات الأميركية تزيد عديد قواتها بالعراق