العدد الجديد من "شارلي إيبدو": الوهج المفقود؟

26 فبراير 2015
العدد الجديد في أكشاك باريس (أوريليان مونييه/Getty)
+ الخط -

أرادت صحيفة "شارلي إيبدو" والمتعاطفون معها أن يكون هذا العدد الجديد الذي صدر أمس، مناسبة أخرى لتكريس ما تسميه "روحية شارلي".

 ولم تتوقف وسائل الإعلام الفرنسية المرئية والمسموعة عن التذكير بهذا الموعد الجديد، فكرّست له صحيفة "لوموند"، ملفّاً كبيراً. في حين انتظرت صحيفة "ليبراسيون"، التي تستضيف إدارة شارلي إيبدو وهيأتها التحريرية، للمرة الثانية، هذا اليوم، الأربعاء، لتكرّس له 6 صفحات من بينها الصفحة الأولى، التي لا يخفى الدافع التجاري فيها، لأن "شارلي إيبدو"، "تُدر ذهباً"، ومن يتحدث عنها ينال بعضاً منه.

[اقرأ أيضاً]: عدد "شارلي إيبدو" الجديد: لوبن والجهاديون والبابا وساركوزي 

وإذا كانت مبيعات العدد الذي صدر بُعيد الاعتداءات تقترب من ثمانية ملايين نسخة، قد منحت الطاقم الجديد نوعاً من الأمان المادي (عشرات الملايين من اليورو)، إلا أن ما سميّ "روحية شارلي" قد بدأت في الاضمحلال والتلاشي. وهذا ما كشفت عنه تقارير إعلامية عدة رصدت غياب الإقبال الكثيف على شراء العدد الجديد.
من السابق لأوانه الحكم على الطاقم الجديد للصحيفة، التي لا تزال تبحث عن خط تحريري ينقذها من سنوات فيليب فال صديق كارلا بروني، زوجة نيكولا ساركوزي، التي "قطعت"، مع ماضي الصحيفة المَرِح والمتحرّر والمعادي لكلّ السلطات، وأرست سياسة إسلاموفوبية تمثلت في مهاجمة المسلمين ونبيّهم. وقد حصل فيليب فال، على مبلغ 300 ألف يورو على رسومه الكاريكاتورية للنبي، وموالية لإسرائيل.

لم يعد المشكل الذي يعترض الصحيفة مادياً، فالأموال متوافرة، ولكن يتمثل في العثور على رسامين موهوبين، كما يعترف "ريس" مدير الصحيفة الجديد. وقد استعانت الصحيفة بالرسام الجزائري علي ديليم، في طاقمها الجديد، كبادرة انفتاح تريد استثمارها.

تحدي الصحيفة الحقيقي يتمثل في الحفاظ على جمهور وفيّ، بعيداً عن فضول أكثر من 7 ملايين، دُفِعوا دفعاً إلى شراء عدد "تذكاري"، ثم انصرفوا إلى حياتهم اليومية القاسية.

المساهمون