وقال المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى، العميد فراس بشار، لـ"العربي الجديد" إنّ "قوات الجيش والشرطة تمكنّت من صد هجوم واسع لداعش استهدف استعادة السيطرة على مدينة القيارة، أمس الاثنين، مؤكداً أنّ "الاشتباكات استمرت لأكثر من 5 ساعات مع عناصر داعش الذين استخدموا مختلف الأسلحة والصواريخ خلال الهجوم".
وأفاد بشار بأنّ "عناصر داعش حاولوا التعرّض للقطعات العسكرية التابعة للفرقة 15 في محور الحود والحضر والشبالي، وقد شاركت الشرطة المحلية في صد الهجوم"، لافتاً إلى أنّ "قوات الجيش تمكّنت من تفجير عجلات مفخخة لداعش كان ينوي استهداف قطعات الجيش بها وقتل العشرات من عناصره".
من جهته، قال قائد عمليات نينوى، نجم الجبوري، في تصريح صحافي، إنّ "داعش أطلق تسمية غزوة الموت على الهجوم لاستعادة السيطرة على مدينة القيارة، بعد أن وعد أتباعه بإقامة صلاة العيد في جوامعها"، مشيراً إلى أنّ "قوات الجيش كانت لديها معلومات استخبارية حصلت عليها من قيادة التحالف الدولي تفيد بنية داعش شن هجوم بالعربات المفخخة والصواريخ لاستهداف قوات الجيش في القيارة"، مؤكداً أنّ "طائرات التحالف كان لها الدور الكبير في إفشال وصد الهجوم".
في الأثناء، أفاد مصدر أمني في شرطة صلاح الدين لـ"العربي الجديد" بأنّ "داعش" هاجم قوات الجيش والحشد في مفرق الحضر قرب مدينة الشرقاط بعدد من الهجمات الانتحارية، موضحاً أنّ "عناصر التنظيم تمكنوا بعد اشتباكات مع قوات الجيش، من قتل عدد من عناصره والسيطرة على ثكنة وتدمير عربات عسكرية".
وتبنى "داعش" الهجوم الذي استهدف قوات الجيش قرب الشرقاط بعدد من العمليات التي أسماها "استشهادية"، مؤكداً سيطرته على عدد من الثكنات العسكرية وقتل عدد من عناصر الجيش العراقي .وقال "داعش" في بيان أوردته وكالة "أعماق" الناطقة باسمه إنّ "سبعة من عناصره بينهم أجانب نفذوا الهجمات في محيط الشرقاط".
في غضون ذلك قال المتحدث باسم مليشيات "الحشد الشعبي" أحمد الأسدي، في تصريح صحافي، إنّ "القوات الأمنية نشرت كافة الأسلحة والفصائل المقاتلة حول الشرقاط، ولم يتبق سوى إعلان ساعة الصفر لتحرير القضاء من سيطرة داعش".
من جهة ثانية، أكدت تقارير منظمات إنسانية أنّ العشرات من النازحين من مدينة الشرقاط لقوا حتفهم خلال محاولة هربهم من المدينة والنواحي التابعة لها، وذلك بانفجار عبوات ناسفة كان قد زرعها عناصر "داعش" حول المدينة لاستهداف قوات الأمن العراقية.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في بيان، إنّ "أكثر من 35 ألف شخص هربوا من الشرقاط التي يصل عدد سكانها إلى 140 ألف نسمة، وهم يعيشون في ظل أوضاع إنسانية صعبة وحصار يمنع وصول المساعدات الإنسانية فضلاً عن الماء والطعام والدواء".
وأكد المرصد أنّ "آلاف العائلات حاولت الهروب من المدينة، على الرغم من مخاطر الطريق التي يتعرضون لها باستمرار، ومنها الاختطاف من قبل عناصر داعش أو التعرض لنيرانه والمشي لساعات طويلة تحت حرارة الشمس، ويُضاف إلى ذلك قيام عناصر داعش بزرع عبوات ناسفة في الطريق الذي يستخدمه المدنيون للهروب، مما أدى إلى مقتل العشرات من النازحين".
ولفت المرصد إلى أنّ "العائلات التي تريد الهروب من مدينة الشرقاط تكون مضطرة للخروج بمساعدة مهربين من أبناء المناطق المجاورة، مقابل مبالغ مالية كبيرة قد تصل إلى 700 دولار أميركي".
وكان تنظيم "داعش" قد فرض سيطرته على مدينة الشرقاط في نيسان/إبريل عام 2014، ولم تقم قوات الجيش العراقي بأي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة رغم مطالبة شخصيات سياسية وعشائرية الحكومة العراقية بشكل متكرر، قيادة القوات المشتركة والتحالف الدولي بالإسراع في تحريرها.